مدنيون محاصرون وقوات عالقة بأطراف الموصل القديمة

مدنيون محاصرون وقوات عالقة بأطراف الموصل القديمة

منذ 7 سنوات

مدنيون محاصرون وقوات عالقة بأطراف الموصل القديمة

فالمدنيون العالقون بين نيران مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والقوات العراقية التي تظللها طائرات التحالف الدولي لا يملون البحث عن ممر آمن أو حتى شبه آمن يقودهم للخروج من دائرة الحرب والنجاة، لينضموا إلى مئات الآلاف من النازحين في مخيمات النزوح جنوب وشرق وشمال مدينة الموصل. \nويقدر عدد هؤلاء المدنيين بمئات الآلاف، ويتركز وجودهم داخل البلدة القديمة المؤلفة من أحياء صغيرة ذات كثافة سكانية عالية، والتي تحيط بالجامع النوري الكبير، وهو المسجد الأشهر في المدينة، حيث تنتصب منارته الحدباء وسطه، حتى أن مدينة الموصل تكنى بالحدباء تيمنا بمنارة هذا المسجد.\nوكان زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي اعتلى يوما منبر هذا المسجد ليعلن من فوقه قيام دولة خلافته الإسلامية.\nويقول شهود عيان نزحوا من الموصل ووصلوا إلى مخيمات الخازر (شرق المدينة) إن آلاف العائلات لا تجد طعاما تسد به رمقها وهي محاصرة داخل سراديب وأقبية منازلها، خوفا من تعرضها للقصف من كل اتجاه.\nمقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية المنتشرون داخل هذه الأحياء يخوضون حرب شوارع شرسة ومباغتة مع القوات العراقية التي تجد صعوبة في اقتحامها بسبب ضيق الممرات وتشعب الأزقة وتداخل الأحياء والمباني، مما جعلها متسمرة على عتبة البلدة القديمة منذ أسابيع.\nوجربت القوات العراقية الالتفاف حول الجانب الغربي من المدينة عبر الوصول إلى حي الشفاء، ومن ثم إلى ضفة نهر دجلة من جهة الجسر الثالث للمدينة، لكنها فشلت حتى الآن في مسعاها.\nوإزاء هذا الوضع، قال رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي إن قواته تدرس تعديل خطتها القتالية بما يؤمن لها حسم المعركة لصالحها في أسرع وقت.\nوسبق لتلك القوات أن جربت حسم المعركة من الجو بمساندة طائرات التحالف الدولي، لكن محاولتها تلك انتهت بكارثة إنسانية أودت بحياة المئات من السكان تحت أنقاض منازلهم، خاصة في حي الموصل الجديدة.\nولا يكاد القصف الجوي يتوقف حتى يبدأ مجددا، ومدافع القوات العراقية وقذائف تنظيم الدولة لا ينقطع دويها، مما يفاقم عدد الضحايا المدنيين الذين يسقطون بين قتيل وجريح، والمحظوظ منهم يصل إلى مستشفيات أربيل التي تعج بالجرحى ولا ترقى إمكانياتها إلى المستوى المطلوب.\nومن لا يجد إلى المستشفيات سبيلا فإنه يقضي نحبه تحت أنقاض مدينته المدمرة. ويقول جرحى -التقتهم الجزيرة في مستشفيات أربيل- إن القوة المفرطة التي تستخدمها طائرات التحالف الدولي والقوات العراقية لا تتناسب مع حجم وعدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية داخل المدينة، حتى أن عددا منهم يشككون في نوايا القوات العراقية، ويتهمونها بتعمد تدمير مدينتهم.\nأما الحاجز الترابي الذي يفصل بين مناطق نفوذ قوات البشمركة الكردية والقوات العراقية في حي برطلة (شرق الموصل) فلا يزال يشكل محطة لآلاف النازحين الهاربين من أتون الحرب في الموصل.\nولكل من هؤلاء حكاية، ومعظمهم عاش أياما قاسية من الحصار والتخفي والتسلل إلى خلف خطوط القوات العراقية، ليبدأ رحلة أشد قسوة لكي يصل إلى مخيمات أقل ما يقال عنها إنها غير إنسانية، حيث لا كهرباء ولا مياه كافية والخدمات الطبية فيها سيئة، والمساعدات الغذائية نادرة، وحليب الأطفال مفقود، والحركة مقيدة، بل إن حمل الهاتف الجوال في بعضها ممنوع.

الخبر من المصدر