شعبان يوسف يكشف لـ"محيط" خطايا يوسف إدريس!

شعبان يوسف يكشف لـ"محيط" خطايا يوسف إدريس!

منذ 7 سنوات

شعبان يوسف يكشف لـ"محيط" خطايا يوسف إدريس!

الكتاب يكشف نرجسية يوسف إدريس\nالراحل ألّف كتابين لأنور السادات.. وساهم في إقصاء مصطفى محمود\nتشاجر مع كرم مطاوع..واستقوى بالسلطة\n“دوماً يلقي حجراً مياه راكدة”، هذا بالضبط ما يفعله الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف بكتاباته الأخيرة، فها هو كتابه الصادر مؤخراً “ضحايا يوسف إدريس وعصره” يثير جدلاً كبيراً بين المثقفين خاصة في المناقشة التي أقامها المجلس الأعلى للثقافة للكتاب.\n“محيط” حاور صاحب الكتاب الذي أكد أن الهدف من الكتاب هو إنزال يوسف إدريس على الأرض بعيدا عن كونه أسطورة أو شخص مثالي أو كما يحب أن يروج محبيه أنه لم يرتبط بالسلطة وهذا غير حقيقي.\nوعبّر صاحب الكتاب عن دهشته لأن المثقفين لا يزالون يختلفون حول أن وجود إدريس لم يظلم أحد وأن الموهوب يقاوم أي شئ، نافياً ذلك بقوله: هذا لا يحدث بالطبع فهناك كتاب يعيشون بين ظهرانينا ولا يزالون يعانون من التهميش.\nويؤكد أن الملفات الساخنة يجب أن تفتح وتناقش، لأنها ليست ابنة الماضي فلا زالت تلقي بظلالها على الحاضر فهو يكتب للحاضر والمستقبل كما يقول.\nوعن جديده المنتظر كشف أنه بصدد إصدار سلسلة صور عن كتاب مجولين، فهو مشغول بالمهمشين، وكتابه القادم سيكون عن “أدباء أسقطهم التاريخ”.\nفي البداية سألناه عن اختياره لشخصية يوسف إدريس للكتابة عنها فقال: كان عام 1954 عاما ثريا فى إصدارات القصة القصيرة منها على سبيل المثال لا الحصر “العشاق الخمسة” ليوسف الشارونى، و”عمّ فرج” لنعمان عاشور، و”أرخص ليالى” ليوسف إدريس، ثم توالت على مدى العقد مجموعات قصصية منها “جنة رضوان” لمحمود السعدنى، إلا أن أشهرها كانت مجموعة إدريس بما لها من ذيوع وتناول من النقاد آنذاك ومن الباحثين الأكاديميين ودارسى القصة القصيرة حتى الآن.\nكانت مجموعته “أرخص ليالى”، البوابة الكبرى التى دخل منها يوسف إدريس إلى ساحة المجد، وعندها توقف نقاد كثيرون، وكتبوا مقالات ودراسات، وعقدوا ندوات ومناقشات، وبدأت الدولة نفسها تلتفت لهذا الصوت الذى صعد من بين كافة الكتّاب بهذا الشكل.\nالسؤال لماذا تصدر يوسف إدريس المشهد بكل هذا الحضور الطاغى وصار الآخرون برغم مواهبهم التى لا تقل عنه مجرد ظلال؟!.\nيتابع: يوسف إدريس حالة وحده لم يتكرر، فهو كاتب قصة مهم، استطاع استقطاب واستبعاد كتاب كُثر، لذلك فهو ظاهرة خاصة منذ بدايته عام 1950 حين نشر أول قصة له بعنوان “أنشودة الغرباء” وبالتحديد عام 1949.\nفهو ظاهرة اجتماعية وثقافية وسياسية في نفس الوقت، وعن إثارة الكتاب للجدل يقول شعبان أن الكتاب لاقى ترحيباً وليس هجوماً فقط، حتى أن البعض اعتبره مديحاً بحق يوسف إدريس، قائلاً أن الكتاب يمتدح بالفعل إبداعه، فلا يوجد فصل من فصوله الـ16 إلا ويؤكد على موهبته.\nالأمر يتلخص في أن النقاد والكتاب والباحثين ركزوا فقط على يوسف إدريس وهمشوا الآخرين، لأن السلطات السياسية اختارته ليكون وجهتها وهو ارتضى، وبالتالي أصبح في بؤرة الضوء والباقين مجرد ظل!. فكان الاهتمام به 100%.\nحتى أن النقاد وضعوا تقويماً للقصة القصيرة؛ قبل يوسف إدريس وبعده، وتم التأريخ لكتابة القصة القصيرة بدءاً من كتابات يوسف إدريس، رغم أن هذا ليس صحيحاً.\nاليسار كذلك ساهم في تهميش الآخرين، فقد كان يعلي من شأن اليساري يوسف إدريس ويحتفي بكتاباته ويتعامل معه باعتباره أسطورة لم تتكرر.\nويدلل يوسف على الاحتفاء بإدريس دون سواه، بصدور مجموعة “أرخص ليالي” في أغسطس 1954 والدعاية التي تمت لها خاصة في صحيفة “روزاليوسف” الذي كان إدريس مشرفاً على القسم الثقافي بها، مقارنة بمجموعة يوسف الشاروني المهمة “العشاق الخمسة” التي صدرت في ديسمبر من نفس العام ولم يلتفت إليها أحد. قائلاً أن إدريس كان مقرب إلى السلطة فكان دوماً في دائرة الضوء، فقد كان السلطة تستقطب المثقفين و”تبروزهم” ليكونوا واجهتها في المؤتمرات.\nبالبحث يكتشف شعبان يوسف مغالطات تاريخية فيصححها في كتابه المثير، منها ما قاله الناقد فاروق عبدالقادر من أن قصص يوسف إدريس مصرية خالصة، وما سبقه من قصص كان يدور في القصور المخملية ولا يعبر عن واقع مصر، وهو أمر غير حقيقي، مثله مثل من يقول أن إدريس هو أول من استعمل العامية في قصصه، وهوأمر غير صحيح بالمرة، فهناك كتاب تعاملوا بالعامية من قبله.\nوضمن المغالطات التاريخية أيضاً – كما يكشف شعبان يوسف - ما جاء في ببلوجرافيا التي أعدها حمدي السكوت ونسب فيها قصة لإدريس وهي في الأصل من تأليف يوسف الشاروني!.\nومن أكبر المغالطات التي يكشفها الكتاب ما ذكره مؤرخ ثورة يوليو أحمد حمروش أن السلطة أعتقلت يوسف إدريس عام 1955 بسبب قصة “الهجانة” التي رأت السلطة أن بها هجوماً عليها، ويزعم حمروش أن إدريس سُجن عاماً، رغم أنه لم يغب عن الحياة الثقافية سوى أسابيع قليلة، حتى أن التاريخ الذي ذكره حمروش لاعتقال إدريس، كان حينها إدريس يمثل الدولة في مؤتمر بدمشق!.\nويروي شعبان أن إدريس استقطب للسلطة منذ عام 1956، حتى أنه عمل مع أنور السادات وألّف له كتابين، أحدهما عن الاتحاد القومي، والثاني عن قناة السويس باللغة الإنجليزية، حى أن إدريس قال في حواره مع رشاد كامل والذي ضمه كتاب بعنوان “ذكريات مع يوسف إدريس” أنه ربطته علاقة قوية مع السلطة وتم حمايته من قبلها بشكل ما.\nوهو الحوار الذي وصف فيه نفسه بأنه الثاني في التاريخ بعد تشيكوف في كتابة القصة القصيرة.\nأمر آخر يرويه شعبان عن يوسف إدريس، وهو أنه لم يرفض جائزة مجلة “حوار” اللبنانية التابعة للمخابرات الأمريكية، والتي اختارته للفوز بجائزتها التي هاجمها الكثير حينها، إلا بعدما وفرت له السلطة المصرية مبلغ الجائزة وهو 2500 جنيهاً وهو مبلغ طائل عام 1965.\nواعتبر صاحب الكتاب أن مسميات من قبيل “أمير القصة القصيرة، وملك القصة” وغيرها من الأسماء هي محاولة “لأسطرة” إدريس، مؤكداً على أهميته ككاتب أحدث رافداً مهماً في القصة القصيرة، لكنه لغى آخرين ليس بفعل إبداعه بل بفعل سياسي شديد واستقطابي.\nويؤكد شعبان أن الكتاب يتحدث عن الذين سقطوا في فضاء يوسف إدريس، منهم فاروق منير وسليمان فياض وكاتب مهم اسمه “محمد صدقي” صاحب مجموعة “الأنفار” وهي مجموعة مهمة قدّم لها محمود أمين العالم، لكن تم تهميشه واستبعد.\nويحكي شعبان أيضاً عن د.مصطفى محمود الذي ظُلم كثيراً بسبب طغيان يوسف إدريس على الحياة الأدبية، فمصطفى محمود لم ينتم لشلة سياسية، وكان مع نعمان عاشور وألفريد فرج ممن انسحبوا من كتابة القصة بسبب الاحباط من التهميش لصالح يوسف إدريس.\nويرى شعبان أن إدريس مسئول عن تهميش غيره لأنه كان يستقوى بالسلطة أحياناً، كان عصبياً أيضاً فيروي صاحب الكتاب أنه حين اختلف مع كرم مطاوع مخرج مسحريته “الفرافير”، إذا به يوم العرض الأول للمسرحية يصطحب مقعداً ليضعه فوق المنصة ويجلس لمنع بدء العرض!.\nكما أنه هاجم نجيب محفوظ بعد حصوله على جائزة نوبل، وقال أنه فاز بها لقبوله معاهدة السلام وليس بسبب إبداعه.\nواعتبر شعبان يوسف أن وجود إدريس في صحيفة “الأهرام” بجانب محمد حسنين هيكل وكبار الكتاب حينها عضد من شأنه، فقد ساندوه كثيراً، بالإضافة إلى المناخ غير الديمقراطي والاستقطابي حينها، كما أن المجتمعات العربية تميل لصنع “أسطورة” لبعض الكتاب. وحظ يوسف إدريس هذا ناله أحمد عبدالمعطي حجازي في الشعر، وعبدالحليم حافظ في الفن، وموجودة في المسرح بدرجات.\nيذكر أن المجلس الأعلى للثقافة، أقام حفل توقيع ومناقشة كتاب” ضحايا يوسف إدريس وعصره ” للشاعر والصحفى شعبان يوسف ضمن فعاليات سلسلة كاتب وكتاب، وسط عدد كبير من الحضور، أدار النقاش الكاتب الصحفى نبيل عبد الفتاح وناقشه د.أحمد بهاء الدين ود.أحمد مجاهد ود. محمد الشحات.\nاتخذ نبيل عبد الفتاح جوانب عدة من شخصية يوسف إدريس كما تناولها الكتاب منها علاقته بالسلطة وعلاقته بجريدة الأهرام وتعرض لموهبته التى وصفها بالإشعاعية ولكايرزما يوسف ومكانته بسبب إبداعه قبل أن تكون بسبب علاقاته، وقال إن أهم ما يميز الكتاب “ضحايا يوسف إدريس وعصره” للكاتب شعبان يوسف هو إعادة سرد تاريخ أسطورة كاتب القصة القصيرة يوسف إدريس الذي يعتبر أحد أهم أعمدة كاتب القصة القصيرة في فترة الستينيات رغم سفره الطويل بالخارج؛ وتناول الأسطورة بالنقد والتحليل، مؤكداً أن الكتاب يفحص أيضًا علاقة الكاتب بالسلطة ويطرح تساؤلا مهمًا حول سبب تفوقه هو كتاباته وتقنياته والأساليب التي تحدث بها أم علاقته بالسلطة والسياسة.\nأما د.أحمد مجاهد مابين الاتفاق مع وجهة نظر المؤلف فى أدب وشخصية يوسف إدريس ومابين الخلاف معه إلى حد أنه وصف يوسف إدريس بأنه ضحية الكاتب شعبان يوسف بالكتاب ، وأن العنوان جاء قاسيا وظالما ليوسف إدريس، وتطرق لبعض الأمثلة التى تثبت وجهة نظره واستشهد بصلاح عبد الصبور وغيره ، مؤكداً أن إدريس كان قامة بأدبه وأننا يجب أن نفرق ما بين مقالاته وبين إبداعه وأن هذا الإبداع هو ما يحكم عملية التقييم فى النهاية ، وأشار إلى أن الكتاب ثريا بالطبع وهو ما استدعى كل هذا الخلاف، وأثنى على جهد ودأب الشاعر شعبان يوسف فى تلك النوعية من الكتب التى تثري المكتبة العربية، وعن الكتاب وفحواه قال الناقد الشحات بأن الكتاب يصعب تصنيفه من حيث محتواه وأكد أن الكتاب مهما لأنه يتخذ من الواقع المعرفي فضاء وينطوى على المكر المعرفي عند شعبان يوسف وتطرق للفرق ما بين التاريخ الأدبي وبين التاريخ الثقافي العام ، ولكن أخذ على الكتاب بأن أغلب الوقائع المذكورة كانت تخلو أحيانا من التوثيق.\nوأشار أحمد بهاء الدين لما تتعرض له شخصية يوسف إدريس من أسرار ومن ألغاز وأكد على مكانته فى الأدب وأن الشاعر شعبان يوسف قدم صورة لإدريس نتفق أو نختلف معها أحيانا إلا أنها صورة الكاتب والصحفى عند إدريس.

الخبر من المصدر