Rital Mohammed يكتب: كيف تكادين؟ | ساسة بوست

Rital Mohammed يكتب: كيف تكادين؟ | ساسة بوست

منذ 7 سنوات

Rital Mohammed يكتب: كيف تكادين؟ | ساسة بوست

منذ 11 دقيقة، 26 أبريل,2017\nولعل العنوان مضحك، ولكني تمنيت لو وجدت كتابًا بهذا الشأن أيام فتوتي – أي قبل العشرين – إذ إنني – ولشدة سذاجتي – لم أظن أن هذا الكيد يمارس في أيامي، بل ظننته في كتب العرب القدامى، أو مقتصرا على العسكريين والسياسيين، ولا يصل إلى المدنيين البسطاء مثلي.\nعلى أية حال، فقد تعرضت للتعامل مع الكثير من المكارين والمخادعين والمحتالين والمكيدين، وأضف لكل منها تاء مربوطة، فما سأقوله يشمل الجنسين. تعلمت هذه الحيل مما مررت به من مواقف كنت فيها الضحية، ولكن دعني أخبرك مبدئيًا أن المكر يختلف عن الخديعة؛ إذ إنك تعلم أن المخادع عدوك، أما المكار فقد يكون أقرب الناس إليك ممن عشت معهم سنوات طويلة وعمرًا مديدًا ولا تعلم من هم على حقيقتهم. الكيد هو أن تجبر الآخر على فعل ما، فتخلي نفسك من مسؤوليته، وتوقعه في الفخ الذي نصبته له. أما الخداع فهو أن يتفاجأ الفرد بأمر معاكس لظاهره.\nأولًا: إن أردت لمشكلة ما أن تنشب، اترك الأمور بدون تدخل، وسترى كيف تتطور المشكلات وتنبع. بعض السذج مثلي يظنون أنه مع الصبر على وضع ما سيتعدل أو يتحسن، أو أنه مؤقت، ولكن عدم التدخل في أي وضع كان يعني أنه يتفاقم إلى مشكلات لست بقادر على إصلاحها.\nمن الكيد بمكان أن تدخل الآخرين في أمور لا قبل لها بها، وتغرر بهم ليبدأوا عملًا ما، إذ إن للأمور سحرًا، فتظهر أنها أسهل مما هي حقيقة. على سبيل المثال فقد انجرف العديدون وراء ترك وظائفهم بداعي التجريب للعمل الحر.\nمن الكيد بمكان أن تحاول إرضاء الجميع، وتغري المسؤولين بذلك، بينما الحقيقة هي أنه عليك أن تغضب أحدهم، ومن الذكاء والحيلة أن تختار من تريد أن تغضب وتتخلص منه كعصفورين بحجر واحد.\nكل حل جديد يولد مشكلات، لذا استمع للاقتراحات أكثر وادعم تطبيق المزيد من الخواطر والأفكار، وطبعًا لا تنس أن تجعل الحمقى والسذج أمثالي يتولون المسؤولية، وبالتالي فهناك دومًا ألف طريقة لإفساد الأمور تمامًا، كما هناك مشكلات تنشأ من كل حل جديد وإبداعي.\nالانتظار هو مفتاح الكيد الأكبر ويسمونه عادة الصبر، وانتظار النتيجة التي يمكنك بناء عليها قياس الأثر، وبالتالي أخذ إجراءات جديدة لتثبت جدوى الحلول المطروحة الكثيرة.\nمن الأكيد أن تجعل الأمور غاية في الوضوح فتجعل الأخر يرتبك ولا يدرك ماعليه فعله و يحصل تشويش نتيجة لهذا عادة.\nمن الكيد بمكان أن تستبدل الأجزاء بحيث يفترض نظريًا أن التبادل ممكن لأقسام إدارية مثلًا وموارد بشرية، وعندها فقط لن تعمل. كثيرون يستخدمون هذه الحيلة؛ مما يدفع بالكثير من المؤسسات إلى الفشل في مشاريعها جراء فكرة الاستبدال وحدها محاولين إقناع أنفسهم وطاقم العمل بأنه سينجح.\nأخيرًا، فإن المكيودين يدركون أنه كلما زاد عدد المتورطين في الكيد، فإنه لن يتم توجيه اللوم إلى أحد منهم، ولن يمكن محاسبتهم، وذلك يشبه أسلوب أبي جهل الذي أراد أن يقتل النبي – صلى الله عليه وسلم – بأيدي مختلفة من كل قبيلة، فيتفرق دمه، ويتشاركون كلهم في الدية، ولا يمكن لأهله – وقتها – أن يقتلوا القاتل. وطبعًا هنا الكيد جاء لنية خبيثة، بينما كان لنية إيجابية في وصية يعقوب – عليه السلام ل- أبنائه بالدخول من أبواب متفرقة لكثرة عددهم.\nهذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

الخبر من المصدر