ميريت حمدى أحمد: أبي مات من القهر!

ميريت حمدى أحمد: أبي مات من القهر!

منذ 7 سنوات

ميريت حمدى أحمد: أبي مات من القهر!

كلما جاء اسمه في كشوف الاعتقالات كان «السادات» يشطبه\nعضوية مجلس الشعب جعلت المنتجين يرفضون العمل معه\nأنفق كل أمواله علي العلاج.. والقوات المسلحة تدخلت وأكملت علاجه على نفقتها\n- «سأكون أي شيء، ولكن لن أكون أحمق أبداً، أحمق من يرفض وظيفة غضباً لما يسمونه الكرامة، أحمق من يقتل نفسه في سبيل ما يسمونه وطناً، وليكن لي أسوة حسنة في «سالم الإخشيدي»، وذلك لا ريب ظفر بوظيفة لأنه خائن، ورقي لأنه قواد.\nالتوقيع: محجوب عبدالدايم- القاهرة 30\nمحجوب عبدالدايم.. هو بطل رواية القاهرة الجديدة لأديب «نوبل» نجيب محفوظ والتي تحولت إلي فيلم سينمائي عام 1966 يعد ضمن أفضل 100 فيلم مصري في تاريخ السينما، ولعب دور «محجوب» في الفيلم الراحل المتميز حمدي أحمد، وبعد رحلة عطاء طويلة رحل هذا الفنان الصادق والمثقف وصاحب الرسالة، رحل وترك للأجيال المتعاقبة سؤالا مازال يبحث عن إجابة، لِم محجوب عبدالدايم يعيش بيننا يرانا ولا نراه؟\n- بعدما وقع اختيار المخرج القدير صلاح أبوسيف علي شاب اسمه حمدي أحمد كان قد رآه ذات مرة علي المسرح، ليلعب الدور أمام الراحلة سعاد حسني، عرض الاسم علي نجيب محفوظ في البداية رفض.. لكون الشخصية صعبة، ومركبة، وتحتاج ممثلا له خبرة وأكثر دراية بأبعاد الشخصية، لكن أمام تمسك صلاح أبوسيف، وافق نجيب محفوظ، وسافر «أبوسيف» للإسكندرية، حيث كان يشارك هذا الشاب في عرض مسرحي هناك، وجاء به للقاهرة وعرض عليه الدور، قال له أمامك أربعة أيام، وتأتي بعدها لتوقيع العقد، وبالفعل عاد إليه، لكن طلب قبل توقيع العقد الجلوس مع الأستاذ نجيب محفوظ، ورغم اندهاش واعتراض صلاح أبوسيف علي طلب حمدي أحمد- علي افتراض من أنت حتي تجلس مع نجيب محفوظ- وافق وحدد له المكان والزمان حتي يلتقي بالأستاذ، وقد كان!\n - نجيب محفوظ يسأل: خير يا حمدي أفندي.. قيل لي إنك تريد الجلوس معي؟\n- نعم يا أستاذ.. جئت حتي نتحدث عن شخصية محجوب عبدالدايم قبل أن تدور الكاميرا.\n- يا أستاذ حضرتك كنت قاسي جداً علي محجوب عبدالدايم.\n- بالعكس.. هذا أقل ما يكون عليه.. فهو.. قذر، قذر جداً!\n- لكنني أراه غير ذلك\n- وكيف تراه يا حمدي أفندي؟\n- لا.. يا أستاذ.. أنا أراه وثيقة اتهام ضد المجتمع، المتهم هو المجتمع وليس هو، لو كنا في مجتمع صحيح سليم، ولا يوجد فيه محسوبية، ولا وساطة، وفيه التعليم السليم والعلاج السليم، والوظيفة التي تحميه من الفقر، ما كان محجوب عبدالدايم هو محجوب عبدالدايم الذي نعرفه في الرواية والذي سنراه في الفيلم.\n- سكت نجيب محفوظ قليلاً.. ثم نظر لهذا الممثل الشاب الذي يراه لأول مرة.. وقال له: اتفضل يا حمدي.. مثل الدور كما تراه.. انت، لا كما كتبته أنا، وبسعادة بالغة قام من أمامه، بعدما فرغ من فنجان قهوته، وغادر المقهي الذي التقي الأستاذ عليه.. وترجل في شوارع القاهرة، ينظر في وجوه البشر، يبحث في عيونهم عن محجوب عبدالدايم حتي يراه قبل أن يتخيله أو يقدمه علي الشاشة.\nفي سلسلة حوارات «أبي.. الذي لا يعرفه أحد»، ذهبت إلي شخصية الفنان المتميز حمدي أحمد، تلك الشخصية الأصيلة المعجونة بتراب وطمي النيل، والمنحوت علي ملامح وجهها أجزاء من ملامح القدماء الفراعنة، الضحكة.. ضحكة فلاح، والصوت صوت مقاول أنفار، والبشرة بشرة تاجر من تجار الصعيد جاء للقاهرة يبيع الغلال، هو باختصار- الأصل والرسم- مصري صناعة فرعونية 100٪ لم يتغير، ولم يتلون، ولم ينافق، ولم يهادن، ولم يبع قيمه ومكتسباته الفنية والشخصية من أجل شهرة أو مجد زائف، اتصلت بابنته ميريت حمدي أحمد، واتفقنا علي اللقاء، المكان في مسكنه بمدينة السادس من أكتوبر، الموعد كان ظهراً وصلت في الموعد، استقبلني ابنها «أدهم» عمره 20 عاماً.. يحمل ملامح «جده» جلست في صالة استقبال الضيوف، في انتظار والدته، بعد دقائق حضرت، سألتني تشرب إيه؟ قلت: فنجان شاي، ذهب «أدهم» لحال سبيله وجلست الابنة تحكي وتتكلم وتضحك أحياناً في محاولة للهروب من حالة الحزن التي أراها مرسومة علي وجهها، قالت: كان أبي نموذجاً صعبا تكراره، صحيح أي ابن سيقول ذلك علي أبيه، أنا أفهم ذلك، وأقدره تماماً، لكن بكل صدق أقول إن حمدي أحمد كإنسان كان حالة مختلفة، كان بالنسبة لنا.. الإبداع والثقافة والفن والدين والأخلاق والصدق، والعطف، والحنان، ثم سكتت قليلاً وقالت: يوم العزاء كنا في عزاء السيدات وفي حالة صعبة، وفجأة دخلت علينا امرأة في السبعين من عمرها، ومنذ أن جلست ظلت تبكي بشدة، وفشلت كل محاولات الحضور في إقناعها بالتوقف عن البكاء، هنا بدأنا نحن (أنا وماما وأختي) ننظر لبعضنا البعض ونظرات أعيننا تقول هل هذا الذي نراه مشهد من مشاهد السينما، وأن هذه المرأة ستعلن أمامنا انها زوجة ثانية لأبي كما يحدث في السينما، قلت لها: ومن كانت هي إذن؟ قالت: الحمد لله لم تطلع كذلك، قالت ذلك وهي تضحك، ثم قالت: كانت زوجة لصديق له رحل عن الدنيا وترك لها أطفالا صغارا.. فظل هو -رحمة الله عليه- يعطف علي أطفالها، ويصرف علي أولادها في التعليم دون علم أي شخص في الأسرة حتي والدتي نفسها، هذا الموقف أحكيه ليس من سبيل «المَن» علي أحد ولكن لأقدم لك صورة أخري غير التي قد تعرفها عنه.\n- اسمه حمدي أحمد محمد بخيت ولد في 9 نوفمبر عام 1933 ورحل في 8 يناير 2016، سجنته قوات الاحتلال البريطاني في مصر عام 1949 وعمره 16 سنة لمشاركته في المظاهرات الاحتجاجية ضد الاحتلال البريطاني لمصر، تخرج فى معهد الفنون المسرحية عام 1961 في الوقت الذي كان يدرس فيه أيضاً التجارة.. لكنه في النهاية ترك كلية التجارة واستمر في المعهد.\nتزوج من أخت صديقه من خارج الوسط الفني، وأنجب ثلاثة أبناء (شرويت- ميريت- محمود) قام ببطولة ما يزيد على 35 مسرحية و25 فيلما سينمائيا و30 فيلما تليفزيونيا و89 مسلسلا تليفزيونيا وقدم ما يقرب من (3000) ساعة للإذاعة، انتخب عضواً في مجلس الشعب عام 1979، كان يكتب المقالات السياسية في صحف «الشعب والأهالي والأحرار والميدان والأسبوع».\n- عدت للابنة وسألتها عن لوحات تحمل صور الشخصيات التي قدمها، بعضها معلق.. والبعض الآخر مازال علي الأرض، قالت: الحقيقة نحن نجمع كل شيء كان يخصه، ونجهز لمتحف يضم كل صوره ومقتنياته وملابس أدواره، لأنه كان يقوم بتفصيلها بنفسه لدي ترزي خاص به وسنحاول أن يكون المتحف عبارة عن منارة ثقافية، فأبي كان يعشق الثقافة ويري انها هي التي تصنع الانسان وتدعمه، قلت لها كيف تعرف علي والدتك قبل الزواج منها؟\nقالت وهي تضحك: كانت أختا لأصدقاء له في منطقة بولاق.. فكان أبوه يعيش في هذه المنطقة منذ أن جاء من محافظة بالصعيد (سوهاج) للعيش في القاهرة.. وكان تاجراً للغلال، وفي ذلك الزمان كانت منطقة بولاق إحدى محطات تجارة الغلال، وفيها عاش جدي وأبي وباقي الأسرة وذات يوم ذهب أبي إلي بيت الجيران والأصدقاء في نفس الوقت وكان يعرف بالطبع أمي، وبطريقته الجادة الواضحة الصريحة قال لها «أنا أريد الزواج منك»؟ رأيك إيه؟ سكتت ولم ترد! أعاد عليها السؤال، وأيضاً لم ترد، ثم قال لها.. أنا ذاهب غداً إلي الإسكندرية وسأعود بعد ذلك، فأرجو أن تكوني قد حسمت موقفك.\nقلت لها: وهل حزمت موقفها بعد عودته؟ قالت: حسمت الموقف قبل عودته، لأنه لم ينتظر للعودة، بل اتصل بها من هناك، وسألها: ما هو ردك؟ قالت: طبعاً موافقة! وبعدها تم الزواج، قلت لها: كان فناناً وسياسياً وكاتباً.. في ظل هذه المهام.. كيف كان يتعامل معكم؟ قالت: نعم.. دعني أقل لك إن والدتي تحملت جانبا كبيرا في التربية والتعليم. لكنه هو أيضاً علمنا الكثير.. كان أسطورة في الثقافة وبحرا من العلم والفن. كان حريصاً علي أن  نحفظ القرآن الكريم كما فعل معه أبوه. وترك لنا حرية اختيار نوع  الدراسة وحرية اختيار طريق الحرية. قلت لها مرحلة تواجده في مجلس الشعب..  هل تأثر بها فنياً؟\nقالت: طبعاً.. آراؤه السياسية ومواقفه ضد الأنظمة من السادات لمبارك.. جعلت صناع الفن والمنتجين يبتعدون عنه. وكانوا في فترات كثيرة بسبب مواقفه السياسية أيام السادات يأتي اسمه ضمن الشخصيات التي سيتم اعتقالها.. لكن كان السادات يتدخل في اللحظة الأخيرة ويرفع اسمه.. قلت ولماذا؟ قالت: أظن الرئيس السادات كان يدرك أن أبي لا يعارض من أجل المعارضة.. ولا يعارض من أجل مصالح ذاتية له. ولكنه كان يعارض من أجل  الوطن.\nقلت لها في السنوات الأخيرة شعرنا بابتعاده عن الساحة الفنية وقلت أعماله قالت: كان ذلك أصعب شيء مر علي نفسه..  تستطيع أن تقول إنه مات كمداً وحزنا بل لا أبالغ اذا قلت إن أبي انتحر بسبب التمثيل.\nقلت ألهذه الدرجة؟ قالت: نعم . ثم اعتدلت في مقعدها وأمسكت بفنجان القهوة الذي أمامها\nونظرت لصورة له معلقة أمامنا وقالت: آخر أعماله الفنية كانت في السينما «صرخة نملة» وفي الدراما التليفزيونية مسلسل «الحارة». وأظن أن هذا كان قبل الثورة. بعدها أصيب بالمرض في المرحلة الأولي ودخل مستشفي استثماريا في اكتوبر وأنفق علي علاجه كل ما  كان يملكه. وبعد خروجه من المستشفي، حيث كان قد أصيب بفشل كلوي وتطلب ذلك الغسيل مرة أو اثنتين في الأسبوع. في هذه الفترة جاء له منتج بعمل درامي مميز أحبه أبي جداً.. وحضر نفسه  للدور. وحفظه واستعد له، وقبل التصوير بأيام وبعد توقيع العقد جاء له المنتج قائلاً: عفوا يا أستاذ.. النجم الذى معنا فى المسلسل يرفض وجودك، فسأله أبي: ولماذا؟ قال: لأنه خائف أنك تأخذ منه نجومية العمل. فضحك أبي.. لكن من داخله كان حزيناً.. وأظن أن هذا الموقف تسبب في انهيار معنوياته أكثر من المرض، بعدها جاءت مرحلة المرض الثانية والتي تفضلت القوات المسلحة بعلاجه فيها في مستشفي كوبري القبة علي نفقتها وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أجري معه اتصالا هاتفيا للاطمئنان علي صحته قبلها.\nهذا الموقف المؤلم الذي تعرض له الفنان حمدي أحمد، هو أحد المواقف الكثيرة التي تعرض لها في عالم التمثيل..\nفلو عدنا قليلاً للوراء.. تري أن بعض  نجوم العمل في مسرحية «ريا وسكينة» التي لعب هو في بدايتها ولمدة 8 شهور دور عبدالعال فيها- الدور الذي لعبه الفنان أحمد بدير فيما بعد ـ وحقق به نجاحات جماهيرية واسعة.. وهذا يبدو من باب الغيرة الفنيةـ حرك النفوس والعقول تجاهه فبعد مشادات دارت بينه وبين الراحل عبدالمنعم مدبولي والفنانة  المعتزلة شادية أسفر كل ذلك عن أن الفنانة شادية تعلن  للمنتج الراحل سمير خفاجي موقفها قائلة: يا حمدي أحمد يترك المسرحية.. أو أتركها أنا «فاختار المنتج وقتها الفنانة شادية.. وغادر هو العمل كعادته ـ في هدوء. قلت للابنة: ماذا تعرفين عن هذه الواقعة؟ قالت: أنا لا أحب الحديث فيها كثيراً، ودار حولها لغط ليس بالقليل، وحاولت أكثر من مرة توضيح الصورة كما  كنت أعرفها.. وقلت لها وما هي الصورة؟ قالت: دعني في البداية أقول إن أطرافها الآن بين يدي الرحمن والطرف الثالث أو الأخير هو الفنانة شادية.. والجميع وقتها كانوا نجوماً، وأحياناً  النجومية قد تجعلك ترتكب أو تفعل أي شيء ربما فيما بعد تكتشف أنه لا يليق بك. وأظن أن الفنانة شاديةـ بكل قيمتها الفنية أدركت فيما بعد تسرعها واعتذرت لأبي كما حدث وانتهي الأمر فيما بعد.\nقلت لها يبدو أنه تأثر أكثر بالموقف الأخير والذي حرمه من التمثيل.. أليس كذلك؟ قالت: طبعا هذا الموقف أحزنه كثيراً.. بل دعني أقل لك إن حالته الصحية تدهورت بعده. كان يسأل: هل هذا فن؟ وهل هذه زمالة؟ كان يقول الفن رسالة لنشر الحب والاحترام والتآخي والمحبة والكلمة الطيبة.. فكيف لهذه الرسالة أن تخرج من قلوب حاقدة وعقول مظلمة وقلوب كلها غل بين فريق العمل وبعضه. إن كان الأمر كذلك، فالمؤكد أن الفن الذي سيخرج عنها لن يكون صادقاً أبداً..\nحسب استفتاء أجراه عدد من نقاد السينما الكبار عام 1996 حول أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما تمكن حمدي أحمد من أن يحصد 5 أفلام منها شارك في بطولتها وهي: القاهرة 30 عام 1966. المتمردون عام1968 الأرض عام 1970. العصفور عام 1972. أبناء الصمت عام 1974.\nعدت للابنة وقلت لها: أراك ترتدين الحجاب.. هل كان له دور في اختيارك هذا؟ قالت: لم يفرض علينا أي رأي، وأذكر فقط، أنه عندما  عاد من زيارة في الأردن.. قال لي إنه رأي هناك الفتيات يرتدين الحجاب ووجوههن جميلة به. وأنا التقطت منه الرسالة ومن بعدها ارتديت الحجاب لكن دون توجيه منه.. ولكن عن قناعة\nذاتية من نفسي. قلت لها وأنا ألملم أوراقي واستعد للمغادرة هل كان يزور سوهاج بلده. قالت: دائماً كان أهلنا إما هنا عندنا أو هو يسافر اليهم. وكان سعيداً جداً بوجود مطار في سوهاج حتي يستطيع أن يسافر من خلاله بالطيران بدلاً من السفر الي الأقصر ثم العودة بالسيارة لسوهاج. كان هذا بالنسبة له مرهقاً جداً. ولكن للأسف لم يمهله القدر حتي يطير من القاهرة لسوهاج فلقد رحل هو الي جوار ربه. جاء في نهاية الحوار حفيده أدهم واصطحبني بعدما ودعت والدته الي خارج البيت، وقبل أن أودعه قال لي وهو يتذكر جده أيام 25 يناير كان جدي في المستشفي بحي أكتوبر يعاني من قسوة المرض.. وذات يوم طلب مني أن أذهب الي ميدان التحرير حتي أنقل له الأخبار. قلت له: يا جدو.. الأخبار علي الشاشات الفضائية وفي الصحف.. فكان يقول: أريد أن أعرفها منك. أريد بثا مباشرا منك وبالفعل علي مدار أيام مختلفة ومتفرقة كنت أفعل هذا، فكان يترك كل شيء حوله من علاج وأدوية ونصائح أطقم التمريض ويستمع لي وأنا أنقل له الأخبار. ثم صمت «أدهم» وأنا أودعه وقال: الله يرحمه.\nهذا هو حمدي أحمد الفنان الثائر.. الغاضب  الباحث دوما عن عالم أفضل للمجتمع ليعيش المواطن فيه، دون أن يخرج علينا ـ من المجتمع ـ نماذج جديدة من «محجوب عبدالدايم» تلك الشخصية التي حولها الفقر والقهر الي كائن بشري  مشوه، ليس له كرامة. ولا نخوة، ولا  رجولة. ولا شرف. ولا وطنية. لقد رأي نجيب محفوظ «محجوب» ظالما. ورآه حمدي أحمد مظلوماً.. وما بين هذا وذاك يبقي مطروحا وبقوة.. هل سيتوقف المجتمع عن انتاج  وتصدير نماذج بشرية جديدة مثل محجوب عبدالدايم؟\nمجرد سؤال كان حمدي أحمد في كل انتاجه الثقافي والفني والسياسي يعرف الاجابة عنه. ويحرض عقولنا لتعرف هي الأخري تلك الاجابة. محجوب عبدالدايم..  لم يكن ظالماً.. محجوب عبدالدايم كان مظلوماً من المجتمع وهذا يعني أن محجوب عبدالدايم سيظل يعيش بيننا.. والسبب هو المجتمع.

الخبر من المصدر