الرياضة والميزانية العامة للدولة | المصري اليوم

الرياضة والميزانية العامة للدولة | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

الرياضة والميزانية العامة للدولة | المصري اليوم

إذا كان من حق الصحفى البريطانى، ريتشارد كونواى، الكلام والكتابة والانشغال بكرة القدم فى سوريا الآن، وسط كل هذه الدماء والمواجع والمخاوف السورية.. فإن من حقى أيضا الكتابة والاهتمام والسؤال عن الرياضة فى ميزانية مصر للعام المقبل، والتى سيبدأ برلماننا مناقشتها الأسبوع المقبل.. ودون أن أشعر بخجل أو خوف من أن أهتم بالإنفاق الرياضى، وسط كل هذه القيود والضغوط وقسوة الأرقام وحساباتها.. وحين قرر «كونواى»- عبر موقع وراديو «بى بى سى»- أن يناقش أحوال كرة القدم فى سوريا وأن يقترب منها كثيرا على الأرض الملطخة بالدم والمحاصرة بالسلاح والخوف والموت.. كانت دوافعه وفلسفته أن الرياضة ليست دائما صناعة ترفيه وإمتاع لا يصح أو يليق الكلام عنها أوقات الشدة والحرب والموت.. ولا يرى «كونواى» أن الجهد الكبير الذى بذله لدراسة الأحوال الكروية السورية طيلة الفترة الماضية هو جهد ضائع أو لا مكان له وسط الأحداث الكبيرة والصراعات الدولية والمحلية، التى يدفع ثمنها طول الوقت البسطاء والأطفال.. وأنه أحيانا يمكن اللجوء للرياضة من أجل رؤية سياسية أكثر عمقا ووضوحا وشفافية.. وأنا أيضا أحترم كل ما تضمنته الميزانية الجديدة لبلدى من تحديات ومواجع سواء نتيجة العجز وفوائد الديون والمحافظة على الدعم والاعتماد على الضرائب كمصدر أول وأهم للإيرادات.. ولهذا أود أن أعرف وأن أسأل أيضا عن المال الذى خصصته الحكومة للرياضة فى بلدى من خلال هذه الميزانية الجديدة.. فكل الأمور الأخرى فى الميزانية.. الأخطر والأكثر أهمية.. ستناقشها لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، هذا الأسبوع، قبل أن يناقشها كل أعضاء البرلمان، قبل العرض على رئيس الجمهورية واعتمادها.. وأنا الآن أدعو إلى مناقشة الرياضة فى هذه الميزانية..\nحجم المال المخصص لها وفيمَ سيجرى إنفاقه، وما أولويات هذا الإنفاق وأهدافه أيضا.. وأدرك تماما أنه سيكون مالا قليلا جدا، ولا أستطيع لوم ومعاتبة الحكومة على ذلك.. فالحكومة نتيجة ضغوطها الاقتصادية والمالية، قررت أن تنفق على التعليم والصحة والبحث العلمى أقل مما ستنفقه لفوائد الديون.. وهذا بالتأكيد سينعكس على المجال الرياضى.. ولهذا أدعو لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان إلى اقتطاع الجزء الخاص بالرياضة من الميزانية الجديدة والبدء فى مناقشته من الآن لنعرف حدودنا وقدراتنا وسقف آمالنا وطموحاتنا وإعادة ترتيب احتياجاتنا.. ولا أظن أن الإنفاق الحكومى الرياضى من الملفات السرية أو شديدة الحساسية التى يصعب الحديث عنها فى الهواء الطلق.. بل قد يكون هذا الإنفاق من أسهل وأبسط ما يمكن ويجوز مناقشته أمام الجميع.. فمن السهل ومن الضرورى أيضا معرفة المال الذى ستأخذه اللجنة الأوليمبية المصرية.. وهل هناك منشآت رياضية جديدة سيجرى بناؤها أو إنهاؤها، وما هى، وأين مكانها، وحجم الضرورة والاحتياج لها.. وما المبالغ المخصصة للسفر خارج مصر، وهل هى رحلات ضرورية أم لها بعض الجوانب الترفيهية.. وهل ستبقى أندية القاهرة الكبرى تنال دعما حكوميا أم سيتوقف ذلك ويتم الاكتفاء بدعم أندية الفقراء والأقاليم ومراكز شبابها؟ وأظن أنها أسئلة مشروعة نحتاج كلنا للإجابة عنها.

الخبر من المصدر