حكاية ضابط مخابرات مصري مات في تل أبيب لإعادة طابا

حكاية ضابط مخابرات مصري مات في تل أبيب لإعادة طابا

منذ 7 سنوات

حكاية ضابط مخابرات مصري مات في تل أبيب لإعادة طابا

ميدان الشهادة، أوسع من ساحة القتال، فحتى على طاولات التفاوض يسقط شهداء أثناء دفاعهم عن أوطانهم، وهذا ما حدث مع الرائد محمد كامل الحويج ضابط المخابرات الحربية، الذي استشهد أثناء استماتته لإعادة طابا إلى مصر، خلال مفاوضات ترسيم الحدود ضمن اتفاقية "كامب ديفيد". \nمصراوي يستعرض المشاهد الكاملة لوفاة البطل المصري كما ترويها زوجته السيدة ماجدة على:\nمشهد 1.. ١٩٧٥ تخريج دفعة طلاب الكلية الحربية\nتخرج الرائد محمد الحويج من الكلية الحربية عام 1975 وعمل ضابطًا بسلاح النقل قبل انتدابه لإدارة المخابرات الحربية، بجهاز الاتصال بالمنظمات الدولية.\nمشهد 2 .. وفد عسكري دولي في تل أبيب\nتكليف رسمي بسفر الرائد "الحويج" مع الوفد العسكري المصري لتل أبيب عام 1986 ضمن وفد دولي لعمل مسح لتسجيل علامات الحدود المتنازع عليها، بجانب الوفد الدبلوماسي والذي كان يضم الدكتور نبيل العربي والدكتور مفيد شهاب.\nمشهد 3 .. طاولة المفاوضات\nاختيار الحويج ضمن الوفد العسكري المصري للتفاوض مع الإسرائيليين على علامات الحدود، خاصة العلامة 91 الشهيرة في قضية طابا وتم تجهيز السفر الى تل أبيب، وجمع كل الملفات والخرائط التي تثبت ملكية وأحقية الجانب المصري فيها.\nمشهد 4.. سقوط مفاجئ أثناء التفاوض\nمفاوضات شرسة، وحلقات نقاشية على مستوى دولي، وشد وجذب بين الجانبين عشية عيد الأضحى، يوم 13 أغسطس عام 1986وذلك أثناء الاجتماع الأخير بين الجانبين، انتهت بسقوط أصغر عضو في لجنة التفاوض (٣٤ عاماً) على طاولة التفاوض.\nسادت حالة من الفزع والهلع داخل قاعة بين أعضاء البعثة المتفاوضين إثر سقوط الحويج فجأة، وتم استدعاء الأطباء فوراً ولكن حياته كانت قد انتهت إثر أزمة قلبية حادة نتيجة الإرهاق الشديد، وهو جالس على المنضدة، ولم يتمكن أطباء الفندق وفريق العلاج المكثف من إنقاذ حياته رغم قضائهم حوالي ساعتين في محاولة افاقته.\nمشهد 6.. رسالة الاذاعة البريطانية\nبمجرد إعلان نبأ وفاة البطل الحويج قالت إذاعة لندن الناطقة باللغة العربية: "توفى أصغر أعضاء البعثة المصرية سناً وأكثرهم تشدداً للقضية".\nاستقبال حافل للبطل وعودته محمولاً على الأعناق، وسط فرحة بعودة الارض ممتزجة بدموع وألم الفراق لأصحابه وذويه على فقدان صغر بطل مصري انتهت حياته ونال الشهادة وهو يؤدي واجبه لإعادة الارض والحق.\nمشهد 8.. طفلان يصرخان وسط الجنازة\nلم يكن يدري إسلام الذي يبلغ من العمر عامين ونصف آنذاك أن ذلك الحشد يبكي رثاءً على أبيه أثناء تشييع جنازته، بينما ظل أحمد ذلك الطفل الوليد منذ ١٦ يوماً يبكي في حضن أمه.\n"الحويج" كغيره، بطل مصري لا يعرفه الكثيرون، لكنه شارك في انتزاع الحق، ورد الكرامة، وإعادة الأرض لبلاده، فالتاريخ ملئ بالنماذج التي سنظل نفخر بها.

الخبر من المصدر