الأرض المحروقة.. سلاح داعش في مواجهة الهزائم

الأرض المحروقة.. سلاح داعش في مواجهة الهزائم

منذ 7 سنوات

الأرض المحروقة.. سلاح داعش في مواجهة الهزائم

مع خسارة تنظيم الدولة الإسلامية لأراض في سوريا والعراق يدعو التنظيم مقاتليه إلى التركيز على تخريب البنية التحتية للدولتين حتى لا يستفيد أعداؤه من خسائره وهو ما يزيد من التحديات التي تواجهها حكومتا البلدين.\nوعندما تقدم الجيش السوري والفصائل المسلحة المتحالفة معه بدعم من غطاء جوي روسي بمدينة تدمر التاريخية قبل نحو ثلاثة أسابيع أمر التنظيم مقاتليه بتدمير حقول النفط والغاز.\nوقال التنظيم في مقال نشر في مجلته الرسمية (النبأ) على الإنترنت "الواجب على المجاهدين اليوم أن يوسعوا من حجم عملياتهم التي تستهدف الأسس الاقتصادية لأنظمة المشركين وذلك سعيا لحرمان الحكومات الصليبية والمرتدة من هذه الموارد."\nوتشكل هذه الاستراتيجية التي ينتهجها التنظيم تحديا مزدوجا أمام حكومتي بغداد ودمشق إذ تحرمهما من الدخل وتجعل من الصعب في الوقت نفسه تقديم الخدمات والدعم الشعبي في المناطق المدمرة التي يتم تحريرها من أيدي التنظيم.\nوأضاف التنظيم في المقال الذي نشر في الثاني من مارس آذار أن عمليات الدولة الإسلامية في المنطقة المحيطة بتدمر "تثبت الأثر الكبير للضربات الموجهة إلى اقتصاد المشركين في إرباك صفوفهم وخلخلة بنيانهم واستفزازهم أحيانا للدخول في معارك هم غير مستعدين لها."\nلم يقف الأمر عند حقول النفط والغاز بل امتد إلى آثار المدينة القديمة تدمر والتي تبعد 200 كيلومتر شمال شرقي العاصمة دمشق خلال سيطرة التنظيم عليها لمرتين حيث دمر بعض تراثها الأثري الذي لا يقدر بثمن قبل أن تستعيد القوات السورية السيطرة عليها.\nووصف خبير الآثار وائل حفيان الأضرار التي لحقت بالمصلبة (التترابيلون)، المؤلفة من أربع قواعد متقابلة فوق كل منها أربعة أعمدة، بأنها جسيمة. وقال حفيان إن أربعة أعمدة فقط بقيت من أصل 16 عمودا.\nوأضاف أن المتشددين ألحقوا أضرارا خلال احتلالهم الثاني للمدينة أقل من فترة احتلالهم الأولى عندما دمروا قوسا أثريا عمره 1800 سنة ومعبد بعل شمين الذي يبلغ عمره نحو ألفي عام.\nوفي المقال يرى التنظيم أن تدمير الأصول الاقتصادية الأساسية يشكل أولوية أكبر من تدمير التراث الأكثر رمزية.\nوقال المقال "مع الأيام الأولى لغزوة تدمر الثانية التي فتح الله فيها للموحدين مدينة تدمر ومناطق واسعة غربها تضمن بعضها آخر ما تبقى بيد النظام النصيري من موارد نفطية... وجدنا السرعة الكبيرة التي دفع فيها النظام النصيري وحلفاؤه بقواتهم الكبيرة في عمق الصحراء لاستعادة السيطرة على تلك الموارد التي سبقهم جنود الخلافة إلى تدمير آبارها ومعاملها تماما كيلا يستفيد منها أعداؤهم وتستمر أزمته الاقتصادية إلى أبعد مدى ممكن."\nيعتقد محللون أن التنظيم، الذي استحوذ يوما على ثلث أراضي العراق ومساحات واسعة في سوريا وأعلن قيام خلافة إسلامية عام 2014، يعيش وضعا صعبا في ظل الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق فضلا عن الضربات الجوية التي تنفذها روسيا في سوريا.\nكما تحقق قوات عراقية تقدما ملحوظا في معركتها لاستعادة الموصل وهي المدينة التي أعلن منها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام الخلافة.\nوفي سوريا بالإضافة للهزيمة التي لحقت بالمتشددين في تدمر يجد التنظيم نفسه محاصرا في الرقة معقله الرئيسي.\nوقال التنظيم في المقال "أي ضرر يلحقه التنظيم بمصالح هاتين الحكومتين الاقتصادية أو الخدمية من شأنه إضعافها. ولو كان برج كهرباء في ديالى أو بئر نفط في كركوك أو شبكة اتصالات في بغداد أو موقعا سياحيا في أربيل."\nوتابع المقال أن توسيع حجم العمليات ضد "الأسس الاقتصادية" للأنظمة التي تقاتل عناصره من شأنها "دفعهم إلى الانشغال بحماية تلك الموارد وتوجيه قسم كبير من جيوشهم وطاقاتهم لهذا الغرض مما يساهم في تشتيت قواهم وبعثرة جهودهم ومنعهم من التفرغ للمعارك المباشرة."\nوقال جعفر الإبراهيمي مستشار الحكومة العراقية للبنى التحتية لرويترز إن تنظيم الدولة الإسلامية تسبب في خسائر تقدر بنحو 30 مليار دولار في البنية التحتية العراقية منذ 2014.\nوأضاف الإبراهيمي "داعش استخدم سياسة التدمير الشامل للمنشآت والمصانع والبنايات بقصد إحداث أكبر ضرر اقتصادي للعراق.\n"أستطيع أن أؤكد أن ما لا يقل عن 90 بالمئة من البنى التحتية والمنشآت الحيوية الصناعية قد دمرت على أيدي داعش في المناطق التي احتلها في العراق."\nوقال الإبراهيمي إنهم دمروا أيضا مصانع السكر والأسمنت ونقلوا معداتها إلى سوريا.\nوفي سوريا قال علي غانم وزير النفط والثروة المعدنية للوكالة العربية السورية للأنباء إن التنظيم دمر أكثر من 65 بالمئة من معمل حيان للغاز.\nوينتج حقل حيان الذي يقع في محافظة حمص ثلاثة ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا.

الخبر من المصدر