بابا السلام فى مصر السلام... هل نحن مستعدون؟! | المصري اليوم

بابا السلام فى مصر السلام... هل نحن مستعدون؟! | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

بابا السلام فى مصر السلام... هل نحن مستعدون؟! | المصري اليوم

يختص البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بزيارة تاريخية لمصر يومى 28 و29 إبريل الجارى، وهى زيارة كبيرة ومهمة بكل المقاييس، حيث تحل الذكرى الـ70 للعلاقات بين مصر والكرسى الرسولى على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهى الزيارة الأولى للبابا فرنسيس إلى مصر، والأولى لصاحب الكرسى الرسولى بعد غياب 17 عاما من آخر زيارة قام بها البابا يوحنا بولس الثانى فى فبراير 2000.\nتأتى هذه الزيارة فى ظروف دولية وإقليمية صعبة تمر بها منطقة الشرق الأوسط، ما بين محاربة الإرهاب، ومعاناة الأقليات الدينية بالمنطقة من خطر داعش وغيره من الجماعات المتطرفة، ولكن حرصه على زيارة مصر يبعث برسائل سلام وأمان، وهو ما برز من اختيار شعار الزيارة «بابا السلام فى مصر السلام».\nكما أن زيارة البابا تأتى بعد تلقيه خمس دعوات لزيارة مصر على فترات مختلفة، من كل من الرئيس عبدالفتاح السيسى وشيخ الأزهر وبطريرك الكاثوليك والبابا تواضروس، وكان آخرها من قبل وفد مصرى زاره فى يوليو الماضى، وهو ما يعكس اهتمام الدولة على كل المستويات بهذه الزيارة، والترحيب ببابا السلام.\nوعلى المستوى الشخصى سجلت إعجابى بمجهود ودور بابا الفاتيكان فى الدعوة للسلام العالمى فى كثير من المناسبات، حيث يجسد الإنسان النبيل والحكيم فى زمن عز فيه الحكماء، ويستحق بلا شك جائزة نوبل للسلام هذا العام، على كل أعمال الخير والسلام واحترام القيم الإنسانية فى عالم تغلب عليه لغة الحروب والقلاقل.\nويشهد لبابا الفاتيكان التصرفات الحكيمة فى ظل تنامى نفوذ اليمين المتطرف فى أوروبا، ومحاولة استغلال بعض القضايا الوطنية وأزمات اللاجئين والمهاجرين فى الحصول على أصوات الناخبين، وأى مساعدات لهؤلاء ستكون على حساب المواطنين الأوروبيين، ولكن البابا فرنسيس يواصل رسالته السامية ودعوته لنبذ الخلافات ونشر السلام.\nكما أشيد بدعمه لمبادرة سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيس مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، بشأن مكافحة الجوع والفقر، إلى جانب تعزيز ونشر قيم التسامح فى العالم انطلاقاً من أرض الإمارات.\nولكن ما يهمنى هنا كيفية الاستفادة من هذه الزيارة، على المستوى السياسى من خلال دعم التحركات المصرية لمكافحة الإرهاب، والدعوة لوقف الحرب السورية واليمنية ووضع حل للأزمة الليبية، وتقديم يد العون للنازحين والمشردين من الحرب فى العراق، خاصة أن بابا الفاتيكان يعمل على وقف الحروب ونشر السلام، ودعوته من أرض الكنانة لوقف الحروب لها طابع لا يمكن التقليل منه.\nوعلى المستوى الاقتصادى، هناك فرصة كبيرة لتنشيط السياحة من خلال تكاتف وزارة السياحة والهيئة العامة للاستعلامات مع الكنيسة الكاثوليكية فى مصر لتحقيق هذا الهدف، فحتى الآن لم أجد أى دور من مؤسسات الدولة للاستفادة من هذه الزيارة وأخشى أن يكون هناك تحرك فى اللحظات الأخيرة وهو ما يعنى إضاعة فرصة لا تتكرر كثيرا.\nفلماذا لا تتم الدعوة لتنظيم رحلات سياحية من مختلف دول العالم لرؤية بابا الفاتيكان، خاصة أنه سيترأس الصلاة فى استاد القاهرة الذى يسع لأكثر من ١٠٠ ألف فرد، فهل يمكن إهدار هذه الفرصة بسبب التباطؤ فى اتخاذ القرار والبيروقراطية وإلقاء المسؤوليات على الأطراف الأخرى كما حدث فى مناسبات أخرى من قبل؟!\nوأيضا على المستوى الإعلامى، أين الحملة الترويجية فى مختلف الشاشات الأجنبية، فإذا كان شعار الزيارة «بابا السلام فى أرض السلام»، فلماذا لا يتم عمل حملة ترويجية احترافية تقوم بها شركات عالمية لها خبرات فى هذه الزيارات حتى يتحدث العالم كله عن هذه الزيارة، ورصد الأمان الذى تتمتع به مصر حاليا؟!، فهذه فرصة لتنشيط السياحة والاقتصاد والاستثمارات الأجنبية.\nمن المخطط أن يجتمع الرئيس السيسى مع بابا الفاتيكان وكذلك زيارة لمشيخة الأزهر، فلماذا لا تقدم الدولة إعلانا لترسيخ مبادئ وقيم المواطنة والحوار والسلام، ويتم إعلانه من القاهرة وفى حضور ممثلين عن مؤسسات الدولة؟!، فإذا كانت مصر تراجعت بسبب معاناة الأزمات الداخلية بعد ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، فهل آن الأوان لكى تكون قبلة تغيير المواقف السياسية والإنسانية؟!، هل تتحول القاهرة من الانكفاء على الذات إلى عاصمة صناعة الحدث والفعاليات؟!\nأتمنى التحرك والجدية قبل فوات الأوان!\n* برلمانية سابقة وأستاذ العلوم السياسية

الخبر من المصدر