شمس تشرق من داخل مبنى في ألمانيا

شمس تشرق من داخل مبنى في ألمانيا

منذ 7 سنوات

شمس تشرق من داخل مبنى في ألمانيا

© AP Photo/ Mel Evans\nاكتشاف "زرقاء اليمامة" بين الذباب بعين إنسان\nلا يستطيع الإنسان تحمل الشعاع غير المباشر المنبعث من جدران المبنى أكثر من ثانية واحدة، حسب (د.ب.أ).\nوعندما يتم تكثيف هذه الأشعة على بقعة صغيرة فإن تركيز الضوء فيها يصبح هائلا وكأنه يأتي من 10 آلاف شمس.\nطور هذه الشمس فائقة القوة باحثو المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء "DLR" ومن المقرر أن يبدأ تشغيلها اليوم الخميس.\nويعتزم باحثو معهد الأبحاث الشمسية التابع للمركز تطوير طرق لإنتاج الوقود من ضوء الشمس باستخدام هذه الشمس الصناعية "سينلات".\nولن تستخدم هذه الأنواع من الوقود في السيارات فقط بل في طائرات كبيرة أيضاً "وفيما يتعلق بالسيارات فإننا نعتقد بأن تحريكها بالكهرباء أمر رائع في حين لا يمكن أن نتصور في الوقت الحالي إمكانية دفع الطائرات الكبيرة كهربيا، أي ببطاريات" حسبما أوضح كاي فيجهارت، رئيس المشروع في المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء.\nعندما يتفاعل الهيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون فإنه ينتج بنزينا غير ضار بالمناخ وذلك بسبب عدم إضافة محروقات إضافية من الأرض إلى هذا التفاعل.\nمن أهداف هذه المحطة إنتاج الهيدروجين بشكل مجد وفعال حيث يعلق الباحثون آمالا عريضة على استخدام الهيدروجين مستقبلا بشكل واسع كوقود صديق للبيئة.\nوحيث إن الهيدروجين لا يوجد في الطبيعة مرتبطا كيميائيا مع عناصر أخرى كما هو الحال مع الماء الذي يرتبط فيه الهيدروجين بذرة أكسجين فإنه يفصَل في محطة يوليش في عملية كيميائية مباشرة وبالتحديد باستخدام طاقة هذه الشمس الصناعية حسبما أوضح فيجهارت مشيرا إلى أنه يتم خلال هذه العملية تسخين المعدن إلى 800 درجة مئوية ورشه ببخار الماء.\nوستكون هناك تجارب معملية لمعرفة المعدن الأنسب لذلك.\nوبسبب السحب ودورة الهواء فإن الظروف الإشعاعية التي يحتاجها الباحثون لإجراء تجارب على توليد الطاقة باستخدام هذه الطريقة لا تتوفر في الطبيعة أبدا.\nكما أن حجم المختبرات المتوفرة حتى الآن أصغر من أن يسمح باستخلاص احتمالات صالحة للتطبيق العملي من نتائج هذه التجارب، وهذا هو الهدف من وراء إنشاء محاكي الشمس العظيم في مدينة يوليش.\nوفقا للمركز فإن إنتاج هذه الشمس الصناعية يبلغ نحو 350 كيلو واط أي نحو عشرة أمثال طاقة المنشآت البحثية التقليدية وأكثر من طاقة جميع مختبرات العالم فائقة الإشعاع.\nوتتكون هذه المحطة من 149 مصباحا بحجم البروجكتور (المسلاط) الكبير الذي يستخدم في دور السينما الكبيرة "ونستخدم المصابيح لأن ضوءها هو الأشبه بضوء الشمس" حسبما أوضح مدير المشروع.\nويبلغ قطر الأباجورة (ظلة المصباح) المحيطة بكل مصباح مترا و تم صفها بشكل سداسي على ارتفاع 14 مترا وبامتداد 16 مترا.\nوتوقع المركز أن تستمر الأعمال البحثية في هذه المحطة بضعة سنوات.\nوتهدف هذه التجارب للاستفادة من المخزون اللانهائي للشمس من الطاقة "حيث ترسل الشمس للعالم أكثر من عشرة آلاف ما يحتاجه من الطاقة، وهذا أضعاف ما يوجد في موارد الطاقة الطبيعية التي تحتوي عليها المحروقات وأنواع الوقود بشكل عام" حسبما أوضح فيجارت.\nيسلك المركز من خلال هذه الطريقة المباشرة أسلوبا غير معهود حيث اعتاد الباحثون الراغبون في إنتاج الهيدروجين إنتاجه عبر التحليل الكهربائي والذي يتم من خلاله تحويل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح إلى تيار كهربائي أولا ثم استخدام هذا التيار في تحليل الهيدروجين.\nوأكد مركز أبحاث الطاقة الشمسية والهيدروجين في ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية أن هذه الطريقة أصبحت جاهزة للتطبيق من الناحية الفنية.\nوقال المركز إن أهم هدف للعلم في هذا الاتجاه هو تحسين الجدوى الاقتصادية لهذه الطريقة.\nويعتقد باحثو الطاقة الشمسية في يوليش بأنهم سيحققون ذلك من خلال طريقتهم الجديدة.\nأوضح الباحثون أن محاكي الشمس نفسه يلتهم كميات كبيرة من الطاقة حيث تستهلك هذه المحطة خلال أربع ساعات فقط تيارا كهربيا يعادل ما يستهلكه بيت من أربعة أفراد خلال عام كامل.\nورأى فيجهارد أن هذا الاستهلاك ليس عقبة أمام المشروع العملاق لأنه يهدف لتحسين كفاءة محطات الطاقة الشمسية وقال إنه إذا أدى هذا المشروع إلى تحسين كفاءة محطة شمسية واحدة بنسبة 1% فقط فإن هذا الاستهلاك الهائل من الطاقة سيكون مجديا من الناحية الاقتصادية.    

الخبر من المصدر