حالات انتحار تثير قلقا بمدينة البيضاء الليبية

حالات انتحار تثير قلقا بمدينة البيضاء الليبية

منذ 7 سنوات

حالات انتحار تثير قلقا بمدينة البيضاء الليبية

ومما زاد قلق سكان المدينة أن من بين الحالات التي حاولت الانتحار عددا من الأطفال، كان آخرها مطلع الأسبوع الجاري طفلة تبلغ تسعة أعوام حاولت الانتحار، لكن الأطقم الطبية نجحت في إنقاذها.\nوإثر هذه الحالات، وجَّه رئيس الحكومة المنبثقة عن برلمان طبرق عبد الله الثني -التي تتخذ من مدينة البيضاء مقرًّا لها- رسالةً لوزرائه في الداخلية والعدل والتعليم والصحة، بشأن دراسة أسباب هذه الظاهرة ووضع السبل لمحاربتها.\nوتباينت أعداد الحالات التي توفيت بالمدينة، حيث أكد مصدر مسؤول في مركز الخبرة القضائية للجزيرة نت أن عدد الحالات التي توفيت نتيجة الانتحار حسب إدارة الطب الشرعي بلغ سبع حالات فقط، في حين أُنقذ ثماني حالات أخرى.\nمن جهته، قال الناطق باسم مستشفى الثورة بالبيضاء مرعي الحمري إن عدد المنتحرين بلغ ثلاثة فقط، متوسط أعمارهم بين 17 و21 عاما، في حين نجحت الطواقم الطبية في إنقاذ خمس حالات أخرى، مشيرا إلى أن طرق الانتحار كانت شنقا أو السقوط من أماكن مرتفعة.\nوانتشرت إشاعات عدة في المدينة بشأن أسباب الظاهرة، فقيل إنها ناتجة عن سحر أو جن، وقيل إنها بسبب استخدام لعبة تسمى "تشارلي" تقوم على مبدأ استحضار روح تشارلي الشيطانية، حسب معتقدات مكسيكية قديمة، لكن مصدرا بمركز الخبرة القضائية نفى ذلك، وقال إن تقريرا رسميا سيصدر عقب انتهاء التحقيقات.\nوفي الشأن نفسه، قال الحمري إن الضحايا لم يكونوا مدمنين على العقاقير، وإن 70% ممّن حاولوا الانتحار لعبوا "تشارلي"، مما دفع المهتمين بهذه الحوادث إلى اعتبارها سببا رئيسيا للانتحار.\nأما المختص النفسي الدكتور كمال الحداد فقد أرجع أسباب تلك الحالات إلى الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يتعرض لها المنتحرون، كما أن بعض الأطفال يسعى للحصول على مكاسب مادية أو اجتماعية من خلال الضغط على أهله وابتزازهم، وهذه الحالة تكثر لدى الأطفال المرفهين.\nويضيف الحداد في حديثه للجزيرة نت أن ثمة موضة ظهرت في بعض المدارس، وهي سعي الشباب إلى تقليد أصدقائهم الذين حاولوا الانتحار لينالوا ما نالوه من اهتمام، وهذه الحالة تسمى "العدوة الاجتماعية".\nوأشار إلى أن وجود أشخاص مصابين بمرض الاكتئاب لا يتمكنون من الحصول على العلاج الكافي يؤدي إلى تفاقم الحالة ولجوئهم إلى الانتحار، وبعضهم لا يواظب على العلاج.\nمن جهتها، ترى أستاذة التوجيه والإرشاد النفسي أماني تنتوش أن انتشار الظاهرة يعود إلى الوضع الاقتصادي الذي تعيشه ليبيا، والذي أدى إلى انشغال الآباء بتوفير لقمة العيش، والابتعاد عن تربية أبنائهم وغياب لغة الحوار بين مكونات الأسرة.\nوقالت تنتوش للجزيرة نت إن العلاج النفسي لهذه الظاهرة يبدأ من داخل الأسرة بالعمل على دعم الترابط والحوار الأسري في ما بينها، إضافة إلى دور المؤسسات التعليمية في الإنصات للأطفال ودعمهم بالأفكار الإيجابية ووسائل الترفيه.\nودعا المتحدثون مؤسسات الدولة إلى الاهتمام بشريحة الأطفال والشباب المراهقين وفتح الأندية الرياضية لهم، ومراقبتهم داخل المدارس من خلال مختصين واجتماعيين حرصا عليهم من التهديدات التي قد تصل إليهم نتيجة الإنترنت والأجهزة المتطورة.\nوتبقى هذه الحالات هي المُبلَّغ عنها فقط؛ حيث أكدت مصادر عدة أن ظاهرة الانتحار منتشرة منذ فترة مع التكتم عليها، بوصفها وصمة عار داخل المجتمع.

الخبر من المصدر