هل الأزهر مسئول عن هجوم الشانزليزيه؟!

هل الأزهر مسئول عن هجوم الشانزليزيه؟!

منذ 7 سنوات

هل الأزهر مسئول عن هجوم الشانزليزيه؟!

لم يتوقع احد بطبيعة الحال أن يخرج الرئيس الفرنسي أولاند ليدين الخطاب الديني ويتهم الأزهر بالتقصير بعد هجوم الشانزليزيه يوم الخميس 20/4 مع أن الأزهر صار الحيطة المايلة الذي يُسند عليها تقصير الآخرين.\nأولاند لم يقل ذلك ولن يفعل. لقد صاروا في الغرب يتعاملون مع الإرهاب على أنه ظاهرة تضرب أي مكان وفي أي وقت كما كتب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في تويتر صباح اليوم. سيكون هناك تقصير وستستمر الكوارث الإرهابية لو ذهبوا للحل السهل واتهموا الإسلام كدين وعقيدة بأنه المسئول.\nدائما التحقيق المعمق يؤدي إلى الجناة وهذا ما قاله الرئيس الفرنسي رغم أنهم توصلوا إلى اسم الفاعل الذي أردوه قتيلا، ورغم أن تنظيم الدولة "داعش" سارع بتبني الهجوم الذي نتج عنه مقتل شرطي وإصابة اثنين من دورية راجلة تعرضت لإطلاق النار في الشارع الشهير الذي يعج بالسائحين والزوار وعاشقي باريس.\nفرنسا تتعرض للهجمات الإرهابية منذ عامين وبعضها كان عنيفا جدا رغم الأمن اليقظ والاجراءات الاحترازية المشددة، مع ذلك لا تستطيع أن تمنع مجرمين مجانين من بخ جنونهم ووحشيتهم. الإرهاب ليس ظاهرة تتعلق بالتطرف الديني فقط بل باللصوص والمجرمين في كل مجال. الأخبار الأولى التي تعلقت بهجوم الشانزليزيه ذهبت إلى الشك بأنه قد يكون عملية سطو، أي أن كل الاحتمالات مفتوحة.\nبكل تأكيد ليس الإسلام أو الأزهر مسئولا عن الإرهاب الذي يضرب العالم كله ويتعايش معه ويتوقع ضرباته في أي مكان وزمان. لا أحد يمكنه أن يجزم من هي داعش، وهل هي تنظيم حقيقي يعتقد عن جهل وبهتان وتزوير لصحيح الدين أنه يدافع عن الإسلام، أم كائن مخابراتي يعمل لحساب أجهزة معينة عابرة للحدود. هل الهدف اشعال حرب وهمية لصالح مصانع السلاح واستنزاف أموال الخليج وشدها بعيدا عن تنمية بلدانهم وبناء مستقبل أجيالها؟!\nستكشف الأيام ألغازا كثيرة تخص ظاهرة الإرهاب وإلى أن يحدث ذلك علينا التعامل مع المسألة بهدوء. ديننا ليس مسئولا. الأزهر معهد ديني يدرس المنهج الوسطي الذي يعاديه هؤلاء الإرهابيين، بل ويكفرون خريجيه ويمنعون الصلاة خلفهم باعتباره – أي الأزهر- يتبنى المذهب الأشعري منذ قرون، وهو مذهب عقائدي يقوم على التفسير العقلي ودلالات النص وليس فقهيا على غرار المذاهب الأربعة.\nالذين يتمنون اختفاء الأزهر من حياتنا ويستبيحونه يستهدفون في الواقع أكثر المؤسسات الدينية اعتدالا فكريا في العالم منذ مئات السنين. الذين أعلنوا وفاته لا يدركون الكوارث التي ستترتب على ذلك إن حدث فعلا ذلك لا قدر الله.\nهجوم الشانزليزيه تذكير لواقع الإرهاب وخريطته وبراءة للأزهر من اتهامات تجافي الحقيقة وتستند فقط على البحث عن مبررات ومشاجب للكسل والاسترخاء.

الخبر من المصدر