بعد اتفاق استانا الجيش السوري يتجه نحو الشرق

بعد اتفاق استانا الجيش السوري يتجه نحو الشرق

منذ 7 سنوات

بعد اتفاق استانا الجيش السوري يتجه نحو الشرق

يفتح تراجع الاعمال القتالية في القسم الغربي من سوريا الطريق أمام الجيش للتوجه نحو شرق البلاد، بهدف منع المقاتلين الذين تدعمهم واشنطن، من الاستيلاء على مناطق تحت سيطرة الجهاديين، وفق محللين ومصادر عسكرية في دمشق.\nووقعت موسكو وطهران، حليفتا دمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة اتفاقاً في أستانا قبل اسبوع، ينص على إنشاء أربع “مناطق تخفيف التصعيد” في ثماني محافظات سورية، على ان يصار فيها الى وقف القتال والقصف. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ السبت الماضي، ومن شأن تطبيقه أن يمهد لهدنة دائمة في مناطق عدة.\nويقول رئيس تحرير جريدة “الوطن” السورية القريبة من السلطات وضاح عبد ربه ، “ستسمح هذه الهدنة لجزء من الجيش السوري بالانتشار نحو الشرق باتجاه مواقع سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وتحديداً الحدود العراقية ودير الزور” حيث يحاصر الجهاديون الجيش.\nوبحسب الاتفاق، سيتم إنشاء مناطق “تخفيف التصعيد” في كل من محافظة إدلب (شمال غرب) ومناطق شمالية أخرى، وفي ريف حمص الشمالي (وسط)، وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالاضافة الى أجزاء من جنوب سوريا.\nوتطمح مجموعتان تتلقيان دعماً من واشنطن بالسيطرة على القسم الشرقي من سوريا الصحراوي بمعظمه، وهي قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف الفصائل الكردية العربية الاكثر نفوذاً، والتي تخوض مواجهات شرسة ضد تنظيم الدولة الاسلامية. أما المجموعة الاخرى فتعرف باسم “جيش مغاوير الثورة”، وهي فصيل يضم مقاتلين سوريين تلقوا تدريبات على أيدي الاميركيين والاردنيين، وتمكنوا من السيطرة في الايام الاخيرة على قرى وبلدات عدة في جنوب شرق سوريا، قرب الحدود مع العراق.\nوبحسب عبد ربه، فإن هدف العمليات العسكرية المقبلة سيكون “ردع الولايات المتحدة والقوات التي تدعمها من ان تبسط سيطرتها الكاملة على شرق البلاد”.\nوفي هذا الصدد، يؤكد مسؤول سوري ان “الولايات المتحدة تدفع القوات التي تدعمها الى السيطرة الكاملة على الحدود السورية العراقية”.\nويتقدم الجيش، وفق مصدر عسكري سوري، على ثلاثة محاور: الاول ينطلق من ريف دمشق بهدف فتح طريق مواز لطريق دمشق بغداد القديم باتجاه معبر التنف على الحدود العراقية. وينطلق المحور الثاني، وفق المصدر ذاته، من البادية، تحديداً من ريف تدمر الشرقي في حمص (وسط) باتجاه مدينة السخنة الاستراتيجية التي يسعى الجيش للسيطرة عليها، لاطلاق عملياته نحو دير الزور، المحافظة النفطية في شرق البلاد والتي يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على معظمها. اما المحور الثالث فينطلق من اثريا في حماة (وسط) باتجاه دير الزور ايضاً.\nويقول محلل عسكري سوري رفض الكشف عن اسمه، “نحتاج الى 15 ألف مقاتل على الأقل لفك الحصار عن مدينة دير الزور”، موضحاً أن “أكثر من سبعة آلاف جندي محاصرون داخل المدينة”.\nويشير الى ان “الجيش يسعى للوصول إلى نقطة التنف على الحدود العراقية بالتنسيق مع الروس للحؤول دون المزيد من التمدد الأميركي شرقاً”.\nويسيطر “جيش مغاوير الثورة” على هذه المنطقة الحدودية.\nوتبدو مهمة الجيش السوري صعبة جراء عوامل عدة أبرزها اتساع المساحات التي يتوجب السيطرة عليها بالاضافة الى تراجع عديده خلال سنوات الحرب الست.\nويرى الباحث الفرنسي المتخصص في الجغرافيا السورية فابريس بالانش انه “بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية في معقله في الرقة، تعتزم الولايات المتحدة مواصلة عملياتها حتى البوكمال” الحدودية مع العراق والواقعة على بعد 450 كيلومتراً شرق دمشق.\nوتخوض قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن معارك في محافظة الرقة بهدف استعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية، وقد أنهت سيطرتها الاربعاء على مدينة الطبقة الاستراتيجية في المحافظة.\nوفي حال تمت السيطرة على الرقة، “من الأفضل للجيش السوري في هذه الحالة”، يقول بالانش، “المضي قدماً شرقا”، مضيفاً “إذا اراد (الرئيس السوري بشار) الاسد الحفاظ على سوريا موحدة، فهو يحتاج الى ما يعرف بسوريا غير المفيدة ايضاً”.\nويطلق المحللون تسمية “سوريا المفيدة” على غرب البلاد حيث تقع المدن الكبرى والمراكز الاقتصادية الرئيسية (دمشق وحمص وحلب..) والواقعة بمجملها تحت سيطرة الجيش السوري.\nومنذ آذار/مارس 2011، تشهد سوريا نزاعاً دامياً متشعب الاطراف المحلية والاقليمية والدولية، تسبب منذ اندلاعه بمقتل اكثر من 320 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

الخبر من المصدر