في مستشفى القيارة.. تجميع "أشلاء" العراقيين وعلاج نفسي لمن تبقى

في مستشفى القيارة.. تجميع "أشلاء" العراقيين وعلاج نفسي لمن تبقى

منذ 7 سنوات

في مستشفى القيارة.. تجميع "أشلاء" العراقيين وعلاج نفسي لمن تبقى

حالات إنسانية صعبة؛ مصابون فقدوا الكثير من أشلائهم، وأشلاء لم تعد تعرف أصحابها، مرضى يموتون بالبطيء جراء سوء التغذية، وصدمات نفسية تتناسب وفظاعة الحرب.. هكذا الحال في مستشفى القيارة بالعراق.\nوتستقبل المستشفى الذي افتتحته منظمة "أطباء بلا حدود" بالقيارة في ديسمبر الماضي، المصابين ممن لم تتسع لهم المراكز الطبية الأقرب إلى الجبهات.\nوتقع "القيارة" على مسافة 60 كيلو مترًا جنوب الموصل، بعيدًا عن صوت الغارات الجوية والصواريخ، لكنه في الوقت نفسه قريب من الأحداث المستعرة في الموصل.\nوفي الثامن عشر من فبراير الماضي، أطلق الجيش العراقي حملة - بدعم من التحالف الدولي -  لاستعادة غرب الموصل، وهو الجزء المتبقي من المدينة تحت سيطرة تنظيم داعش.\nوتقول أطباء بلا حدود، إنها تشهد حالات صعبة فقد فيها بعض الناس عائلتهم بأكملها والبعض الآخر جزءًا من أطرافها؛ بسبب القتال المستمر أو المتفجرات الموجودة على الطريق.\nكما استقبلت المنظمة في مستشفى القيارة الكثير من الحالات التي تعاني من سوء التغذية وتعالج المرضى من صدمات نفسية شديدة.\nبعيدًا عن الطرق الرئيسية مازالت هناك ألغام تتسبب بين وقت وآخر في إصابة الأطفال والمزارعين والرعاة.\nفي الصورة شاب عراقي تقول المنظمة إنه وصل إلى المستشفى برفقة والده، ويعاني من جروح ناتجة عن شظايا.\nوتؤكد أطباء بلا حدود أنها تستقبل أيضًا عائلات بأكملها تذهب ضحية للقتال المستمر في غرب مدينة الموصل.\nالصورة لرجل مصاب بجروح خطيرة في يده بسبب انفجار لغم.\nتقول "آنا ليتيشيا"طبيبة طوارئ المستشفى: "من القصص التي كثيرا ما نتذكرها في القيارة كانت قصة أسرة استقبلناها وكانوا قادمين من خط الجبهة في غرب الموصل، كان الأب والأم وأطفالها الخمسة يحاولون الهروب من الحرب".\nوبحسب الطبيبة، الهرب من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات العراقية توجد هناك منطقة مشاع مليئة بذخائر غير منفجرة، وأثناء هروبهم داس الأب على ذخيرة غير منفجرة واختفى ضمن غيمة من الدخان.\nوأضافت: عند وصولها، كانت هذه الأم في حالة صدمة، وكانت ابنتها ذات الـ12 عاماً تتولى رعاية إخوتها وأخواتها الأصغر سناً، بينما تقوم هي بمراجعة الطبيب النفسي التابع لأطباء بلا حدود على أمل تحسُّن وضعها.\nأقامت منظمة أطباء بلا حدود مؤخرًا نقطة استشارة صحة نفسية لمرضى مستشفى منطقة القيارة ومخيمات النازحين.\nويتكون الفريق المشرف على النقطة من طبيب نفسي، وأخصائيَين نفسيًين اثنين، ومقدم استشارات – ويعالج هذا الفريق البالغين والأطفال على حد سواء.\nوتصف جويل فيرينه، وهي طبيبة نفسية تعمل مع أطباء بلا حدود، الصعوبات التي تواجهها بعض الأمهات مع أطفالهن المتأثرين من العنف.\nمن بين 192 مريضًا حصلوا على مشورة الصحة النفسية بين بداية فبراير وحتى منتصف أبريل، كان هناك 30 طفلاً دون سن 13 عامًا.\nوبحسب المنظمة، يعتبر مستشفى القيارة الوحيد المجهز بشكل جيد لاستقبال الأطفال في منطقة نينوى حتى الآن، ونحو نصف المرضى الذين يتلقون العلاج في غرفة العمليات هم أطفال دون سن الخامسة عشرة.\nفي الصورة ضحى الفتاة الصغيرة في الثامنة من العمر، كانت تعيش مع عائلتها في غرب الموصل. تعرض منزلهم للقصف بغارة جوية الشهر الماضي، قُتِل على إثرها أمها وأبوها إلى جانب 16 شخصًا آخرين كانوا في المنزل وقتها.\nوضحى هي الناجية الوحيدة بعد أن انتشلها أحد الجيران من بين الأنقاض حيث أصيبت بحروق شديدة في الرأس واليدين والساق، وهي تعيش الآن في شرق الموصل مع عمها الذي يحضرها إلى المستشفى بانتظام لتغيير الضمادات.\nمع تقدم الجيش العراقي في غرب الموصل تمكنت الأسر من الخروج من المنطقة، ما جعل الكثير من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، تأثرا بوضع نقص الغذاء في الجزء الغربي المحاصر من الموصل.\nولمعالجة هؤلاء الأطفال، قامت المنظمة بتأسيس مركز للتغذية العلاجية في مستشفى القيارة بسعة 12 سريرًا، ومعظم الأطفال هم دون سن الستة أشهر، حسب ما أوضحت آنا ليتيشيا، طبيبة الطوارئ.\nويقدم فريق منظمة أطباء بلا حدود العلاج لحالات الطوارئ الطبية والجراحية؛ حيث يحتوي مستشفى منطقة القيارة على غرفة طوارئ، وغرفة للعمليات بالإضافة إلى أقسام للاستشفاء في المستشفى.\nويشهد المستشفى نشاطًا شديدًا حيث استقبلت غرفة الطوارئ في المستشفى بين يناير ومارس الماضي، 3,750 مريضاً\nكما افتتحت المنظمة مؤخراً وحدة للعناية المركزة فيها أربعة أسرّة لعلاج ضحايا الحروق، والمصابين بالصدمة النزفية وغيرها من الحالات الخطيرة\nكما تأتي إلى فريق غرفة الطوارئ إصابات ناجمة عن الغارات الجوية والتفجيرات أو الناجمة عن قذائف الهاون.

الخبر من المصدر