القادة الأوروبيون يتعهدون بمستقبل مشترك بعد بريكست

القادة الأوروبيون يتعهدون بمستقبل مشترك بعد بريكست

منذ 7 سنوات

القادة الأوروبيون يتعهدون بمستقبل مشترك بعد بريكست

وأصدر الزعماء بياناً سُمي "إعلان روما"، دعوا فيه دول الاتحاد إلى جعل التكتل "أكثر قوة ومرونة"، من خلال مزيد من الوحدة والتضامن بين أعضائه، كما حث الإعلان هذه الدول على تسريع آليات التعاون الوثيق في قضايا معينة.\nويؤكد الأعضاء الـ27 في الإعلان أن "الاتحاد واحد لا يتجزأ ولا ينفصم"، في رد واضح على قرار بريطانيا الانفصال عنه (بريكست).\nوقال الزعماء "بشكل فردي، كان من الممكن أن نهمش سبب الحراك العالمي؛ الوقوف معا هو أفضل فرصة للتأثير على هذا الحراك والدفاع عن مصالحنا وقيمنا المشتركة".\nوقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مخاطبا رؤساء الدول والحكومات المجتمعين في القاعة ذاتها حيث وقعت الاتفاقية المؤسسة للاتحاد الأوروبي في 25 مارس/آذار 1957 "عليكم أن تثبتوا اليوم أنكم قادة أوروبا". وأضاف توسك "اليوم في روما، نجدد التحالف الفريد لدولنا الحرة الذي أطلقه أسلافنا قبل ستين عاما".\nمن جهته، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن قمة روما يجب أن تشكل بداية فصل جديد من أجل أوروبا موحدة من 27 دولة.\nوحذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بهذا الصدد في إعلان صحفي من أننا "سنتصرف بحيث لا يقع (بريكست) على حساب أوروبا"، مؤكدا أن لندن "ستدفع حتما ثمن" انفصالها.\nلكن بمعزل عن هذه التمنيات، لم ينج "إعلان روما" السبت من الانقسامات في صفوف الأوروبيين، لا سيما بين دول الغرب ودول الشرق. وعلى خلفية ذلك، تحول  مصطلح "سرعات متفاوتة" (أي يكون هناك اندماج متدرج المستويات) في إعلان روما إلى "وتيرات مختلفة".\nوتعهدت الدول الـ27 "بالتحرك بالتوافق، وبوتيرات مختلفة إذا اقتضت الحاجة وبكثافة مختلفة، مع التقدم في الاتجاه ذاته، مثلما فعلنا في الماضي، طبقا للاتفاقيات، مع ترك الباب مفتوحا أمام الذين سيرغبون في الانضمام إلينا مستقبلا".\nوهي فقرة صيغت بعناية فائقة لمحاولة طمأنة بولندا والدول الأخرى المتمنعة التي تخشى استبعادها من "النادي الأوروبي" بسبب معارضتها المتكررة لمشاريع بروكسل، لا سيما في ما يتعلق بسياسات الهجرة.\nوقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام الصحفيين ساعية للطمأنة "إن أوروبا "بسرعات متفاوتة" لا تعني إطلاقا أنه ليست هناك أوروبا مشتركة للجميع"، مشددة على أن هناك أشياء غير قابلة \nللمساومة"، وضربت مثالا على ذلك بالسوق الداخلية المشتركة والحريات الأساسية والقيم الرئيسية، مثل حرية الرأي والصحافة والعقيدة، وأضافت "هذا يجعلنا أقوياء بصورة مشتركة، ولا تنازلات في ذلك".\nوفي الوقت نفسه، أكدت ميركل ضرورة أن يكون النظر موجها للمستقبل، موضحة أن من القضايا المحورية التي تمثل تحديا للاتحاد الأوروبي توفير حماية أفضل للحدود الخارجية للاتحاد والرقمنة وتعزيز التكافل في أوروبا عبر توفير المزيد من فرص العمل للشباب خاصة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في سياسة الدفاع.\nوكانت الغائب الأكبر عن القمة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي قررت الشروع في آلية الطلاق المعقدة مع الكتلة الأوروبية الأربعاء المقبل.\nوبعدما بدأ مسيرته بست دول فقط بهدف إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، يواجه الاتحاد اليوم أسوأ أزمة في تاريخه، فهو أمام تحديات بريكست، وأيضا موجات الهجرة والتباطؤ الاقتصادي، فضلا عن الهجمات والتهديدات "الإرهابية" والانغلاق على الهوية الوطنية.\nوعلى هامش القمة تظاهر، نحو ثلاثين ألف شخص من معارضين أو مؤيدين للاتحاد الأوروبي،  في شوارع روما، بينما أغلقت قوات أمنية مكثفة وسط المدينة.\nكما نظم آلاف الأشخاص مسيرة عبر شوارع العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت للاحتجاج على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

الخبر من المصدر