مفكرون أقباط يجيبون لـ"العين": لماذا يستهدفنا داعش؟

مفكرون أقباط يجيبون لـ"العين": لماذا يستهدفنا داعش؟

منذ 7 سنوات

مفكرون أقباط يجيبون لـ"العين": لماذا يستهدفنا داعش؟

تفجير داخل كنيسة مارجرجس بطنطا\nتسارعت وتيرة استهداف الكنائس المصرية في الفترة الأخيرة، فبعد 4 أشهر فقط من استهداف الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة، استهدفا تفجيرين كنيستين في محافظتي طنطا والإسكندرية، في أحد أعنف الهجمات التي استهدفت الأقباط بمصر، حيث تسببا في مقتل 46 شخصاً وإصابة 119 آخرين.\nوفي ضوء إعلان تنظيم داعش الإرهابي توجهه نحو استهداف الأقباط في مصر بشكل مباشر، طرحت العديد من التساؤلات حول أسباب الاستهداف، والدوافع في تحول استراتيجية داعش في تنفيذ العمليات الإرهابية تدريجياً، وتحويل وجهتها نحو الأقباط، وهل سينجح التنظيم في تفكيك المجتمع المصري مثلما حاول مسبقاً في كل من سوريا والعراق؟.\nمفكرون وخبراء أقباط، كشفوا لبوابة "العين" الإخبارية، عن الدوافع والأهداف خلف استهداف الأقباط، حيث قال كمال زاخر، المفكر القبطي: "من الطبيعي أن يستهدف تنظيم داعش الأقباط لأكثر من سبب، الأول هو العداء التقليدي ما بين المتشددين الإسلاميين وغير المسلمين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص".\nالسبب الثاني أن الأقباط في مصر كانوا رقماً مهماً في معادلة (30 يونيو/3 يوليو) وبالتالي فهم يعاقبون على موقفهم الداعم للدولة الوطنية المصرية، خاصة بعد أن نجحت محاولات "داعش" الرامية لتفكيك الدولة الوطنية في كل من سوريا والعراق، وهو الأمر الذي يحاولون تكراره في مصر.\nويضيف زاخر: "الأمر ليس مجرد خلاف ديني أو عقائدي مثلما يحاول البعض تصويره بقدر ما له بعد سياسي، يتلاقى مع أهداف سياسية لأكثر من جهة ربما مع صراع المحور السني- الشيعي في المنطقة".\nوفى نفس السياق، يقول زاخر: "لا أستغرب وجود "نفس المنطق" نحو استهداف الأقباط بين جماعة الإخوان وتنظيم داعش، حيث إن الأولى تعتبر بمثابة "البئر الآسن" لجميع التنظيمات المتطرفة ووجود منظرين فكريين معتبرين لدي تنظيم داعش الإرهابي هم في الأصل من الإخوان المسلمين وعلى رأسهم "سيد قطب"، مضيفاً من يشكك في كلامي فليرجع إلى كتب الإخوان.\nوحول إجراءات الدولة لمواجهة مخطط استهداف الدولة المصرية ممثلة في أحد أركان المجتمع المصري الأصيلة "الأقباط"، يقول زاخر، إن القرارات التي اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على خلفية التفجيرات الأخيرة، "مرضية للمصريين الأقباط"، موضحاً أنه لأول مرة يتم وضع اليد على الداء، فيما يستهدف الإرهاب الوطن بالكامل، وليس الكنيسة وحدها".\nوأضاف زاخر، أن المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب الذي أعلن عنه الرئيس المصري، يجب عليه اتخاذ خطوات جادة على الأرض لتجفيف منابع الإرهاب، ومراجعة منظومة القوانين التي يهرب بها الإرهابيون من جرائمهم، وبالتالي إصدار قرارات ملزمة، يتم تفعيلها عبر البرلمان لمواجهة حقيقة مع الإرهاب، مشدداً على أن التعامل مع الأقباط باعتبارهم شيئاً آخر أمر في غاية الخطورة، وذلك من خلال الإعلام، والمؤسسات الدينية الرسمية.\nوأكد زاخر، أن الخطاب الإعلامي والديني في حاجة إلى مراجعة، موضحاً أن الأقباط في النهاية مصريون قبل أن يكونوا مسيحيين.\nوبالنسبة لموقف أقباط المهجر بعد التفجيرين، يقول زاخر، إن هناك عدة متغيرات طرأت على تناول الملف القبطي في الخارج من أهم تلك المتغيرات إننا الآن أمام قراءة جديدة لوضعية الأقباط في الخارج خاصة في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وهي الدول التي تشهد كثافة في تواجد الأقباط، نحن أمام الجيل الثالث والرابع من الأقباط المصريين أو بمعنى أدق، نحن أمام مواطنين أمريكيين أو أستراليين أو غيره من أصل مصري، والقضية في الأجيال الجديدة ليست بنفس الحدة للأجيال السابقة، مضيفاً أن بعض أقباط المهجر خاصة من أصحاب جمعيات المجتمع المدني غير راضين على أية محاولات لحل المشكلة داخلياً.\nونفى زاخر بشكل قاطع نجاح أي من المحاولات الساعية إلى تفرقة المجتمع المصري سواء من تنظيم داعش أو الإخوان أو غيرهم، موضحاً أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين المصريين بعيداً عن الكلام المنمق، علاقة ضاربة في تاريخيها وهي علاقة حيه موجودة في الشارع والحارة والبيوت وهي ليست علاقة مستجدة، وبالتالي الرهان على تفكيك المجتمع المصري باستهداف الأقباط رهان خاسر.\nوبدوره، قال عضو مجلس الشورى الأسبق، الدكتور نبيل لوقا بباوي، إن "استهداف المسيحيين أحد أسهل الطرق لإثارة عدم الاستقرار، وعلى مدى سنوات حاول داعش التوسع والوصول إلى قلب الأراضي المصرية، والآن هو يحاول نسخ استراتيجيته التي نجح بتنفيذها في كل من العراق وسوريا في مصر، فالتنظيم يحاول الضرب بهدف إثارة الخوف، ومن وجهة نظري لا أعتقد أنهم سينجحون في ذلك بمصر".\nصفحة ترصد ما يحدث شعبيا ورسميا في مصر. بعد ثورتين قام بهما شعبها في 3 سنوات آملا في مستقبل أفضل. مع "شؤون مصرية" أنت في قلب المحروسة\nجميع الحقوق محفوظة لشركة المجال للإعلام © 2017

الخبر من المصدر