"فوزية" و"ماجدة".. صداقة وعشرة 30 سنة بين "مسلمة" و"قبطية"

"فوزية" و"ماجدة".. صداقة وعشرة 30 سنة بين "مسلمة" و"قبطية"

منذ 7 سنوات

"فوزية" و"ماجدة".. صداقة وعشرة 30 سنة بين "مسلمة" و"قبطية"

"الدين لله.. والصداقة والأخوة للجميع"، شعار ترفعه "فوزية" المسلمة و"ماجدة" القبطية في علاقتهما على مدار أكثر من 30 عامًا، شاركن خلاها اللحظات السعيدة والحزينة معًا.\nورغم بعدهما عن بعضهما بعد الزواج. الأولى بَقت في منطقهما في بولاق أبو العلا، والثانية سافرت إلى العريش بسيناء مَع زوجها للعمل قبل 17 عامًا، حتى عادت "ماجدة" وأسرتها الصغيرة إلى القاهرة ببولاق، بعد أن قُتل ابنها على أيد الإرهابين، قبل هجمات المتطرفين الأخيرة على أقباط سيناء بـ6 أشهر ونزوحهم، ليعود وقوفهما بجوار بعضهما بعضًا أكثر من أصحاب الديانة الواحدة.\nلَم تكن حكاية فوزية محمد وماجدة مرقص مجرد شعارات، فعلاقة السيدتين ببعضهما تَحمل عشرات المواقف الإنسانية، التي تحيكها كل منهما بلسان الأخرى، "أنا وماجدة مش مجرد أصدقاء أو جيران بس، إحنا فعلًا أكتر من إخوات، بيوتنا مفتوحة لبعض وتربينا في بيت واحد، ولَمَّا ماجدة اتجوزت وسافرت كنا بنسأل على بعض دايمًا طول السنين دي كلها".\nكلمات تعبر عن مشاعر الأخوة والوحدة بين "فوزية" و"ماجدة"، مواقف عدة أسست لصداقة متينة بينهما، تتذكر منها "فوزية" المسلمة عندما كانت تقدم على عملية جراحية، ووقفت "ماجدة" بجانبها طيلة فترة مرضها، فتقول "فوزية": "طول عمرها كانت جنبي قبل إخوتي، كنت عملت حادثة، وعملت عملية في رجلي وطول الفترة دي كانت مش سيباني، وأول ما عرفت بوفاة ابنها قولت ليها بيتي مفتوح ليكِ، لأن بيتهم كان اتباع وملهمش مكان".\nوتابعت: "اللي ميعرفنيش أنا وماجدة، ويشوفنا في الأول يقول علينا أصحاب ديانة واحدة، محدش بيصدق إنها مش مسلمة من زمان، خصوصًا بعد ما لبست طرحة على شعرها ولبسها كله بقى أسود وعبايات بعد وفاة ابنها".\nلا تنسى "ماجدة" القبطية وقوف "فوزية" إلى جوارها بعد نزولها إلى القاهرة، دون مكان يحتويها هي وأسرتها الصغيرة، إلا منزل صديقة وجارة العشرة، فتقول ماجدة: "ابني "شفيق" اتقتل على أيد الإرهابيين، ومن شهور كنا مطاردين من التكفيرين اللي في سناء، زي أقباط كتير هناك، وبعد ما مات مقدرتش أعيش هناك أنا وجوزي لأننا خوفنا على ابننا التاني "مورس" اللي ملناش غيره دلوقتي، واللي شالتنا لحد ما نلاقي شقة نعيش فيها فوزية وجوزها"، وتضيف السيدة الخمسينية في حزن: "موت "شفيق" قرب بيني وبين "فوزية" أكتر من الأول، بعد وقفتها جنبي وحزنها عليه كأنه ابنها، وبيتها اللي فتحته لينا في الوقت اللي مكنش لينا حد نقعد عنده قبل أزمة الأقباط، وتوفير ليهم أماكن يقعدوا فيها".

الخبر من المصدر