استياء مصري من فرض السودان تأشيرة على المصريين

استياء مصري من فرض السودان تأشيرة على المصريين

منذ 7 سنوات

استياء مصري من فرض السودان تأشيرة على المصريين

لا يزال الجدل قائما في مصر بشأن قرار السودان فرض تأشيرة دخول على المصريين الذكور من سن 18 إلى 49 عاما، وتحصيل رسوم من المغادرين المصريين بقيمة 530 جنيها سودانيا، حيث لقي استنكار برلمانيين وإعلاميين، فيما رآه مراقبون مؤشرا لتوتر "مكتوم" بين نظامي البلدين.\nورغم تأكيد وزارة الخارجية السودانية في بيان سابق لها إفادتها للسلطات المصرية المختصة باتخاذ القرار، وإعلان وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أن القرار اتُخذ بالتشاور بين البلدين، أكدت وسائل إعلام مصرية أن القرار كان مفاجئا.\nواعتبر المتحدث باسم الخارجية السودانية قريب الله الخضر في تصريحات صحفية أن هذا الإجراء "معاملة بالمثل"، وأن القرار كان يطبق فعليا على السودانيين عند دخول مصر منذ فترة، في حين لم يكن المصريون بحاجة إلى تأشيرة لدخول السودان منذ 2004 وإلى حين اتخاذ هذا القرار.\nوأبدى نواب مصريون استنكارهم للقرار، واتهم عضو اللجنة الأفريقية محمود يحيى الحكومة السودانية بالانصياع لرغبات خارجية دفعتها لاتخاذ القرار، وطالبها بالعدول عنه.\nكما وصفت العضو في ذات اللجنة منى منير القرار بأنه غريب، وقالت إنه "لا يراعي العلاقات التاريخية بين البلدين"، مطالبة كذلك بالتراجع عنه.\nورأى أستاذ العلاقات الدولية عصام عبد الشافي أن القرار يعكس توترا مكتوما في العلاقات بين الدولتين، معتبرا الحديث عن "مبدأ المعاملة بالمثل" يأتي فقط لتبرير القرار، وأنه لو كان حقيقيا لطبّق القرار منذ سنوات.\nوذهب في حديثه للجزيرة نت إلى أن الدوافع الحقيقية هي "هجوم" الإعلام المصري على السودان وحضارته، وتباين مواقف الدولتين في ملفات، منها سد النهضة ومثلث حلايب وشلاتين، والموقف من الوضع بليبيا، واتهامات النظام المصري للسودان بإيواء محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين واستخدامهم ضد مصر.\nورأى عبد الشافي أن دلالات توقيت القرار مهمة، خاصة أنه يأتي بعد نشوء أزمة لبعض الشباب المصريين المقيمين في السودان، والحديث عن عمليات نقل وترحيل مجموعة منهم.\nومتفقا معه، قال الصحفي والباحث السوداني عباس محمد إن الثقة بين نظامي الحكم بالبلدين تتراجع، الأمر الذي يهدد المكاسب المنجزة في السنوات الماضية، وأهمها اتفاقية الحريات الأربع وافتتاح المعابر الحدودية في إطار طموح لتكامل استراتيجي.\nوأضاف أن الدوائر السودانية ترى الإجراءات الأخيرة معاملة بالمثل لمماطلة مصر بحجج واهية في التطبيق الكامل لبنود اتفاقية الحريات الأربع الموقعة عام 2005، وأن السودانيين يرون أنهم استنفدوا جميع السبل لعدم الوصول إلى هذه النقطة.\nورأى محمد أن من دوافع الخرطوم لاتخاذ القرار تبني مؤسسات الدولة المصرية مواقف "عدائية" تهدد أمن السودان القومي، كالسماح بالنشاط المعارض على الأراضي المصرية، وكذلك الحملات الإعلامية "الممنهجة" ضد السودان.\nوأبدى الصحفي السوداني تخوفه من تنامي الغضب الشعبي في السودان، خاصة مع وجود حملات تحريض بوسائل التواصل الاجتماعي قد تنجم عنها تداعيات خطيرة على العلاقات بين الشعبين.\nفي المقابل، رأى رئيس تحرير صحيفة "المشهد" المصرية مجدي شندي أن القرار السوداني يأتي حلقة في سلسلة أعراض توتر بين البلدين، بدأت بتعاطف النظام السوداني مع جماعة الإخوان بعد انقلاب 30 يونيو 2013، وتوفيرها معبرا وملاذا آمنا لعناصرها، على حد تعبيره.\nوأضاف للجزيرة نت أن من هذه الأعراض موقف الخرطوم "الغريب" في أزمة سد النهضة بتبنيها مواقف أقرب لأديس أبابا، ما أضعف موقف مصر حيال اﻷزمة، مؤكدا أن القرار من شأنه إلحاق الضرر بثلاثة ملايين سوداني يقيمون بمصر إذا ما لجأت القاهرة لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل.\nواستبعد شندي أن يؤثر التوتر الحاصل بين نظامي البلدين على العلاقات الشعبية، مطالبا الخرطوم بالتوقف عن "سياسة الكيد السياسي والاصطياد في الماء العكر لتحقيق منافع صغيرة"، ومشددا على أن أكبر منفعة للسودان هي الحفاظ على العلاقة مع مصر، على حد تعبيره.

الخبر من المصدر