ما بين برمنغهام وسجون بريطانيا علة التطرف

ما بين برمنغهام وسجون بريطانيا علة التطرف

منذ 7 سنوات

ما بين برمنغهام وسجون بريطانيا علة التطرف

الشرطة البريطانية وعملية دهم في برمنغهام\nالشرطة البريطانية تكشف أصول خالد مسعود\nالشرطة البريطانية تنشر أول صور لإرهابي البرلمان\nالشرطة البريطانية تنهي تمردا لنزلاء سجن ببرمينغهام\nالشرطة البريطانية: تعتبر خطاب وزيرة الداخلية يدخل ضمن "حوادث الكراهية"\nالشرطة البريطانية: حادث مطار لندن سيتي غير مرتبط بالإرهاب\nنصر المجالي: وجدت مدينة برمنغهام والسجون البريطانية، غداة الهجوم الإهابي على البرلمان (ويستمنستر) يوم الأربعاء الماضي، مصدرا لافتا للأنظار واهتمام وسائل الإعلام لدورهما في تصاعد وتيرة التطرف في المملكة المتحدة.\nوقالت التقارير إن مسؤولين بريطانيين، نبهوا في الأوان الأخير رئيسة الحكومة تيريزا ماي من تزايد وتيرة الاستقطاب والتطرف، داخل سجون المملكة المتحدة، ودوها إلى التحرك على وجه السرعة لمعالجة الوضع.\nوحسب تقرير لـ(سكاي نيوز)، فإن مسؤولين في الاستخبارات البريطانية يتحققون حاليا ما إذا كان منفذ هجوم ويستمنستر، خالد مسعود، الذي أوقع أربعة قتلى، قد جرت استمالته إلى الإرهاب داخل السجن.\nوكان بحث أجرته "هيئة هنري جاكسون" وهي هيئة تفكير بريطانية متخصصة في الأبحاث الأمنية، نبه إلى أن المسلمين الذين اعتنقوا الدين، في مرحلة ما من حياتهم، مرشحون أكثر بواقع أربع مرات، لارتكاب أفعال إرهابية، مقارنة بمن ولدوا مسلمين.\nوعلى هذا الصعيد، أكدت جمعية إسلامية أنها حذرت في وقت سابق، من محاولات لاستقطاب عناصر إرهابية داخل الحانات بغرض تسخيرهم لارتكاب أفعال عنيفة في الشوارع البريطانية.\nويقول المتابعون لشؤون الإرهاب، إن حالة خالد مسعود الذي نفذ الهجوم وهو في الرابعة والخمسين من عمره، يظهر حاجة إلى نشر الوعي بين كل الفئات العمرية، دون الاكتفاء بصغار السن باعتبارهم أكثر عرضة.\nوتقول نيكولا بنيحيى وهي مستشارة تقدم المشورة لعائلات تعرض أفرادها للتشدد إن المتطرفين الكبار الذين تخطوا سن الشباب يميلون في الغالب إلى تجنيد أشخاص آخرين، إذ لا يرغبون في تنفيذ هجمات بحكم التزاماتهم العائلية.\nوتقول بنيحيى التي قتل ابنها رشيد البالغ من العمر 19 عاما في سوريا، إن كل شخص يحتاج اليوم إلى فهم مسألة التطرف والوقاية من خطره، موضحة أن العاملين في مجال التربية ليسوا المعنيين فقط بالظاهرة.\nوكانت بريطانيا حاولت أن تفهم بعد هجوم محطات قطارات الأنفاق والافلات في لندن سنة 2005، الأسباب التي تجعل أشخاصا ولدوا في البلاد يفكرون في نشرع الرعب بشوارعها، لكنها وجدت أيضا أن أحد المنفذين اعتنق الإسلام.\nوفضلا عن ذلك، اكتشفت السلطات في وقت لاحق أن قاتلي الجندي البريطاني، لي ريغبي، بريطانيان أيضا، وولدا في البلاد، مما يعني أن الخطر لا يأتي من الخارج فقط.\nويوضح المستشار السابق في شؤون الإرهاب لدى الحكومة البريطانية، جاهان محمود، أن ثمة نقطة مشتركة بين منفذ هجوم ويستمنستر وقاتلي الجندي لي ريغبي، تتمثل في قضاء فترة داخل السجن وتنفيذ المخطط الإرهابي عبر عملية طعن.\nلكن محمود يشير إلى أن لا أحد يعلم ما إذا كان المنفذون تمت استمالتهم إلى أفكار متطرفة خلال قضائهم عقوبة حبسية أو بعد مغادرتهم السجن، أو أن اعتناق أفكار متشددة جرى بسبب أشخاص تم التعرف عليهم داخل الزنزانة.\nوإلى ذلك، ركزت وسائل الإعلام البريطانية على مدينة برمنغهام وسط إنكلترا، التي جاء منها خالد مسعود مهاجم مبنى البرلمان، مع تركز عمليات البحث والاعتقال على أحد أحياء المدينة، حتى أن بعض وسائل\nالإعلام وصفت برمنغهام بأنها "عاصمة الإرهاب" في البلاد.\nوكان تقرير لجمعية هنري جاكسون للأبحاث الأمنية، صدر مؤخرا، أوضح أن واحدا من كل 10 إرهابيين مدانين في بريطانيا جاء من منطقة صغيرة في برمنغهام حيث يوجد أغلب الأحياء الخمسة (من بين 9500 حي) التي أتى منها 26 إرهابيا مدانا (10% من الإجمالي في بريطانيا في الفترة محل التقرير).\nهذا على الرغم من أن عدد المسلمين البريطانيين في برمنغهام كلها، أقل كثيرا من عددهم في مناطق أخرى تشهد اندماج المسلمين في المجتمع.\nكما بين التقرير أيضا أن الأغلبية من هؤلاء ليسوا "ذئابا منفردة"، بل ارتبطوا بشكل أو بآخر بمنظمات إرهابية، وتحتل مجموعة "المهاجرون" التي يتزعمها أنجم شودري المرتبة الأولى.\nصحيح أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن مهاجم البرلمان انتقل للعيش في برمنغهام مؤخرا، لكن تاريخ علاقة برمنغهام بالتطرف يعود إلى سنوات طويلة، وكان أغلب متطرفي لندن مثل أبو حمزة المصري وعمر بكري وغيرهما على صلة دائمة بالمدينة من مقراتهم في لندن.\nوباستثناء لندن، تعد برمنغهام وبرادفورد أكبر مدينتين في بريطانيا تشهد الجاليات المسلمة فيهما حالات تشدد وتطرف، وإن كان الأبرز في برمنغهام تقليديا القادمون من كشمير، فهناك أيضا جنسيات عربية وأفريقية وبعض المعتنقين الجدد للإسلام.\nوتستضيف برمنغهام مؤتمرا سنويا يغلب عليه الطابع السلفي، لكن في عام 2002 مثلا نشرت وسائل الإعلام أن متهما بمحاولة اختطاف في السويد كان في طريقه لحضور المؤتمر السلفي هذا.\nولطالما كان بعض رموز حركات ما يسمى "الإسلام السياسي" بمن فيهم الإخوان ضيوفا على هذا المؤتمر السنوي.\nومع استمرار التحقيقات في هجوم البرلمان، يصعب حتى الآن معرفة دور "شركاء" للمهاجم الوحيد سواء من برمنغهام أو غيرها، لكن كثيرا من المحللين يرون أن بيئة ومناخ تجمعات المتشددين في تلك المدينة لها دور أساسي في تطرف هذا المهاجم وغيره من الإرهابيين المدانين أو المشتبه بهم في بريطانيا.\nوعلى هذا الصعيد، كانت صحيفة (صنداي تايمز) نشرت ملخص دراسة هي الأولى من نوعها في أوروبا، تصدر في لندن خلال أسبوع تتناول "خريطة الإرهاب في بريطانيا" بدراسة العمليات والتهديدات الإرهابية منذ 1998 إلى العام الماضي.\nوتجيب الدراسة، الواقعة في ألف صفحة عن أسئلة من قبيل: أين يعيش الإرهابيون؟ ما الذي أثر فيهم؟ وما هي طبيعة الأحياء والمناطق التي نشأوا فيها؟ وذلك عبر دراسة تفاصيل 269 قضية أدين فيها إرهابيون و400 اعتداء اعتبر إرهابيا.\nوتدحض الدراسة التي سيعلنها نائب مفوض الشرطة لمكافحة الإرهاب، عدة مقولات راسخة حول الإرهابيين وأسباب تطرفهم.\nومن الملامح الأساسية للدراسة أن نسبة أقل من المسلمين في بريطانيا يعيشون في مناطق لا يندمجون فيها، ومن هذه المناطق يأتي أغلب الإرهابيين.\nوينفي ذلك مقولات شائعة بأن أغلب هؤلاء يتطرفون نتيجة قضائهم أوقاتا طويلة على الإنترنت. لكن الدراسة تؤكد حقائق شائعة أخرى من قبيل أن أغلب هؤلاء شباب وأغلبهم ذكور.\nويستنتج التقرير أيضا أن مشاركة النساء في عمليات الإرهاب، على قلة عددهن، تضاعفت ثلاث مرات في تلك الفترة. وأن عمليات الطعن والتهديد بالذبح تضاعفت من 4 في الفترة من 1998 – 2010 إلى 12 في السنوات الخمس الأخيرة.

الخبر من المصدر