مقاطعة وضغط واعتذار.. حرب عالمية ضد جوجل والسبب «داعش»

مقاطعة وضغط واعتذار.. حرب عالمية ضد جوجل والسبب «داعش»

منذ 7 سنوات

مقاطعة وضغط واعتذار.. حرب عالمية ضد جوجل والسبب «داعش»

أعلنت شركة جوجل الأمريكية عن تغيير جديد في سياستها الإعلانية، بعد حملة شنتها ضدها شركات عالمية في بريطانيا.\nجوجل لم تكتفِ بالإعلان عن تغيير سياستها فحسب، بل قدمت اعتذارًا رسميًا على لسان رئيس فروع الشركة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، فما هي الحكاية؟\nخلال الفترة الماضية، عكفت جريدة تايمز أوف لندن البريطانية على إجراء تحقيق يكشف المحتوى الذي تظهر بجانبه الإعلانات في الخدمات المختلفة المقدمة من جوجل.\nوخلص التحقيق إلى عدم وجود سياسة إعلانية في جوجل تمنع ظهور الإعلانات إلى جانب المحتوى السيئ، حيث رصدت الصحيفة ظهور إعلانات تابعة للعديد من الشركات الكبرى بجوار محتوى غير لائق يشجع على العنصرية والإرهاب، مثل خبر كان يشيد بمقتل 49 شخصًا في ملهى ليلي مُخصص لمثليي الجنس.\nووجد التحقيق أن إعلانات مئات الشركات الكبرى والجامعات والجمعيات الخيرية، تظهر إلى جانب أخبار ومقاطع فيديو في يوتيوب، تابعة لمتعاطفين مع الجماعات الإرهابية مثل داعش، والموالين للنازية، ضاربًا مثالًا بإعلان لشركة مرسيدس، ظهر على مقطع فيديو خاص بتنظيم داعش، تم مشاهدته أكثر من 115 ألف مرة.\nوبعد تحليل لإيرادات جوجل من وراء الإعلانات في عام 2016، والذي بلغ 7.8 مليار دولار في بريطانيا وحدها، ما يمثل 8.6% من إجمالي إيرادات الشركة، خاطبت الصحيفة كبرى الشركات العالمية لإطلاعها على نتائج التحقيق.\nالشركات التي تلقت نتائج تحقيق صحيفة تايمز أوف لندن، لم تفكر كثيرًا في رد الفعل، حيث قررت سحب إعلاناتها من منصة جوجل للإعلانات وكذلك يوتيوب، نظرًا لعدم رغبتهم في ظهور علاماتهم التجارية بجوار محتوى يشجع على الإرهاب.\nشركات بحجم ماكدونالدز، أودي، لوريال، ماركس أند سبنسر، وبنوك مثل إتش إس بي سي، والبريد الملكي، وشبكة أو 2، وصحيفة جارديان، وشبكة بي بي سي، ودومينوز بيتزا، وحتى الحكومة البريطانية نفسها، كل هذه الكيانات سحبت إعلاناتها من منصة جوجل، فضلًا عن إعلان شبكة فودافون، وبنك باركليز، وشبكة سكاي نيوز الإخبارية، وشركة هيونداي، نيتهم الإقدام على نفس الأمر\nالقشة التي قسمت ظهر البعير، ودفعت جوجل إلى تقديم اعتذار رسمي سريعًا، هي وكالة Havas الفرنسية، سادس أكبر شركة دعايا وإعلان وتسويق في العالم، التي سحبت كل الإعلانات الخاصة بعملائها من إعلانات جوجل في بريطانيا.\nوقال الرئيس التنفيذي لوكالة Havas: "سنظل على موقفنا حتى تقدم جوجل ويوتيوب المعايير التي طلبناها ونتوقعها".\nمن جانبه علقت شركة ماركس أند سبنسر قائلة: "من أجل ضمان سلامة العلامة التجارية لنا، أوقفنا إعلاناتنا على منصات جوجل لحين حل المشكلة".\nوذكرت شبكة سكاي نيوز: "من غير المقبول أن تظهر الإعلانات بجانب محتوى غير لائق".\nرضخت جوجل للضغط الذي مارسته الشركات عليها، حيث قدم رئيس فروعها في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا مات بريتين اعتذارًا قائلًا: "نأسف لجميع الناس الذين تضرروا مما حدث".\nمن جانبه، قال رئيس المدير الإداري لفرع جوجل في بريطانيا، رونان هاريس: "الشركة الآن ستراجع سياستها وستجري تغييرات جديدة في الأسابيع المقبلة".\nوأضاف: "سنطور آليات تُمكن الشركات من إيقاف عرض إعلاناتهم على مواقع الإنترنت المرفوضة والفيديوهات المسيئة".\nقالت الحكومة البريطانية أنها استدعت جوجل للدخول في مناقشات تهدف للتوصل إلى طريقة تضمن بها الدولة تلبية مطالبها فيما يخص التعامل مع المحتوى غير القانوني.\nوهددت ألمانيا هي الأخرى بفرض غرامة قدرها 50 مليون يورو على جوجل وشبكات التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك، إذا لم يمنحوا المستخدمين خيارًا للشكوى من خطاب الكراهية والأخبار المزيفة كتلك التي تُشجع على الإرهاب، أو إن رفضوا إزالة مثل هذا النوع من المحتوى.

الخبر من المصدر