أقباط مصر أكبر أقلية مسيحية في الشرق تحت نيران الإرهاب

أقباط مصر أكبر أقلية مسيحية في الشرق تحت نيران الإرهاب

منذ 7 سنوات

أقباط مصر أكبر أقلية مسيحية في الشرق تحت نيران الإرهاب

يقول بيشوي مجدي الذي شهد تفجيرا وقع في كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية المصرية "شيء بشع. كنا نجمع الناس (أشلاء القتلى) من على الأرض بالكوم. ناس مقطعة.. من فقئت عيناه..ومن خرجت أحشاؤه.. ومن تناثر مخه من جمجمته المحطمة.. ومن قطع الانفجار ساقيه."\nفي اتصال هاتفي مع رويترز يصف شاهد العيان ما حدث قائلا: "الكنيسة تحطمت. كل الخشب طار من مكانه وكل الصور أيضا. كل الزجاج تحطم. معروف أن ارتفاع الكنيسة يتراوح بين ثمانية وعشرة طوابق. معروف أن سقف الكنيسة أعلى نقطة في طنطا.. الدم وصل إلى سقف الكنيسة."\nحصيلة الإعتداءين الإرهابيين على كنيستين للأقباط في طنطا والإسكندرية، بلغت العشرات بين قتيل وجريح، وهي مرشحة للإرتفاع في ظل وجود حالات إصاباتهم خطيرة. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي مسؤوليته عن الإعتداءين، وتعهدت السلطات المصرية بتعقب الجناة ومضاعفة الإجراءات الأمنية لحماية دور عبادة المسيحيين الأقباط.\nإعتداءات تستهدف الأقباط في توقيت حساس\nوتأتي هذه الإعتداءات في توقيت حساس للغاية بالنسبة للمسيحيين الأقباط بمصر، اذ عبر كثيرون ممن أدلوا بتصرحيات أمام كنيستي مار جرجس في طانطا والمرقسية في الاسكندرية، عن أن شعورهم بالصدمة والحزن والخوف ينغص إحتفالاتهم بعيد الفصح. كما تأتي الإعتداءات على كنائس مصرية قبل ثلاثة أسابيع على زيارة من المقرر أن يقوم بها بابا الفاتيكان فرنسيس إلى مصر.\nويشكل أقباط مصر كبرى الطوائف المسيحية في الشرق الاوسط وواحدة من أقدمها. ويقدر عدد أفراد هذه الطائفة بحوالى 10في المائة من حوالى تسعين مليون مصري. ويشكل الأقباط الارثوذكس غالبية الأقباط المصريين الذين بينهم كاثوليك ايضا.\nوينتشر الأقباط في مختلف مناطق مصر مع تركيز في وسط البلاد، ويتوزعون على مختلف الشرائح الاجتماعية من العمال العاديين الفقراء في القاهرة إلى عائلات الميسورين أمثال بطرس غالي إلى كبار الأثرياء مثل نجيب ساويريس.\nوالأقباط الذين يشكون من ضعف تمثيلهم في الحكومة والبرلمان يعتبرون أنه يتم استبعادهم من العديد من الوظائف في مجالات القضاء والجامعات وأيضا الشرطة. وهم يشكون أيضا من تشريعات يقولون إنها متشددة بشأن تشييد الكنائس في حين يتم التساهل كثيرا في منح تراخيص لبناء المساجد.\nواستهدف الإرهابيون كنائس الأقباط خلال العقود الثلاثةالأخيرة، كما وقعت أحداث ذات طابع طائفي أدت إلى اشتباكات وحوادث دامية بين مسلمين وأقباط في البلاد.\nكنيسة مار جرجس في طنطا ..تعرضت لإعتداء إرهابي أثناء قداس"أحد الشعانين" قبل يوم من عيد الفصح\nمسلسل الإعتداءات ضد المسيحيين في مصر\nوفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي تم تفجير كنيسة ملاصقة لكاتدرائية الاقباط الارثوذكس في القاهرة، ما أدى الى مقتل 29 شخصا، معظمهم من النساء والاطفال.\nوفي فيبراير شباط الماضي فرت عشرات العائلات القبطية من شمال سيناء إثر عمليات قتل عديدة استهدفت أبناء الطائفة منذ أشهر.\nوشهدت قرية الكشح بصعيد مصر، التي تقطنها غالبية من الأقباط، أحداثا دامية، إثر مقتل أحدهم وتبادل الاتهامات بين أفراد مسلمين وآخرين أقباط، لكن قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من ألف مسيحي. وحدث انفجار الأوضاع على مرحلتين، الأولى عام 1999 والثانية عام 2000 والتي سقط فيها 21 قتيلاً بينهم مسلم واحد وعشرون قبطيًا في ليلة رأس السنة، بمشادة بين تاجر قبطي ومشتري مسلم من أهل القرية، قتل بعدها أكثر من 20 قبطيا، وجرح ما يزيد عن 30 آخرين من مسلمي وأقباط القرية.\nوفي الأول من كانون الثاني/يناير 2011 استهدف اعتداء لم تتبنه أي جهةٍ الأقباطَ، وأسفر عن سقوط 23 قتيلا و79 عند انتهاء قداس في كنيسة قبطية ليلة رأس السنة في الاسكندرية ثاني مدن البلاد.\nويساهم تصاعد التشدد الإسلامي في إثارة مشاعر التهميش بين الأقباط خصوصا منذ تنحي الرئيس حسني مبارك في 11 شباط/فبراير 2011، وترجم ذلك بتدهور الأوضاع الأمنية وصعود الإسلاميين.\nوفي الثامن من آذار/مارس 2011 قتل 13 شخصا في مواجهات بين مسلمين وأقباط في حي المقطم الفقير في القاهرة حيث تجمع آلاف المسيحيين احتجاجا على إحراق كنيسة جنوب العاصمة.\nوبعد شهرين أوقعت مواجهات بين مسلمين وأقباط 12 قتيلا وأكثر من 200 جريح في حي امبابة الشعبي في القاهرة حيث استهدفت كنيسة وأحرقت أخرى.\nوتعرض الأقباط لأعمال انتقامية من الإسلاميين المتشددين الذين يتهمونهم بدعم الاطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، بعد عام تماما على وصوله إلى السلطة.\nوفي صيف 2013 أحرقت أو تضررت عشرات الكنائس والمدارس والمنازل والمحلات التجارية التي يملكها أو يديرها أقباط، وخصوصا في الصعيد، بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي حسب منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتهم قوات الأمن بالغياب عند وقوع مثل هذه الاعتداءات.\nزوار وشهود وأقارب ضحايا يحتشدون في موقع التفجير الذي استهدف الكنيسة المرقسية بالاسكندرية\nمقارنة أوضاع الأقباط بأقليات مسيحية أخرى في الشرق\nوفي حوار مع DW يقول الخبير الألماني ماركوس رود، حول مدى توفر الحماية للمسيحيين الأقباط من قبل السلطات المصرية، إن "حماية حقيقية بالكاد يمكن حاليا تحقيقها" موضحا أن وضع الأقباط في مصر يختلف عن باقي الأقليات المسيحية في الشرق، بحكم نسبتهم الكبيرة من عدد السكان، أي حوالي 10 في المائة، وأسلوب حياتهم اليومية وانتشارهم وسط فئات المجتمع المدني، وصعوبة تحديد ملامحهم من بين سكان البلد الآخرين. ماركوس رود الذي يدير مركز "الأبواب المفتوحة" الذي يهتم بشؤون المسيحيين في الشرق الأوسط، يعتقد أن نمط حياة الأقباط في مصر يجعل منع تعرضهم إلى إعتداءات أمرا "صعبا للغاية" لكنه أشار مع ذلك إلى ضرورة مضاعفة الإجراءات الأمنية حول الكنائس.\nبعد عقود من الانتظار صدر أخيرا قانون ينظم بناء الكنائس في مصر، لكن القانون يثير جدلا وانقساما بين الأقباط، ففي الوقت الذي يعتبره البعض قفزة كبيرة إلى الأمام، يرى فيه آخرون تكريسا للتمييز ضد الأقباط. (31.08.2016)\nقبل يومين من توجهها للقاهرة، طالبت المصرية-الألمانية فجر العدلي، ميركل بالنأي عن السيسي، قائلة إنه ديكتاتور ومنتهك لحقوق الإنسان. كما طالب الأسقف العام لشئون الأقباط بألمانيا ميركل بتناول موضوع حقوق وحريات الأقباط. (28.02.2017)\nاستهدف العديد من الهجمات الدامية في الأعوام الأخيرة كنائس المسيحيين الشرقيين، وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي عددا منها أحدثها التفجيرين الذين وقعا في كنيستي طنطا والاسكندرية.\nوفي 31 تشرين الأول/اكتوبر 2010، وقع اعتداء دام على كنيسة "سيدة النجاة" قرب منطقة التسوق الرئيسية في بغداد، أودى بحياة 44 مصليا معظمهم من النساء والأطفال، واثنين من الكهنة. والاعتداء الذي أعلن تنظيم القاعدة تبنيه، كان الأكثر دموية ضد المسيحيين منذ الاجتياح الاميركي عام 2003.\nوأثار الاعتداء صدمة في المجتمع الدولي دافعا بالمسيحيين العراقيين إلى الهجرة فرارا من العنف في بلادهم. وفي 25 كانون الأول/ديسمبر 2013، قتل 14 شخصا على الأقل في اعتداء بسيارة مفخخة استهدف كنيسة في بغداد، بعد انتهاء قداس عيد الميلاد.\nوفي سوريا تعرضت العديد من الكنائس للتدمير أو لأضرار جسيمة في البلاد منذ بدء النزاع عام 2011.\nوفي  27 حزيران/يونيو 2013، قتل أربعة أشخاص على الأقل في اعتداء انتحاري يضرب الحي المسيحي في البلدة القديمة في دمشق. وسبق أن استهدفت هذه المنطقة باعتداء في تشرين الأول/أكتوبر 2012 خلف عشرة قتلى على الأقل.\nوفي أيلول/سبتمبر 2013، أدانت المعارضة السورية اعتداء للجهاديين ضد كنيسة البشارة في الرقة وتحويلها إلى قاعدة عسكرية. وتؤكد إحدى المنظمات غير الحكومية السورية، أن الجهاديين أحرقوا أيقونات وصلبانا في كنيستين في الشمال.\nوأثناء معارك استعادة حلب، تعرضت كاتدرائية الموارنة لأعمال عنف، وانهار سقفها تحت وابل من القذائف. وفي تدمر، بالإضافة إلى تخريب آثارها الرائعة، حوَّل تنظيم "الدولة الاسلامية" إحدى كنائس المدينة إلى مركز للتجنيد.\nم.س/ ع.ج ( وكالات، DW)\nألم وحسرة لفقدان قريب في التفجير الإرهابي الذي نفذ صباح الأحد في كنيسة مار جرجس بطنطا أثناء حضور المؤمنين بكثافة في قداس"أحد الشعانين" في بداية "أسبوع الآلام" الذي يسبق عيد الفصح الذي يحتفل به المسيحيون الأقباط.\nتعرضت كنيسة مار جرجس في طنطا لتفجير خلال قداس"أحد الشعانين" الذي يحتفل به المسيحيون الأقباط. وسقط عشرات القتلى والجرحى في التفجير الذي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه.\nمسعفوون ينقلون أحد ضحايا التفجير بكنيسة مار جرجس في طنطا ..وسط صدمة وذهول الحاضرين\nرجل يجلس على كنبة أمام كنيسة مار جرجس في طانطا إثر التفجير الدموي الذي هز الكنيسة في اثناء قداس أحد (الشعانين)\nقريب لأحد ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي وقع أثناء حضور المؤمنين لقداس "أحد الشعانين" في كنيسة مار جرجس\nفريق الطب الشرعي أثناء جمع الأدلة من مكان الاعتداء داخل الكنيسة في طنطا المدينة الواقعة في دلتا النيل.\nزوار الكنيسة وأقارب ضحايا التفجير يحتشدون أمام مبنى الكنيسة الذي تعرض للتفجير\nيغص مبنى كنيسة مار جرجس في طنطا بالزوار وأقارب الضحايا. وجود عدد كبير من المؤمنين الذين حضروا قداسا جعل حصيلة الإعتداء الإرهابي مرتفعة.\nزوار وشهود عيان يقفون على آثار التفجير الدامي الذي وقع أمام كنيسة مار مرقس بمنطقة محطة الرمل، وهي الكنيسة الرئيسية للأقباط في الإسكندرية.\nحصيلة ضحايا إعتداء الاسكندرية في ارتفاع بسبب وجود مصابين في حالات خطيرة، حسب السلطات المصرية المختصة\nكنيسة مار جرجس التي تعرضت لإعتداء إرهابي الأحد هي كبرى دور العبادة للمسيحيين الأقباط بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية.\nأدان البابا الفتكيان فرنسيس الإعتداء الارهابي على كنيستين في مصر وعبر عن تعازيه العميقة "لأخي قداسة البابا تواضروس الثاني وللكنيسة القبطية ولكل الأمة المصرية". ويأتي استهداف كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا والكنيسة المرقسية بمحافظة الاسكندرية قبل ثلاثة أسابيع على زيارة البابا فرنسيس إلى مصر. إعداد: م/س

الخبر من المصدر