FilGoal | اخبار | طموح بلا حدود (2) – رونالدو.. وجحيم لشبونة

FilGoal | اخبار | طموح بلا حدود (2) – رونالدو.. وجحيم لشبونة

منذ 7 سنوات

FilGoal | اخبار | طموح بلا حدود (2) – رونالدو.. وجحيم لشبونة

كانت هذه هي أول مرة يصعد فيها سلم الطائرة، بل لأول مرة يترك جزيرة ماديرا. كان هذا التحدي الأكثر تعقيدا في حياته حينها. رافقه عرابه فرناندو سوسا إلى لشبونة. كان الأمر في عطلة أسبوع الآلام عام 1997 بعدما أكمل رونالدو عامه الثاني عشر.\nيقدم FilGoal.com كتاب الإيطالي لوكا كاليولي عن كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد والذي عنوانه "طموح بلا حدود".\nونستعرض حاليا الحلقة الثانية والتي تسلط الضوء على التحدي الأول في حياة رونالدو بعدما بدأت رسميا مسيرته التاريخية مع كرة القدم.\nقرعة الأبطال – موناكو: سنثأر.. دفاع يوفنتوس لن يمنعنا من التسجيل 11 لاعبا استحقوا التواجد ضمن فريق العام بالدوري الإنجليزي تقرير: رونالدو وراموس يريدان هذا المهاجم في ريال مدريد عذرا سيميوني.. ريال مدريد تفوق دائما على أتليتكو في أوروبا\nطالع الحلقة الأولى من هنا.\nاقترب موعد الاختبار مع سبورتنج لشبونة. كان يفضل الانضمام لبنفيكا ولكن والدته تحب سبورتنج من الصغر وتحلم بأن يصبح ابنها نجما كرويا مثل لويس فيجو، كما أنه لا يمكن رفض فرصة من أحد كبار العاصمة الذي يمتلك واحدا من أفضل قطاعات الناشئين، فمن هناك خرجت أسماء مثل باولو فوتري وفيجو وسيماو سابروسا وبعدها ستخرج أسماء جواو بينتو وريكاردو كواريزما وهوجو فيانا ولويس ناني بجانب رونالدو نفسه.\nكان رونالدو مقتنعا بقدرته على تخطي الاختبار ولكن كان عليه إقناع المدربين. كان التوتر في قمته لدى الوصول لملعب التدريبات وهناك كان يقف باولو كاردوسو وأوسفالدو سيلفا المسئولان عن اختبار اللاعب. كان أول انطباع لديهما هو "إنه نحيف وضعيف"، ولكن حينما بدأت المباراة تغير كل شيء، فابن حي كينتا دو فالكاو راوغ لاعبا وثاني وثالث ثم كرر نفس المشهد مجددا وأتبع الأمر بانطلاقة طويلة مع الكرة.\nيقول كاردوسو حول الأمر:"نظرت إلى أوسفالدو وقلت له: إنه مختلف وسيكون لاعبا رائعا. هذا لم يكن انطباعنا نحن فقط، بل أن كل الفتية التفوا بعد المران حوله. كانوا يدركون أنه الأفضل".\nفي اليوم التالي خاض كريستيانو اختبارا جديدا أمام صاحب الكلمة الأخيرة اأوريليو بيريرا مدير قطاع الناشئين الذي يقول:"لم يقنعني فقط، بل أبهرتني موهبته. أظهر مدى مهارته. قادر على اللعب باليمنى واليسرى وسريع ويتميز في الرأسيات، ولكن أهم شيء كان الإصرار الذي يشع منه. من وجهة النظر النفسية، كان يبدو أنه لا يمكن تدميره. لم يخش أحدا، حتى اللاعبين الأكبر سنا منه".\nفي 17 أبريل 1997 كتب كل من كاردوسو وسيلفا في تقريرهما حول رونالدو "لاعب صاحب موهبة فائقة للحدود ومتطور فنيا. يجب إبراز قدرته على المرواغة من وضعي الثبات والحركة". وصنف المدربان في تقريرهما كريستيانو على أساس أنه لاعب وسط أو صانع ألعاب متقدم. كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفييرو نجح في الاختبار.\nكان كل ما يتبقى هو التوصل لاتفاق مع ناسيونال ماديرا وهذه المرة لن يتعلق الأمر بكل تأكيد بـ20 كرة وطاقمي قمصان. عاد كريستيانو إلى الجزيرة بعد أن قضى أسبوعا في العاصمة لينتظر تحديد مصيره. في تلك الفترة كان ناسيونال مدينا لسبورتنج بحوالي 22 ألف و500 يورو وبات واضحا أن صفقة كريستيانو قد تساهم في تصفية هذا الدين.\nالبعض سيقول أن 22 ألف و500 يورو مقابل لاعب في مثل سن رونالدو بتلك الحقبة الزمنية يعد ضربا من الجنون، ولكن سبورتنج لشبونة كان عازما على ضم كريستيانو لهذا لم يشكل الأمر عائقا خاصة بعد أن أعطى بيريرا تقريره الأخير الذي رفعه لمجلس الادارة وجاء فيه "على الرغم من أن قيمة ما سيدفع في الفتى قد تبدو مبالغة ولكن موهبته كبيرة وأظهر مهارات هائلة في الاختبارات أمام المدربين. سيكون استثمارا كبيرا من أجل المستقبل".\nانتقل كريستيانو للعيش في مقر الإقامة الذي شيده النادي خصيصا للفتية الذين يأتون من أنحاء مختلفة بالبلاد والذي يقع داخل ملعب جوزيه ألفالادي بجانب ثلاثة ملاعب تدريب ويتكون من سبعة غرفة وقاعة لمشاهدة التلفاز. كان رونالدو هو الأصغر سنا وتشارك الغرفة مع كل من فابيو فيريرا وجوزيه سيميدو وميجيل بايتشاو.\nكان يومه منظما بصورة كبيرة، البقاء حتى الخامسة في المدرسة وبعدها يذهب للتدريبات. كان اليوم الأول في المدرسة مأساويا بالنسبة لطفل كينتا دو فالكاو. يصل متأخرا وحينما ينطق اسمه يسمعه باقي الفصل يضحك ويسخر منه. اللهجة التي يتحدث بها رونالدو تخص ماديرا وهي تبدو فقيرة وريفية. إنها مختلفة تماما عن البرتغالية التي تستخدم في العاصمة، كما لو كانت لغة أخرى غريبة. يفقد كريستيانو أعصابه ويهدد مدرسته بمقعد.\nلم يتوقف الأمر عند هذا لأنه سب مدرب طلب منه تنظيف غرف الملابس حيث رد عليه باعتزاز "أنا لاعب في سبورتنج ولا يجب أن أجمع القمامة من على الأرض"، ولكن كان الأمر بلا فائدة حيث حصل على عقوبة مثالية تمثلت في تركه عدة مباريات دون اللعب. كان يبكي. يبكي كثيرا. كل يوم تقريبا. كان الأمر قاسيا.\nيقول كريستيانو نفسه عن تلك الفترة:"كان الأمر قاسيا. أصعب أوقات حياتي الرياضية وأكثرها تعقيدا". كان يواجه مشكلات في التأقلم على من هم حوله والحياة في الأكاديمية والقواعد وضغط العيش في مدينة كبيرة. كل الأمور مختلفة بالنسبة لفتى ماديرا. كل الأمور معقدة. لشبونة كانت كوكبا مختلفا بالنسبة له. كانت المكالمات الهاتفية لوالدته مرتين أو ثلاثة في الأسبوع هي الوحيدة التي جعلته يشعر بالألفة حتى ولو كان يبكي أيضا خلالها.\nدائما ما لعبت والدة كريستيانو دورا في حياته. هذا ليس تخمينا بل كل من ظهروا في حياة رونالدو قالوا هذا ومنهم أوريليو بيريرا الذي يفسر الأمر "كان لها دورا حاسما في تكوينه، في الكثير من الأحيان وقفت بجانبنا وليس بجانب ابنها. ساعدتنا وساعدت ابنها أيضا لكي يصبح لاعبا أفضل".\nتكفي الإشارة إلى أن كريستيانو كان في بعض الأحيان لا يعود لمقر الأكاديمية، بل فكر أكثر من مرة في ترك لشبونة وعدم العودة مجددا. كان العام الأول بمثابة جحيم، ولكن رويدا رويدا بدأت الأمور في التغير.\nيقول رونالدو بنفسه:"اللحظات الصعبة هي التي تعلمك أشياء حول نفسك. يجب أن تتحلى بالقوة وتعرف ما الذي ترغب فيه"، فيما يضيف كاردوسو "كان لديه حلم في حياته. يرغب في أن يصبح شخصا هاما. لاعبا محترفا".\nكان ليونيل بونتيس (أحد مدربي الاتحاد السكندري الموسم الماضي) أحد مسئولي قطاع الناشئين بسبورتنج أحد العناصر التي لعبت دورا كبيرا في تأقلم رونالدو على الأوضاع بالحديث معه سواء بالشدة أو اللين كلما استدعت الحاجة لأنه كان يتفهم شخصيته بشكل كبير.\nيقول بونتيس:"رونالدو كان يرغب أن يكون الأفضل في كل شيء، تنس الطاولة والتنس والبلياردو ورمي السهام وسباقات السرعة. كان لديه نهم الفوز في أي رياضة يمارسها. أظن أن هذا هو ما أوصله إلى حيث يوجد الآن. تلك الطريقة التي يعمل بها ورغبته دائما في تحقيق المزيد والمزيد".\nكان يظهر بعض الأحيان في الواحدة بعد منتصف الليل بصالة الألعاب الرياضية وهو يمارس تمارين رفع الأثقال دون تصريح. إذا لم يتمكن من هذا كان يقوم بتدريبات البطن والضغط في غرفته أو يعلق أوزانا في كاحليه لتحسين مهارة المراوغة لديه. في الوقت الذي كان يذهب فيه لاعبو الفريق للاستحمام بعد انتهاء المران، كان يبقى في الملعب للتدريب على الركلات الحرة".\nكل يوم أحد كان يعمل كجامع كرات في مباريات الفريق الأول على ملعبه. هكذا يمكنه مشاهدة الأسماء الكبيرة عن قرب والشعور بحماس الملعب. الأمور كانت تتحسن كثيرا ولكن.\nتقدم الأكاديمية تعليمات واضحة للغاية بخصوص اللاعبين وتتابع نموهم الجسدي عبر فريق طبي متخصص. على سبيل المثال أجروا دراسة حول الكثافة العظمية الخاصة برونالدو لمعرفة كم سيكون طوله حينما ينضج ووصلوا إلى أنه سيتخطى 185 سم، إلا أنه حينما كان عمر كريستيانو 15 عاما رصد الأطباء مشكلة جادة،إنه يعاني من تسارع في ضربات القلب!\nتقص والدته في حوار مع صحيفة (صن) "أخبرونا في النادي أن قلبه يدق أسرع من اللازم في وضع الراحة. كان يجب أن أوقع الكثير من الأوراق لكي يخضع لعملية. كانت جراحة بالليزر لإصلاح المنطقة المصابة وعقب عدة أيام كان كريستيانو في المنزل. كنت أخشى أن يضطر لترك كرة القدم، ولكن مرت الأيام وعاد في النهاية ليتدرب مع زملاءه".\nمع وصول كريستيانو إلى سن الـ16 أصبح أهم لاعبي أكاديمية سبورتينج دون أدنى شك فهو اللاعب الوحيد في تاريخ النادي الذي لعب في نفس الموسم لفرق تحت 16 و17 و18 عاما والفريق الثاني والفريق الأول.\nوقع كريستيانو في أغسطس 2001 على أول عقد له كلاعب محترف بمدة أربع سنوات وراتب قيمته ألفي يورو شهريا وشرط جزائي قيمته 20 مليون يورو. يترك مقر الإقامة ويذهب للعيش في نزل بقلب لشبونة حتى تمكن من اختيار شقة وتأجيرها لكي يستضيف أي شخص من عائلته يرغب في القدوم لزيارته.\nبدأت حياة الفتى في التغير وجرى فيها التغيير الأهم حينما ترك وكيله جوزيه فيجا ووضع مسيرته بين يدي جورجى مينديش. بعدها جاء الروماني من أصل مجري لازلو بولوني لتدريب الفريق الأول في أغسطس 2001 وتمكن في موسمه الأول من الفوز بالدوري وكأس البرتغال ليفكر في لاعبي الأكاديمية وإمكانية تصعيدهم، ولكن كريستيانو سيجب عليه الانتظار لبعض الوقت.

الخبر من المصدر