«واشنطن بوست»: المشاحنات بين تركيا وهولندا ليست إلا صراعًا على الفوز بالأصوات - ساسة بوست

«واشنطن بوست»: المشاحنات بين تركيا وهولندا ليست إلا صراعًا على الفوز بالأصوات - ساسة بوست

منذ 7 سنوات

«واشنطن بوست»: المشاحنات بين تركيا وهولندا ليست إلا صراعًا على الفوز بالأصوات - ساسة بوست

منذ 15 دقيقة، 13 مارس,2017\nطرد المهاجرين، ترنيمة عذبة لآذان أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا. كانت الشرارة الأولى استفتاء خروج بريطانيا، يليه انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، ليسيطر على انتخابات العالم الشعبويين من تيارات اليمين واليمين المتطرف. فهل تنتهي الأمور بفوز أحزاب في بلدانها فقط، أم أن فتيل التعصب ضد المهاجرين عامة والإسلام خاصة قد أشعل بالفعل ولن يستطيع أحد إخماد نيران الأحداث المترتبة علية في جميع أنحاء العالم.\nيقول «إيشان ثارور» في تقرير له نشر على موقع صحيفة «واشنطن بوست» إن تصاعد الأزمة بين تركيا وهولندا نتيجة للحملات الانتخابية الباحثة عن أكبر عدد من الأصوات، والتي صارت تشعل الحوادث الدولية. فالأزمة بين تركيا وهولندا ليست إلا مثلًا أوَّل لحوادث مستقبلية.\nيذكر «إيشان» أن الهولنديين يتوجهون الأربعاء القادم إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات البرلمانية، في حين ينظر إلى تلك الانتخابات على أنها مؤشر يحدد المستقبل السياسي لأوروبا، تنصب كل الأنظار على «خيرت فيلدرز» اليمني المتطرف وأحد الشعبويين المشككين في الاتحاد الأوروبي والمعادين للإسلام، وفي نفس تلك الأثناء، تجري تركيا استفتاء في أبريل (نيسان) على التعديلات الدستورية التي ستلغي نظام الحكم البرلماني في تركيا لصالح نظام رئاسي تنفيذي تحت رئاسة رجبب طيب أردوغان القوية. وفي خضم المزايدات الانتخابية وجد كل من أردوغان وفيلدرز ضالتيهما في الفزاعة المعادية في البلد الآخر.\nكتب «كاس مادي» العالم السياسي الهولندي في رسالة إلى «توداي ورلد فيو» «تفسير (الأزمة) التركية الهولندية الواقعة هذا الأسبوع واضحة وصريحة. حاليًا كلا البلدين غارقان في الحملات الإنتخابية التي يسيطر عليها السياسة الاستبدادية الأهلانية (المعادية للمهاجرين)».\nبدأت القصة عقب أسبوعين من منع وزيرين تركيين من حضور فعالية سياسية دعائية حاشدة في هولندا. وربما يكون السبب في انطلاق قضية أردوغان هو ضخامة أتراك المهجر في شمال أوروبا، كما كان من المزمع تدشين الموالين له حملات انتخابية في العديد من المدن الأوروبية. ونظرًا لقلق الحكومة الهولندية من تلك التجمعات المرتقبة القريبة زمنيًا من موعد الانتخابات البرلمانية، قررت الحكومة الهولندية منع وزير الخارجية التركي «ميفلوت جاويش أوغلو» من الهبوط في مطار هولندا السبت الماضي.\nعندما توقفت «بيتول سايان قايا» الوزيرة التركية للأسرة، أثناء سفرها بالسيارة من ألمانيا إلى مدينة روتردام الهولندية، تم توقيفها من قوات الشرطة خارج القنصلية التركية في المدينة ومنعت من دخول المبنى بينما بدأ الأتراك الهولنديين في التجمع في المنطقة. وفي نهاية المطاف، رافقتها الشرطة حتى وصولها إلى الحدود الألمانية وعادت إلى تركيا في طائرة خاصة.\nأثارت المشاهد في مدينة روتردام الغضب في كلا البلدين، واندلعت بعض التظاهرات. سخر فيلدرز الذي يرسخ لسياسته في رفض الإسلام والمهاجرين المسلمين من المتظاهرين واصفًا إياهم ب «المعادي للدولة الهولندية»، وأضاف في تغريدة له «يمكن للهولنديين رؤية أن هؤلاء المتظاهرين هم أتراك، وليسوا هولنديين. هم يحملون جوازات سفر هولندية، لكنهم لا ينتمون إلى هنا.»\nأدان المسؤولون الأتراك تصرفات الحكومة الهولندية «الفاشية» ، وصرحت بأن رئيس الوزراء الهولندي «مارك روتي» المنتمي لأحزاب يمين الوسط والذي يسعى إلى تفادي التحديات التي يفرضها «فيلدرز»، أذعن إلى التحزب والتعصب الدينيي الأعمى.\nWe're not allowed to enter into our Consulate which is part of our homeland.Is this really the heart of Europe ot the cradle of civilization— Dr.Betül Sayan Kaya (@drbetulsayan) March 11, 2017\nتقول «قايا» في تغريدتها: غير مسموح لنا بالدخول إلى القنصلية التركية وهي قطعة من أرضنا. هل تلك هي قلب أوروبا مهد الحضارة؟\nGo away and never come back @drbetulsayan and take all your Turkish fans from The Netherlands with you please. #byebye https://t.co/FLKFNX2XGm— Geert Wilders (@geertwilderspvv) March 11, 2017\nبينما غرد «فيلدرز»: اذهبوا من هنا ولا تعودوا أبدًا، وخذوا معكم كل معجبيكم من هولندا، فضلًا.\nاشتعلت التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي في غضون الأعوام القليلة الماضية، وبينما تصادم الطرفان على خلفية أزمة اللاجئين السوريين وتدليل أوروبا المزعوم للأكراد الانفصاليين؛ ففي خطابه أعتاد أردوغان على تغذية الشعور بالأسى على النفاق الغربي وتدخله.\nأردوغان يصف هولندا بـ «جمهورية الموز»\nفي الأحد 12 مارس (آذار) وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هولندا بأنها تتصرف مثل «جمهورية الموز» ويجب أن تفرض عليها عقوبات لمنعها وزراء أتراك من التحدث في روتردام، ما أزكي نيران الخلافات حول الحملات السياسية التركية الخارجية.\nقال أردوغان يوم الأحد في مؤتمر عام في اسطنبول «إن الغرب قد خلع قناعه خلال الأيام الماضية». وأضاف «ما شاهدناه يعد تعبيرًا واضحًا عن الإسلاموفوبيا. لقد قلت سابقًا أنني أعتقد أن النازية قد انتهت، لكنني كنت مخطئً. النازية لاتزال حية في الغرب». كما ألقى أردوغان الاتهامات على ألمانيا أيضًا عندما قررت سلطاتها منع بعض التجمعات التركية.\nرد ابراهيم كالين كبير المتحدثين الرسميين باسم إردوغان ردًا مباشرًا على تغريدة فيلدرز. وقد تتصاعد وتيرة الأزمة أكثر من ذلك: قد توعد المسؤولون الأتراك بفرض عقوبات، وربما يُمنع السفير الهولندي في أنقرة – الذي يقضي إجازة خارج تركيا في الوقت الراهن – من العودة. وقد جاء في بيان لوزارة الخارجية التركية عبر البريد الإلكتروني، أنه «قد أخبرنا نظراؤنا الهولنديين أن تلك القرار الخطيرة المتخذة ضد تركيا، وضد الجالية التركية على الأراضي الهولندية، سوف تجلب عواقب وخيمة على علاقتنا الدبلوماسية، والسياسية، والاقتصادية، مجالات أخرى للعلاقة بين البلدين».\n1/Shame on the Dutch government for succumbing to anti-Islam racists and fascists, and damaging long-standing Turkey-NL relations. pic.twitter.com/oHFxNFlkhi— Ibrahim Kalin (@ikalin1) March 12, 2017\nرد ابراهيم كالين مغردًا: عار على الحكومة الهولندية أن تخضع للعنصريين المعادين للإسلام والفاشيين، مدمرةً العلاقات التركية الهولندية.\n2/National elections in the Netherlands are in a few days. Last night we found out that Geert Wilders was already in power.— Ibrahim Kalin (@ikalin1) March 12, 2017\nوأضاف في تكملة للتغريدة: الانتخابات الوطنية في هولندا ستقام في غضون أيام، بينما ليلة أمس اكتشفنا أن فيلدرز بالفعل له سلطة.\n3/ The decision by the Dutch Govt to ban Turkish ministers and use force against peaceful citizens mark a dark day for democracy in Europe.— Ibrahim Kalin (@ikalin1) March 12, 2017\nوفي التغريدة الثالثة قال: قرار الحكومة الهولندية بحظر الوزراء الأتراك واستخدام القوة ضد مواطنين مسالمين هو يوم مظلم للديموقراطية في أوروبا.\nتجمع بعض مؤيدي أردوغان معًا، وقاموا بعصر البرتقال وشرب عصيره – إشارة إلى هولندا المشهورة بالبرتقال – في تعبير رمزي عن الغضب.\nوقال «روتي» معترضًا إن الأمر آل في النهاية لما يشبه «الفيلم سيء»، وأضاف «لقد صعب الأتراك الوضع على أنفسهم».\nقبيل الانتخابات، تعهد رئيس الوزراء الهولندي باتخاذ موقفًا صارمًا من الهجرة، متذرعًا بأن على الهولنديين المسلمين أن يبذلوا جهدًا أكبر كي يندمجوا في المجتمع الهولندي. بل ونشر إعلانًا في صفحة كاملة في إحدى الصحف، يحذر من خلالها المهاجرين بأن «يكونوا طبيعين وإما أن يرحلوا». مثل ذلك الخطاب أظهر مخالب «روتي» في مواجهة «فيلدرز» وحزبه اليميني المتطرف «حزب الحرية» من خلال استطلاعات الرأي، والتي وضعت «فيلدرز» في المقدمة. (سياسة فيلدرز الأشد تطرفًا، وتفتيته الأصوات الهولنديين، تشير إلى أنه على الأرجح سوف يستمر في المعارضة، حتى لو فاز حزبه في الانتخابات).\nTurkish protestors in Izmit squeeze oranges to protest the Netherlands' banning of minister's rally on Saturday – Kom News #Turkey pic.twitter.com/qtLm9Zwowg— Kom News (@KomNewsCom) March 12, 2017\nصورة للمتظاهرين الأتراك يعصرون البرتقال ويشربونه.\nومن المفارقات، أنه في ظل تعليق السلطات التركية الغاضب على قمع التجمعات التركية السلمية والديموقراطية، يرى المراقبون أن استفتاء أردوغان ما هو إلا وسيلة لترسيخ حكمه الاستبدادي. فبعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد إردوغان الصيف الماضي، صعدت الحكومة التركية من وتيرة التطهير على نطاق واسع في كافة مصالح الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني. كما يُنظر إلى التخلي عن النظام البرلماني التركي على أنه خطوة خطيرة في سبيل تقويض الديمقراطية تحت إشراف إردوغان.\nإلا أنه لا يوجد ما يضمن فوز حملة إردوغان بالتصويت «بنعم» في الاستفتاء – إذ تشير استطلاعات الرأي التركية إلى تقارب الرأيين، فقد تجمعت المعارضة الساخطة والمتناحرة ضد الرئيس. لذا، فإن إردوغان -الإسلامي المعتدل – يستقي كيفية فوزه الأصوات من دليل القومين الخاضع لاختبارات الزمن. أحد الرسوم الكرتونية لأحد الأتراك المعارضين يلخص الأمر كله:\nI have been trying to explain how the row with the Dutch gives a boost to Erdogan, but this @TGlobePost cartoon says it all. pic.twitter.com/68IS6q6tWN— Mahir Zeynalov (@MahirZeynalov) March 12, 2017\nماهر زينالوف: حاولت أن أشرح كيف أن الشجار مع هولندا، يعزز من قوة أردوغان، لكن هذا الرسم يفي.\nومن المفارقات أيضًا، أن «فيلدرز» يرنو إلى نفس المؤشرات خلال الأجازة الأسبوعية، ويأمل أيضًا في تقدم انتخابي. فلطالما ندد السياسي اليميني المتطرف بأردوغان – الذي وصفه «بالدكتاتور» – والقادة الأوروبيين الذين يجاورونه. وقد اعتلى «فيلدرز» الأسبوع الماضي مظاهرة قصيرة أمام السفارة التركية في لاهاي، خلال حملة مناوئة لزيارة وزير الخارجية التركي. إذ وقف فيلدرز أمام لافتة كُتب عليها «ابقوا بعيدًا، هذه بلادنا».\nقال كاتب صحفي في الصحيفة التركية «صباح اليومية الموالية لإردوغان بشدة، إنه «عندما تحث المجتمع على كراهية المسلمين استنادًا على كراهية الأجانب، فسوف يبدأون في كراهية جميع «الآخرين» في نهاية المطاف، وعليه سوف تحتاج إلى مزيد من القيود، ومزيد من الحواجز، ومزيد من الحماية»، وأضاف «من شأن ذلك أن يهدم الإتحاد الذي أمضى الأوروبيون عقودًا في بنائه وإقامته».\nويختتم «إيشان» مقاله بعبارة قد تلخص حال تيار اليمين المتطرف: «قد يصادف أن تلك النتيجة الأخيرة بمثابة لحن موسيقي يقع على آذان «فيلدرز» ومؤيدي اليمين المتطرف».\nلكنها قد تكون موسيقى صاخبة مؤلمة لآذان البعض الآخر.\nهذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

الخبر من المصدر