الأحزاب الفرنسية تعيد ترتيب أوضاعها بعد فوز ماكرون وقبل انتخابات يونيو

الأحزاب الفرنسية تعيد ترتيب أوضاعها بعد فوز ماكرون وقبل انتخابات يونيو

منذ ما يقرب من 7 سنوات

الأحزاب الفرنسية تعيد ترتيب أوضاعها بعد فوز ماكرون وقبل انتخابات يونيو

تعمل الأحزاب السياسية الفرنسية على إعادة ترتيب أوضاعها واختيار مسارها قبل شهر من الانتخابات التشريعية بعد البلبلة التي أحدثها في صفوفها فوز الوسطي ايمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية.\nوقبل الانتقال الرسمي للسلطة الأحد، شارك ماكرون في الاحتفال بالغاء العبودية مع الرئيس الاشتراكي الذي تراجعت شعبيته الى الحد الأدنى فرنسوا هولاند. وعقد هولاند آخر اجتماع للحكومة الأربعاء.\nوأعاد فوز ماكرون ترتيب المشهد السياسي في حين تنصرف الأحزاب إلى رسم خطط تكتيكية لتكسب انتخابات 11 و18 يونيو في حين أعلن رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس انضمامه الى الأغلبية التي يمثلها ماكرون وانسحبت مؤقتا من العمل السياسي ماريون ماريشال-لوبن الوجه الصاعد في الجبهة الوطنية بعد هزيمة خالتها مارين لوبن.\nوالانتخابات التشريعية ستكون حاسمة بالنسبة لماكرون البالغ من العمر 39 عاما وعليه أن يقنع الفرنسيين بأنه يستحق الحصول على الأغلبية ليتمكن من الحكم وادخال الإصلاحات التي وعد بها في بلد منقسم يحتاج فيه لتأييد شخصيات منبثقة من اليمين ومن اليسار المعتدل.\nومن علامات تعقيد الوضع أن إعلان مانويل فالس انضمامه الى حركة ماكرون الذي أثار بلبلة في أوساط الحزب الاشتراكي تلقته حركة "الجمهورية إلى الأمام" بفتور.\nوقال المسؤول عن التعيينات في حركة ماكرون الاربعاء ان ترشيح فالس عضوا في الحركة لا يتفق حتى الآن مع المعايير المطلوبة للحصول على "الاغلبية الرئاسية" على اعتبار ان فالس الذي يمثل الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي ليس منتسبا الى حركة "الجمهورية إلى الأمام".\nوقال جان-بول دلفوي "نرى جيدا اليوم انه ليس بالضرورة ملائما لحركة إلى الأمام أن يصبح من منتسبيها".\nوبدأ الحزب الاشتراكي الأربعاء حملته للانتخابات التشريعية بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته برنار كازنوف الذي يعبر علانية عن انزعاجه من الاعلان عن الموت الوشيك لمعسكره السياسي.\nوأعلن المرشح السابق الاشتراكي للرئاسة بونوا آمون من جانبه الأربعاء انشاء حركة "واسعة و"جامعة" لمختلف التوجهات الحزبية سعيا الى "اعادة بناء اليسار".\nواكد آمون الذي لم يحصل سوى على 6,4% من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية انه لن يترك الحزب الذي يجسد تياره اليساري.\nويأمل اليمين ممثلا بحزب الجمهوريين والذي استبعد منذ الدورة الأولى في حدث لم تشهده فرنسا منذ ستين عاما في إعادة اعتباره في الانتخابات التشريعية وأن يفرض على ماكرون التعايش مع حكومة يمينية.\nمع هذا قال رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه وهو من الشخصيات اليمينية المؤثرة "من جهتي، لا أؤيد التعطيل المنهجي".\nورغم أن قيادة الحزب ترفض "التشويش وأنصاف الحلول" كما تصف برنامج ماكرون فإنه يجري تداول أسماء بعض ممثلي اليمين مثل رئيس بلدية هافر في شمال غرب فرنسا ادوار فيليب باعتباره مرشحا محتملا لرئاسة حكومة ماكرون.\nولم تسلم الجبهة الوطنية من الهزات، مع اعلان ماريون ماريشال-لوبن (27 عاما) الانسحاب من الحياة السياسية.\nوقالت ماريون التي تتمتع بشعبية في جنوب شرق فرنسا، وهي واحدة من نائبين للجبهة الوطنية في الجمعية الوطنية الفرنسية، انها اتخذت قرارها لاسباب "شخصية وسياسية".\nوقالت أصغر نواب الجمعية الوطنية التي تتبنى مواقف أكثر راديكالية من خالتها ان "يكون المرء قائدا سياسيا جيدا يعني أن يخوض تجارب أخرى غير النجاح الانتخابي" بدون ان تستبعد العودة.\nوفي أوساط اليساري الراديكالي، أعلن جان لوك ميلانشون الأربعاء ترشحه إلى الانتخابات التشريعية ليستفيد بذلك من الزخم الذي حققته حركته "فرنسا المتمردة" بعد حصوله على 19,6% من الأصوات في الدورة الأولى.\nولكن في إطار الخلافات في صفوف اليسار، اتهم زعيم الحزب الشيوعي بيار لوران اليسار الراديكالي بعدم الرغبة في ابرام اتفاق لخوض الانتخابات معا.\nوقبل الدورة الثانية التاريخية قال المؤرخ جان-فرنسوا سيرينيلي ان "العالم السياسي كما نعرفه بالأمس لن يعود على حاله ولكن من المبكر جدا التكهن إن كان سيستمر عبر تجديد نفسه أم أنه محكوم عليه بالفناء".

الخبر من المصدر