جدل حول أماكن دفن الصحابة وآل البيت في مصر

جدل حول أماكن دفن الصحابة وآل البيت في مصر

منذ 7 سنوات

جدل حول أماكن دفن الصحابة وآل البيت في مصر

لا يعبأ العامة بجدال المؤرخين والأثريين حول قبور الصحابة وآل البيت في مصر. فهم يتباركون بها ويلتمسون المدد منها تاركين الجدل العلمي لأصحابه. رصيف22 يستعرض عدداً من الأضرحة التي ثار عليها سجال تاريخي وأثري.\nتعددت الفرضيات حول مكان قبر عمرو بن العاص الذي تولى حكم مصر بعد فتحها عام 20هـ وتوفي بها سنة 43هـ.\nقال الدكتور عبد الباقي السيد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس لرصيف22 إن مؤرخين اعتبروا أنه دفن بالقرب من قبر الليثي بن سعد بمنطقة مصر القديمة، وآخرون اعتبروا أنه بالقرب من قبر الإمام الشافعي في المنطقة نفسها، ما أوجد لبساً في تحديد مكان القبر.\nوأضاف السيد أنه توصل في بحث علمي أجراه إلى أن قبر ابن العاص داخل مسجد عقبة بن عامر، فالفقيه الشافعي حرملة بن التجيبي، قال إنه وقف على قبر ابن العاص وبجواره قبر أبو بصرة الغفاري وقبر عقبة بن عامر (صحابي مات بمصر سنة 58 هجرياً)، وهو ما ذكره أيضاً الفقيه المالكي عبد الله بن وهب.\nوبحسب السيد: "أوصى ابن العاص قبل وفاته بعدم وضع أحجار أو أخشاب على قبره مثلما كان يفعل العرب قديماً، حيث كانوا يضعون حجراً فقط ولا يكتبون عليه أية أسماء أو إشارات تشير إلى اسم المتوفي، ولكن لأن ابن العاص كان حاكماً لمصر فقد كان مشهوراً وبالتالي أشار مؤرخون إلى قبره.\nوهناك احتمال بدفن ابن العاص في المسجد الذي يحمل اسمه بمنطقة مصر القديمة. فقد روى الدكتور حجاجي إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية لرصيف22 واقعة حدثت في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وقال "أثناء عملية حفر بجوار المسجد عثر أحد الأثريين ويدعى عباس الشناوي على تابوت وبجواره بقايا عظم إنسان، ومكتوب عليه عمرو ابن العاص، فقام الأثري بعد إعلان رؤسائه بدفن التابوت مكانه دون إثارة أي جدل".\nبالمقابل، قال الدكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة لرصيف22 إن ابن العاص لم يدفن في مصر من الأساس ومن ثم لا يوجد مجال للخلاف على مكان قبره، وتابع أن عبد الله بن عمرو بن العاص هو الذي دفن في المقطم وليس أبيه.\nوأضاف: "في جامع عمرو بن العاص، لافتة على ضريح مكتوب عليها اسم عبد الله، وهذا خطأ كبير لأن هذا المكان ليس مكان الضريح وإنما كان مخصصاً لإقامة درسه".\nصَاحبَ الرسول، وسكن مصر وبقي فيها حتى توفي بقرية قرنفيل (تعرف الآن بصفط تراب وتقع في محافظة الغربية) سنة 88هـ، وقيل 87هـ، وقيل 85هـ.\nالخلاف على مكان قبر ابن الحارث يرجع إلى ضريح منسوب إليه بناه أهالي القرية التي توفي بها اعتقاداً منهم أنه مدفون هناك. وقال موفق الدين بن عثمان في كتابه "مرشد الزوار إلى قبور الأبرار. الدر المنظم في زيارة الجبل المقطم" إن المؤرخ المصري أبو جعفر القضاعي قال إن ابن الحارث مات بقرية قرنفيل، ولعله حُمل ودفُن في مقبرة الفسطاط، وقيل مات بمصر ولا يعرف قبره.\nويرى السيد أن المؤرخين، مثل الفقيه المالكي عبد الله بن وهب، اتفقوا على دفن ابن الحارث في المقطم مع أربعة آخرين من الصحابة هم عمرو بن العاص وأبو بصرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني وعبد الله بن حذافة السهمي من الصحابة في المقطم.\nويرى الكسباني أنه لا يوجد دليل على صحة قبر ابن الحارث، مُرجعاً ذلك إلى أن المقابر الأولى لم تكن تُعلّم بشيء، أي لم يكن هناك شاهد يوضع على القبر يدل على هوية صاحبه، وإنما كانت توضع عليه كومة من التراب. وفي القرن الثالث الهجري بدأ وضع الشواهد على القبور، ومن ثم فإن أي معلومة عن أي قبر لأي صحابي لا يوجد دليل على صحتها.\nوروى ابن عثمان في كتابه أنه لما قُتل ابن أبي بكر أحُرق بالنار، ودُفن في الموضع الذي قُتل فيه، وبعد سنة جاء غلامه وكان يدعى "زمام" فحفر عليه، فلم يجد سوى رأسه، فدفنه في موضع بُني عليه مسجد عرف في ما بعد باسم مسجد محمد الصغير في منطقة مصر القديمة. ويقال إن الرأس في قبلة المسجد.\nابن أبي بكر دفن في منطقة مصر القديمة بالقاهرة. شرح السيد أن ما تردد من أن ابن أبي بكر مدفون في الدقهلية يرجع إلى مشاهد الرؤيا التي انتشرت في مختلف بقاع مصر، حيث يرى أحد الأشخاص المشهود لهم بالصلاح أحد الصحابة أو الأولياء في منامه، فيقص رؤياه على الناس، فيقومون ببناء مشهد للصحابي أو الولي يتباركون به، ومع مرور السنوات ثبت في ذهن العامة أن الصحابي أو الولي مدفون في هذا المكان.\nشارك غردهل ضريح الحسين في مسجد الحسين في القاهرة؟ وأين دفن رأسه؟ عن الجدل حول أماكن دفن الصحابة وآل البيت\nتولى ولاية مصر من قبل الخليفة الأموي معاوية بن أبى سفيان من عام 47هـ إلى 68هـ، وهو أول من بنى كنيسة بفسطاط مصر، وهناك سجال على ضريحه وما إذا كان في القاهرة أو الإسكندرية.\nقال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير إدارة النشر والبحوث بالوجه البحري وسيناء بوزارة الآثار لرصيف22 إن القبر موجود في سوق مسلمة بمنطقة مصر القديمة بمذبح الجمل داخل أحد المساجد.\nوأرجع ريحان قول البعض بدفن الصحابي مخلد في الإسكندرية إلى أنه عاش هناك فترة من الزمن حتى وافته المنية سنة 62هـ، إلا أن جثمانه نقل ودفن في القاهرة.\nفي منطقة المقطم يوجد قبر مكتوب عليه اسم الصحابي معاذ بن جبل. وذكر ابن عثمان أن ذلك ليس صحيحاً، لأن ابن معاذ مات في منطقة عمواس بالشام في طاعون جارف أصاب البلاد سنة 18هـ في خلافة عمر بن الخطاب، وراح ضحيته كثير من الصحابة، لذا يحتمل أن يكون صاحب القبر رجلاً من التابعين.\nجعله عمر بن الخطاب أميراً على جيش وسيّره إلى فارس سنة 23 هجرياً، ففتح بلاداً منها أصبهان. وأشار ابن عثمان إلى وجود قبر في المقطم باسم الصحابي سارية بن زنيم والذي ناداه عمر بن الخطاب بينما هو يخطب الجمعة: "يا سارية، الجبل".\nوأوضح أن التربة المعروفة بسارية في مصر فيها اختلاف، فلم يثبت أنه مدفون في مصر، ولم يكن حين نودي بمصر بل كان في أرض نهاوند بفارس.\n"حصل عليه خلاف بين المؤرخين. بعضهم قال إنه أبو ذر الغفاري وهذا ليس صحيحاً وسبب هذا الخلط هو تشابه الإسمين"، قال السيد.\nوأوضح أن أبا بصرة من صحابة الرسول ويذكره بعض المؤرخين بجميّل أو حميّل، وجاء إلى مصر أثناء الفتح ومكث بها وعاش في فترة الخلفاء الراشدين، ومات بعد وفاة عمرو بن العاص، وقبل موت عقبة بن عامر أي بعد عام 43هـ وقبل 58هـ، ودفن بجوار ابن عامر وابن العاص في المقبرة نفسها.\nهو عويمر ابن عبد الله الذي عرف باسم ابنته الدرداء. خرج مع عمرو بن العاص سنة 20 هجرياً لفتح مصر ثم الإسكندرية، وغادر إلى الفسطاط، ثم عيّنه معاوية بن أبي سفيان قاضياً في دمشق.\nيعتقد الصوفية في الإسكندرية أن الصحابي توفي في مدينتهم، وأنه مدفون في المسجد الذي يحمل اسمه بمنطقة كرموز، ويقيمون مولداً خاصاً به ويروون كثيراً من كراماته. وشرح السيد أن الضريح المنسوب لأبي الدرداء في المدينة الساحلية مجرد مشهد أقامه الأهالي لتخليد ذكراه لأنه توفي في دمشق ودفن هناك.\nاختلف المؤرخون والأثريون على صحة ضريح الحسين الموجود بالمسجد الذي يحمل اسمه بالقاهرة. رأى الكسباني أن رأس ابن علي نقلت إلى مصر عام 549هـ، وغير معروف حتى الآن إن كانت هذه الرأس حقيقية أم لا، لأنها كانت مدفونة في عسقلان بفلسطين وعندما تعرضت المنطقة للغزو الصليبي نقلت إلى مصر خوفاً من عبث جنود الحملة بها، ودُفنت في ضريح عند باب زويلة، وعندما جاء الفاطميون إلى مصر نقلوها إلى جبانة الزعفرانة التي كانت مجهزة لاستقبال أجساد الخلفاء في مصر.\nبقيت الرأس في مكانها حتى الآن وأصبحت جزءاً من ضريح الحسين بينما نقلت أجساد الخلفاء الفاطميين إلى منطقة أخرى في قرافة الخلفاء.\nوروى السيد أن الأثري الراحل الدكتور حسن عبد الوهاب أجرى دراسة حول التابوت الذي يحوي جثمان الحسين والموجود بالمسجد الذي يحمل اسمه، وأكد عدم وجود الجثمان أو الرأس بالتابوت.\nويرى إبراهيم أن هناك أكثر من رواية حول مكان رأس الحسين. فثمة مؤرخون قالوا إن يزيد بن معاوية أمر بردها إلى الجسد المدفون في كربلاء، وآخرون قالوا إنها مدفونة في البقيع بالمدينة المنورة، وفئة ثالثة من الأثريين أشارت إلى دفنها في دمشق، ورابعة قالت إنها دفنت بمدينة مرو بإيران، وخامسة قالت إنها دفنت بعسقلان.\nتوفيت سنة 56هـ، ودفنت في منزلها الذي تحول في ما بعد إلى مسجد يحمل اسمها، قال السيد.\nويؤكد الكسباني أن السيدة زينب دفنت في منطقة المقطم، وليس في مسكنها، مشيراً إلى أن المسجد الذي يحمل اسمها به مشهدها وليس قبرها.\nكان متعارفاً عليه أن الأولياء والصالحين يدفنون في بيوتهم، ولكن لأن بيت السيدة زينب كان قريباً جداً من الخليج المصري (خليج مائي قديم كان يربط بين نهر النيل وقناة السويس)، فقد كان قريباً من المياه ببضعة أمتار ومن ثم لم يكن يجدي دفنها في هذا المكان، إلا أن العامة توارثوا فكرة أنها مدفونة في المسجد لمجرد وجود المشهد، حسبما ذكر الكسباني.\nأول من دخل مصر من ولد علي بن أبي طالب. وبينما يؤكد السيد أن ضريحها يقع في منزلها بحي الخليفة بالقاهرة، يرى الكسباني أنها مدفونة في منطقة المقطم، لأن بيتها كان قريباً من الخليج المصري.\nويشير ابن عثمان إلى أن المؤرخين اختلفوا في صحة وجود قبرها بمنزلها، وقالوا إنها مدفونة بالمدينة المنورة، وكل منهم يدلل على صحة رأيه بأدلة.\nما لم نقرأه عن الإسلام كسوة الكعبة ملوّنة... كذلك هي الثقافة الإسلامية مدن الإسلام المقدسة

الخبر من المصدر