«عيد مصرى» علَّم العالم | المصري اليوم

«عيد مصرى» علَّم العالم | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

«عيد مصرى» علَّم العالم | المصري اليوم

وتعد الأسماك المملحة والبصل الأخضر والبيض الملون علاماته المميزة التى نقلها العالم عن أجدادنا الفراعنة الذين اعتبروه يومًا لـ«بعث الحياة»، لاعتقادهم أنه «أول الزمان»، وبدء خلق العالم، وأطلقوا عليه عيد الشمس.\nوأكد الدكتور وسيم السيسى، الباحث فى علم المصريات، أن «شم النسيم»، أو عيد الربيع أهدته مصر إلى العالم كله، وكان يليه عيد طهارة القلوب، الذى تتزاور فيه الأسر المتخاصمة بفطيرة طهارة القلوب، المزينة بالفواكه والزهور.\nوقد دفع ارتباط المصريين باحتفالات أعياد شم النسيم إلى توحيد توجهاتهم خلال هذا اليوم، ومنها اللجوء إلى تصنيع القراطيس من سعف النخيل لتجميع ثمار التوت بكل ألوانه، بدءًا من الأسمر الغامق حتى اللون الأبيض، بكل درجات اللونين، قبل الاحتفال بالعيد بتناول الرنجة والفسيخ والملوحة، وكلها احتفالات تاريخية، منذ العصر الفرعونى.\n«شم النسيم» عيد مصرى توارثته الأجيال منذ الفراعنة حتى الآن، ونقلته مصر إلى العالم أجمع، سواء فى الموعد أو طقوس الاحتفال، التى يغلفها الطابع المصرى على مستوى العالم.\nالقمص ديسقورس شحاتة، وكيل دير القديسة دميانة ببلقاس، قال إن الفراعنة هم أول مَن احتفل بهذا اليوم عام 2700 قبل الميلاد، أى منذ ما يزيد على 5000 سنة، وبالتحديد فى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية، وكان العيد يرمز عندهم إلى بعث الحياة، حيث كانوا يعتقدون أن هذا اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم، وكانوا يُطلقون عليه «عيد الشمس»، وتؤكد الكتب أن هذا اليوم كان يوافق ظاهرة «الانقلاب الربيعى»، وفيه يتساوى الليل والنهار وقت حلول الشمس فى برج الحمل، فكان الفراعنة يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب، مقتربًا تدريجيًا من قمة الهرم الأكبر، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم.المزيد\nرحلات سكة الحديد من القاهرة للإسكندرية، ورحلات العائلات للقناطر الخيرية، وترام محرم بك مُزين بالورود يركب فيه أهالى الإسكندرية والوافدون عليها فى شم النسيم ليأخذ لفته فى شوارع الإسكندرية، وحدائق مملوءة بعائلات اتخذوها متنزهاً لهم، ورجال ببدل و«طرابيش»، وسيدات يرتدين الفساتين والقبعات الكبيرة ينزلن من الأتومبيل حاملين بيدهم «سلّة» بها بيض ملون وفسيخ، مظاهر جميعها يرجع عمرها لفترة الخمسينات وما قبل، ملأت شوارع المحروسة فى عيد الربيع.المزيد\nشدد خبراء على أهمية الاستفادة من العادات التقليدية لاستمرار الاحتفال بأعياد شم النسيم بإحيائها، وليس بالبحث عن عادات أخرى لا تربطها أى علاقات بالتراث الحضارى المصرى، لافتين إلى اختفاء بعض العادات المصرية الفرعونية من الاحتفال، مثل توجه المواطنين إلى الترع والقنوات المائية للحصول على التوت البلدى الشهير، ووضعه فى قراطيس سعف النخيل وتناوله، قبل البدء بالاحتفال بالعيد عبر عدد من العادات، التى تضم تناول منتجات الأسماك من الرنجة والفسيخ والملوحة.المزيد\nدقت ساعة الربيع لتعلن عن قدوم نسائمه على الضفة الجنوبية، وتطرق أبواب أهل الصعيد لتخرج معها عادات وحكايات الاحتفال بموسم جديد، تاركين الشتاء على أعتاب المنازل والبدر هلّت أنواره»، مع كلمات الراحل فريد الأطرش، وفى منتصف شهر إبريل، يبدأ أهالى الصعيد مسيحيين ومسلمين، الاستعداد لـ«شم النسيم»، فبداية من «خميس العدس»، تبدأ المراسم المختلفة فى الإعلان عن نفسها يومًا تلو الآخر، فتملأ رائحة العدس ذلك اليوم النجع بأكمله، فتدخل من بيت إلى بيت آخر، حيث يُحضر الرجال العدس قبلها بأيام، وتبدأ السيدات مع صباح يوم الخميس فى إعداد العدس الأصفر، ليكون الوجبة الأساسية فى هذا اليوم، ثم يلطخون جدران الحوش به حتى يأكله الذباب فى ذلك اليوم ولا يأتى على الدار باقى أيام السنة.المزيد

الخبر من المصدر