امرأة.. بكل فخامة الكلمة

امرأة.. بكل فخامة الكلمة

منذ 7 سنوات

امرأة.. بكل فخامة الكلمة

منذ أن وعيت و أنا أستمع إلى الكثير من المفردات و المرادفات...  تارة تصف العدل .... و تارة تخبرنا عن الحق، المساواة، و الكثير من قاموس مدينة أفلاطون الفاضلة.....\n‏‎الجميل أن أغلب ما كان و مازال يغنى به هو موضوع المرأة... نصف المجتمع اللذي هضمت حقوقه ... و تم الحجر على أفكاره...\n‏‎غير أن ما استمعت إليه لم يكن بالضرورة ساريا ... حتى أنه أحيانا كان كلاما للتشدق به... و لافتة للتسويق ليس إلا...\nسطوري المبعثرة هاته، ليست للتعميم و لا تستطيع البوح بكل ما يؤرق تفكير النساء...\nإنها بعضٌ من كل و قليل من كثير ....\nكلماتي عتاب من القلب لأخي الرجل الذي نسي أن هذه المرأة هي أُمُّ أحدهم، و أخت لآخر، و ابنة يحبها أبوها كما يحب هو ابنتٓه على الأقل....\nنحن يا صديقي لا نقهقه عبثا.... و لا نثرثر لنزعجك ... و لا نجتمع لينصت لنا إبليس... و لا نخفي الكيد لبعضنا...\nنحن يا صديقي .... نضحك ببراءة ... و نمسح دموع بعضنا.... و نثرثر لنصبح أصفى... ونحكي و نحكي لكي لا تموت قلوبنا...\nكلماتي رسالة إلى عزيزتي المرأة التي أٓلِفت دور الضحية المسكينة، تريد أن تصرخ غير أنها أضعف من أن تفعل...\nو إلى عزيزاتي من اللواتي قررن الالتزام بمواقع الهجوم على كل مذكر، يُصررن على أن الظلم مذكر و الحرية أنثى..\nإلى هؤلاء أذكرهن أن زوجة الأب القاسية جعلت من سندريلا خادمة... فكان الفرجُ أميراً رجلاً....\nلا تستطيع أي امرأة أن لا تفرح بتخصيص يوم لها في السنة، صغيرة كانت أم كبيرة، سيدة كانت أو آنسة، في أقصى الغرب كانت أم في أقاصي الشرق.....\nلكن، كلنا نعلم تماما أن هناك من لا يشملهن هذا اليوم و أنهن أبعد ما يكون عن نيل ربع الحقوق الفطرية التي سنها الله في كونه .... قد يكن سعيدات لأنهن لم يتعرفن بعد على الحياة الأخرى أو أنهن راضيات بما يعشن، غير أن هناك العديد منهن يصرخن لكن الآذان صماء عنهن و ما أكثرهن....\nلست هنا للخوض في كل حالة فحتى كتاب لن يسع لسرد المظالم، بل سأمر مرورا سريعا لأُسمِع أصواتا لا طالما ظلت في الهامش و لا حياة لمن تنادي....\nطالما سمعنا و نسمع في كل فرصة عن العقلية الذكورية و اللتي يكاد يُنسب إليها كل مظالم المرأة، من إقصاء لها إلى محاولة جعلها المطيعة الصامتة .....\nو في كل مناسبة للتحدث عن المرأة لا تكاد تسمع غير حقها في الخروج و الدخول و اتخاذ القرار و اختيار اللباس و قيادة المجتمع و خصوصا المساواة!\nو صراحة أنا امرأة غير أني لا أُعجَب كثيرا بهذا الوصف ، أنا لا أريد أن أكون رجلا! أنا أريد أن أكون امرأة بكل فخامة الكلمة.....\nأنا لا أريد أن أكون حريصة حد الافتراس أنظر للرجل كعدو، كما لا أطيق أن أتلقى استهزاءا و انتقاصا من أي كان....\nأنا أؤمن بأن لكل مقام مقال، و بأن لا أحد يساوي أحدا .... فضل الله بعضنا على بعض، فالمرأة كائن هرموني بنقاط قوة لا يقدر عليها رجل، و للرجل مواضع قوة لا تصلها المرأة... ببساطة نحن لا نساوي بعضا.\nنحن لا نعاني من الذكورية فقط! نحن نعاني من مجتمع معاق بجنسيه ... و لهذه العاهة أسباب تكاد تكون تاريخية محضة.... حين كان الظلم و القمع شعار أصحاب الكلمة المُطاعة فما كان للأفراد إلا إفراغ حنقهم على من هم أضعف منهم.... تماما كما في السلسلة الغذائية..... حينها كانت المرأة الحلقة الأضعف في السلسلة !\nمجتمع بنسائه و رجاله يُبرر للرجل آثامه و أخطاءه، و يحاسب المرأة و يصفها بأبشع الصفات لِذات السبب!\nنحن حقا لا نساوي بعضا، و لسنا أبدا نسخا عن بعضنا... غير أن ربي فوق سبع سماوات قد ساوى بيننا في الجزاء و العقاب فقد قال سبحانه" المومنين و المومنات" و " المنافقين و المنافقات"....\nفكيف بذوي العقيدة السليمة أن يبرروا للرجل و يُنكلوا بالمرأة... اعذروني فعقلي لا يستوعب....\nالمرأة لا تريد مساواة كما يتخيلها البعض، تٓدافُع في المصاعد و تسابق في الطرقات، و تدخين للسجائر من الشرفات .... المرأة تريد أن تعامل بعدل، و تُحاسب بمنطق الخطأ و تجازَى بمنطق الصلاح.... و ليس بمنطق ذكر و أنثى... ببساطة هي تريد أن تختار لنفسها حياة ترضيها و ليس لترضيكم...\nهي لا تحتاج منك إذنا لقيادة عربة! بقدر ما تحتاج منك احتراما لها و لقيادتها حين تشاركها ذات الطريق، و أن تكف عن احتقارها فقط لأنها امرأة بقولك باستهزاء " ماذا ننتظر من سياقة النساء" ... فيا عزيزي أذكرك أن أغلب الحوادث يقوم بها الرجال، فلا تحقرنها....\nهي لا يجب أن تلقى الأحكام الجاهزة على لبسها و لا أن تُقبل إلى عمل من أجل شكلها... و هنا سأقول بضع كلمات يثقلن على صدري عن حق من حقوق السيدات الذي هُضم في وسط النضالات.... و هو حقها في الحجاب... \n‏‎ نعم عن حق من حقوقها أتكلم....  عن حقها في أن تكون ناجحة بشكلها الذي تحب أن تكون عليه... عن حقها في الإيمان بما أمرت به... عن حقها في التفكير و التميز و لو تحت حجاب لم يكن يوما عائقا لطموحها في الوصول للأعالي...\n‏‎إذا كنا نسابق الزمن من أجل خلاص المرأة من قيود المجتمع و العادات... فيجب أن ننتبه أن هناك من  يريد الخلاص من الأحكام الجاهزة...\n‏‎المحجبة لم تكن يوما حالة شادة ... و لم تكن يكن يوما عنصرا دخيلا...  و عبر كل تلك القرون لم يكن غطاء الرأس تخلفا... و لم يمنع عالمات من البروز ... و لا سيدات من الحكم... \n‏‎المحتجبة امرأة كالنساء... تمتلك شكل الأنثى... و حنان الأنثى ... و قوة المرأة...\n‏‎المحتجبة  إنسانة كالجميع...  تستمتع بالحياة كما تريد ... تحب تجاوز عقدة المظهر لتثبت نفسها بغير الجسد...\n‏‎للمحتجبة قرارات و قناعات ... هي أدرى بحيثياتها... فلا هي مضطرة للتبرير في كل حين أنها متحررة و تواكب العصر .... و لا هي مضطرة للانتظار وراء قريناتها لنيل فرصة إثبات الذات...\n‏‎المتحجبة ليست مضطرة دائما لتوضيح أن ما تحت غطاء رأسها عقل يعمل على الأقل كسائر البشر.... لكسب فرصة عمل...\n‏‎إذا كنا أصحاب  حق ... نحمل هم النساء... نزين الشعارات ... و نخلق للحق و الإنصاف مفردات... فلنكن صادقين مع حقوق غيرنا مهما اختلفنا ... \n‏‎فالمحتجبة لن تخلع حجابها لإرضاءِ أحد.\nو في ختام فضفضتي، تحية صادقة إلى أب أحب ابنته و رباها و علمها و جعلها سيدة واثقة لا تنحني و لا تفترس...\nتحية خالصة إلى كل رجل جعل من أخته، أمه أو زوجته انسانة سعيدة لا تعاني قهرا و لا تتلقى عنفا و لا تضطر أن تعيش عمرا صعبا فقط لأن الآخرين أرادوا...\nسلام لكل السيدات اللواتي يكافحن بعرق جبينهن و يجاهدن بأقلامهن، و يتعبن لتربية ابنائهن....\nسلام لكل امرأة نفضت عنها غبار الضحية و قامت من تربتها لتكون كما تريد فحتى وزنها الزائد تقوم بانقاصه لأجل نفسها فقط.... امرأة قامت لتفرض كيانها كمربية أجيال ... و ما أعظمها من وظيفة....\nصلاة و سلام على نبينا محمد الذي جعل أحسن الناس أخيرهم لأهله و قال في آخر خطبة له "استوصوا بالنساء خيرا" .... كثير منهن يقلن الآن: 'لم يفعلوا يا رسول الله '...\nالتدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

الخبر من المصدر