المحتوى الرئيسى

السياحة الريفية.. الأجواء جاذبة والتغيرات مقلقة

03/15 19:33

200 سائح فقط يتوافدون على سفاجا من أجل السياحة العلاجية

25 مليون سائح أوروبي ممكن استضافتهم للاستشفاء البيئي من «الصدفية»

جو ريفى جميل تفتقده العديد من بلاد العالم، تتمتع به مصر، كان من الممكن أن يجذب السياحة لولا إهمالنا له، فالسياح عندما يأتون إلى مصر يذهبون إلى بعض المناطق فى المحافظات للتمتع والاستجمام، وهناك مناطق ريفية جميلة بالفعل داخل مصر.

لكل قرية مصرية خصائص محددة تميزها عن الأخرى، فبعضها لا يزال يحتفظ بالبيوت القديمة المصنوعة من «الطوب النيئ»، وأخرى حتى هذه اللحظة توجد بها عادات فرعونية ومظاهر من تاريخ مصر القديم، تكون جاذبة للسائحين الذين يرونها أمامهم وكأنهم يعيشون قرونًا ماضية.

عندما تذهب إلى قرية دهشور بمحافظة الجيزة، تشعر وكأنك عدت فجأة للعصر الفرعونى، فتلك القرية لا يزال أهلها يستخدمون كل بسيط فى حياتهم، بداية من المنازل المرصوصة بجوار بعضها البعض والتى تأخذ تقريبًا نفس الهيئة والشكل، حتى الخامة المصنوع منها تلك المنازل واحدة.

مثال آخر فريد تجده فى قرية «تونس» الموجودة بمحافظة الفيوم، فارتفاعها عن سطح الأرض يجعل من فيها يرون بحيرة قارون رأى العين، وبالإضافة إلى الخضرة والجمال والهواء النقى هناك، تتشكل مناظر طبيعية خلابة وجميلة، كل ذلك فى قرية لا يتعدى سكانها عدة آلاف.

وبجانب القرى الصغيرة، هناك محافظات اشتُهرت بإكرام السائحين واستقبالهم، وهى محافظات «ريفية» فى المقام الأول، مثل المنوفية والفيوم والبحيرة والقليوبية والشرقية وكفر الشيخ، فالسائح عندما يقصد تلك المحافظات تحديدًا فهو ذاهب لرؤية الحشائش الخضراء، وجمال وبساطة الريف وأهله، وتنأول «الفطير» الذى يتم إعداده أمام عينه بطريقة بسيطة.

وفى فترة من الفترات تحولت السياحة الريفية إلى ظاهرة، بمعنى أن بعض رجال الأعمال أدركوا أهميتها جيدًا، لذلك أخذوا فى تأسيس «منتجعات ريفية»، وتلك الفكرة ساهمت بشكل كبير فى توفير حياة هادئة للسائح، فبالنهار هو يذهب لرؤية تلك المشاهد وعندما يأتى الليل يعود إلى المنتجع ليعيش فى الحياة التى أيضًا يفضلها.

فعندما تكون فى سيارتك على طريق «مصر إسكندرية الصحراوى» مثلًا ترى تلك المنتجعات أمام عينيك، فهناك «واحة عمر، فلفلة، الريف المصرى»، وجميعها منتجعات ريفية سياحية، تأسست على فكرة «الريف» بعد التفات السائح له، وكانت تلك المنتجعات الريفية تعمل بشكل مستمر وقت أن كانت أرجل السائحين لا تنقطع عن مصر أما الآن، فوضعها مشابه للسياحة فى مصر بصفة عامة.

وهناك نظرة أخرى للسياحة الريفية مستقبلا، البعض يقلل من تواجدها لأسباب عديدة، فمثلًا، أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة، جمال صيام، يقول إن الريف المصرى لم يعد ريفًا كما كان، وذلك لأن «المدنية» أصابته من كل جانب فبدأ فى التخلى تدريجيا عن مظاهر البساطة التى كانت تلفت أعين السائح، معتبرًا أن الأمر ليس كما كان سابقًا، فمصر التى تمتلك ثلث آثار العالم كان يوجد بها أيضًا أراض خضراء واسعة، وكانت هناك حضارة قائمة على الريف فى الأساس فمنه يخرج كل شىء.

ويرى صيام فى حديثه لـ «اليوم الجديد»، أن الجهد الذى سيهدر الآن فى السياحة الريفية وتنشيطها ربما لا يستحق العائد منه، لأن كل شيء فى الأرياف يتقلص، حتى إن الريف نفسه أصبح هو الذى يهاجر إلى المدن بعد أن كان مقصدًا للتنزه، معتبرًا أن ذلك ينعكس على السائح بالتأكيد الذى يشعر طوال الوقت بتقلص المساحة الخضراء وتخلى «الريفيين» عن عادتهم وتقاليدهم.

ويلفت خبير الاقتصاد الزراعى النظر إلى نقطة هامة جدًا، وهى المشاكل التى يعانى منها الريف المصرى، والتى بالتأكيد تؤثر بشكل مباشر على السياحة الريفية، التى يجب ألا تقتصر على المنتجعات الريفية فقط وإنما الأصل فى الريف، والعادات والتقاليد الطبيعية وليست المصطنعة، فيقول صيام: «الريف المصرى يُعانى من كل شىء، وهناك ضغط سكانى كبير عليه، وهو ما يعنى أن إعادة السياحة الريفية لسابق عهدها أمر يحتاج إلى وقت طويل».

ورغم أن السياحة الريفية فى مصر تحتاج بالفعل إلى جهد كبير لإنعاشها، إلا أن ما يوجد حاليًا لدينا كاف لإرضاء السائح بمجرد وجوده، ولعل فى الزيارات التى قامت بها بعض السفارات الأجنبية للمحافظات خير دليل على ذلك.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل