"فهمي عنبة" يكتب : "المحميات.. كيف تظل طبيعية؟!"

"فهمي عنبة" يكتب : "المحميات.. كيف تظل طبيعية؟!"

منذ 7 سنوات

"فهمي عنبة" يكتب : "المحميات.. كيف تظل طبيعية؟!"

تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم (الأربعاء) عددا من الموضوعات الهامة من بينها الخبز المدعم وذكرى تحرير سيناء.\nفتحت عنوان “إنهاء أزمة الخبز بتصويب بيانات البطاقات” ، أكد الكاتب “جلال دويدار” في عموده “خواطر” بصحيفة “الأخبار” أن الأحداث التي صاحبت مشاكل صرف الخبز المدعم في الآونة الأخيرة كشفت أنها وليدة الإهمال والقصور في التعامل السليم والصحيح لو أنه قد تم الالتزام بهذين المطلبين بالاهتمام والسرعة اللازمتين ما كان يمكن ان يكون هناك مجال لما حدث وأثار القلق عليكل المستويات.\nوقال دويدار :”لا أحد ينكر وجود أخطاء وفساد في عمليات صرف هذا الخبز، وهو الأمر الذي يضيف إلي موازنة الدولة المزيد من الاعباء..علي هذا الاساس يمكن القول أنه ونتيجة لهذا الواقع فإن هناك تجاوزا في صرف هذا الخبز نتيجة عدم دقة البيانات المتعلقة بأعداد المستحقين”.\nوأضاف “أنه نظراً لاستمرار هذه الجريمة علي مدي سنوات وسنوات تحققت من ورائها مليارات الجنيهات من الخسائر للدولة التي تدخل جيوبهم.. فإن علي غالبية الشعب أن يفهم ويدرك ان هذه الاموال المفقودة كان يمكن استثمارها في اصلاح المرافق وتقديم الخدمات التي تشكو من عدم توافر الاعتمادات..ولأن الحرام دائماً ما يكون صوته عالياً من خلال الادعاء والزعم بأنه صاحب حق دفاعاً عما يجنيه من وراء سلوكياته الفاسدة فقد كان طبيعياً أن تملأ الساحة بهذا الضجيج للتغطية علي أي محاولات لاصلاح الأخطاء. لم يكن من هدف من وراء كل ذلك سوى إرهاب الدولة وتحذيرها من اتخاذ أي خطوة علي طريق التصدي للفساد المستشري”.\nورأى الكاتب أنه لا سبيل لمواجهة هذا الابتزاز وهذه السرقات لأموال الشعب سوي سرعة اتخاذ الاجراءات اللازمة لاصلاح منظومة صرف الخبز من جذورها. مضيفا :”إن سرعة إنهاء هذه التعديلات والتصحيحات من خلال ما هو مسجل في الرقم القومي والمستندات الرسمية هو الوسيلة الوحيدة والمثلي لضمان دقة انضباط البيانات ليحصل كل مستحق علي حقه كاملاً”.\nوفي عموده “بدون تردد” بصحيفة “الأخبار” وتحت عنوان “سيناء.. التحرير والكرامة” قال الكاتب محمد بركات “في مثل هذه الأيام من كل عام نستعيد في ذاكرتنا الوطنية المعاني والدلالات العظيمة لتحرير سيناء وعودتها لحضن الوطن الأم، بعد تضحيات هائلة قدمها شعب مصر وجيشها عن طيب خاطر، رفضاً للهزيمة وإعداداً للنصر وتحرير الأرض واستعادة الكرامة”.\nوأكد بركات أن هذه التضحيات استمرت طوال ست سنوات قاسية وثقيلة علي كل المصريين منذ النكسة في الخامس من يونيو ١٩٦٧ وحتي لحظة العبور في السادس من أكتوبر ١٩٧٣،وكانت هذه السنوات العجاف الفاصلة بين الهزيمة والنصر، شاهداً علي إصرار مصر القاطع علي استعادة كل شبر من أرضها، وتطهيرها من دنس الاحتلال.\nوأشار إلى أنه خلال هذه السنوات خاضت مصر حرب استنزاف طويلة ضد العدو وختمتها بالحرب البطولية للعبور والنصر في السادس من أكتوبر، وسجل فيها الشعب والجيش أروع قصص البطولة والشرف والفداء حباً للوطن وتقديساً لحريته وكرامته.\nوقال بركات للشباب الذين لم يعاصروا عودة سيناء الغالية للوطن الأم إن “معركة مصر التي تخوض غمارها اليوم ضد فلول الإرهاب الأسود وجماعة الإفك والقتل والضلال، لا تقل أهمية وخطورة عن معارك التحرير والشرف والكرامة، التي خاضتها مصر طوال تاريخها، وعلينا أن نؤمن جميعاً أننا سننتصر بإرادة الله وعونه في معركتنا مع الإرهاب.. كما انتصرنا في كل معاركنا السابقة”.\nأما فهمي عنبة رئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” قال، في عموده “علي بركة الله” تحت عنوان “المحميات.. كيف تظل طبيعية؟!” كان من الضروري أن تحافظ الدول علي التوازن البيئي وانقاذ ما بقي في الحياة من نباتات وكائنات وحيوانات وطيور وأسماك وأعشاب تقترب من الانقراض أو تكون نادرة لا يمكن تعويض فقدانها.. وكذلك حماية كل ما في الكون من تكوينات جيولوجية وجغرافية أو ظواهر طبيعية لها قيمة حضارية سواء ثقافية أو علمية أو تتميز بالجمال الرباني أو يمكن الاستفادة منها في الجذب السياحي.. وإبعاد محاولات البشر للقضاء عليها أو سرقتها.. أو تحويلها إلي تجارة أو اتلافها وتدميرها.. مما يعتبر خسارة لا تعوض.. ومن هنا نشأت فكرة المحميات الطبيعية.\nوأضاف أنه يوجد في العالم أكثر من 10 آلاف محمية طبيعية في مختلف القارات.. تضع كل دولة القوانين الخاصة بها والتي تكفل لها الحفاظ علي ما تحتويه مساحة من الأرض وربما منطقة بحرية تحددها بما تضمه من نباتات وأشجار وزهور وأعشاب نادرة.. أو حيوانات وحشرات وطيور وأسماك وشعب مرجانية نخاف عليها من الانقراض ويصطادها الناس لبيعها واستغلالها اقتصادياً.\nولفت عنبه إلى أنه يوجد في مصر الآن حوالي 30 محمية ومن المخطط الوصول بها الي 40 خلال الفترة القادمة تنتشر في أغلب المحافظات.. قبلي وبحري.. في الصعيد والدلتا من القاهرة إلي حلايب وشلاتين ومن سيناء والبحر الأحمر إلي سيوة والواحات.. وللأسف فإن الكثير منها يعاني من التعديات ويتعرض بعضها للنهب والسرقة.. وهناك محميات بعد ثورة يناير تم تجريف ما فيها من كنوز طبيعية والعبث بثرواتها الطبيعية وتلويث آبارها وعيونها سواء الموجودة في أماكن بعيدة نائية أو المسموح فيها بالزيارة للمصريين والأجانب وبعضهم لا يحترم قواعد الحفاظ عليها.\nوتساءل :”هل ستضمن وزارة البيئة العمال الذين سيقومون بتشغيل الكافتيريات والمراجيح .. وهل ستحافظ الشركة الاستثمارية التي ستحصل علي ترخيص الادارة علي التكوينات الجيولوجية.. وهل هناك ثقافة عند الزوار تمنعهم من الاعتداء علي الكائنات الحية والزواحف الموجودة بوادي دجلة أو الكثبان الرملية والمسطحات المائية بوادي الريان أو جذوع الأشجار المتحجرة بالغابة.. وهل يوازي أي دخل مادي إتلاف محتويات أو تلويث هذه المحميات وإلقاء مخلفات الزائرين في الأعياد وشم النسيم؟!؟.\nورأى عنبه أن الأمر يحتاج إلى إعادة دراسة.. ووضع ضوابط وآليات تضمن عدم قيام الزائرين بالجور علي الطبيعة.. وعدم استهتار العمال بالكنوز التي تحت أيديهم والخوف أن يقدموا “الشيشة” في الكافيتريات.. وعدم مغالاة المستثمرين في الاستغلال لتحقيق أكبر مكاسب علي حساب سلامة المحمية.. ثم أين الجانب التثقيفي عند تطوير هذه الأماكن حيث يمكن اقامة “صوت وضوء” يشرح الأهمية التي جعلت هذه المساحة تتحول إلي محمية.. أو “محكي” للأطفال لتوعيتهم وتعريفهم بقيمة الحفاظ علي الطبيعة وعدم تلويث المكان والابقاء علي نظافته وجماله.. أو تنظيم رحلات علمية للدارسين والباحثين بأسعار مخفضة.

الخبر من المصدر