المهرجون فى ازدياد! | المصري اليوم

المهرجون فى ازدياد! | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

المهرجون فى ازدياد! | المصري اليوم

سمعت مرة من الدكتورة ليلا تكلا أنها كانت فى زيارة إلى اليابان، وأنهم أخذوها إلى إحدى الشركات لترى نظام العمل فيها، وأنها لاحظت وهى تمر داخل الشركة أن موظفاً من موظفيها يجلس وحده فى مكان منعزل.. وأن الكآبة بادية على وجهه، وأنه حزين للغاية!\nكان الموظف هو الوحيد الذى يجلس فى مكانه المنعزل، وكان الوقت وقت عمل، وتصورت الدكتورة تكلا أنه مريض، فسألت لتسمع أغرب تفسير لحالته!.\nأخبروها بأنه أخطأ فى عمله، وأن وجوده فى مكانه عقاب، لأن العقاب عندهم هو حرمان المخطئ من العمل!.. لا خصم من راتبه، ولا توقيع جزاء، ولا شطب اسمه من قائمة المستحقين للحوافز، ولا شىء من هذا أبداً!.. فقط حرمان من العمل!.\nوكان حزنه الذى بدا على وجهه أنه يرى زملاءه يعملون، وأنه ممنوع من ذلك!.\nفى المقابل كان الدكتور أحمد الأنصارى، رئيس هيئة الإسعاف، يتحدث أمام إحدى لجان البرلمان، قبل أيام، فقال إن الهيئة تتلقى مائة ألف بلاغ يومياً، وإن المشكلة ليست فى هذا العدد، ولكنها فى أن ٩٩ ألفا منها بلاغات كيدية ومعاكسات!.\nمعنى هذا أن شخصاً واحداً من كل مائة شخص يطلبون الهيئة جاد فى بلاغه، وأن الباقى مهرجون ومضيّعون، ليس لوقتهم فقط، ولكن لوقت الهيئة نفسها!.\nوإذا تصورنا أن البلاغ الكيدى، أو المعاكسة، تستغرق دقيقة واحدة فأنت أمام ٩٩ ألف دقيقة من الوقت المهدر فى كل صباح!.\nولا أعرف ما الذى يمنع الهيئة من الإتيان بواحد من هؤلاء المهرجين، وتجريسه أمام الناس، لعل الآخرين يرتدعون، خصوصاً أن الدكتور الأنصارى يقول إن المكالمات كلها مسجلة.. أى أنه من السهل أن تأتى بصاحب المعاكسة وأن تعرف مكانه!.\nإن مكالمات منها تنطوى على ازدراء للأديان، وبالتالى فإن أصحابها يقعون تحت طائلة القانون بشكل مباشر، لأن المؤكد أن الازدراء الذى يبدو منهم فى خلال المكالمات، إنما يمارسونه عملياً فى السلوك اليومى!.\nثم المؤكد أكثر أن كثيرين من هؤلاء المهرجين أصحاب عمل وليسوا عاطلين، وإذا افترضنا أن نصفهم من بين العاملين فى الدولة، فإننا أمام ٥٠ ألفاً يهرجون فى كل يوم، ويقضون أوقاتهم فى الإبلاغ الكيدى مرة، وفى المعاكسة مرات!.\nوليست هذه هى المرة الأولى التى يشكو فيها رئيس الإسعاف مما يواجهه، فلقد اشتكى من قبل مراراً، وفى كل مرة كانت الشكوى هى.. هى.. وكان العدد المهرج يزيد!.

الخبر من المصدر