ظهور نجلي مبارك المتكرر.. سياسة أم اجتماع؟

ظهور نجلي مبارك المتكرر.. سياسة أم اجتماع؟

منذ 7 سنوات

ظهور نجلي مبارك المتكرر.. سياسة أم اجتماع؟

هذا الظهور المتكرر الذي برز 14 مرة حتى نهاية الشهر الماضي، ولم يكشف نجلا مبارك أسبابه، يصفه البعض "بمحاولات تطبيع" مع المصريين لكسر الحاجز الكبير الذي أفرزته ثورة يناير/كانون الثاني ضد أسرتهما، ويرجعه محللون إما إلى طموح سياسي واقتصادي يتجدد، أو ممارسات اجتماعية بحتة.\nوبرز علاء مبارك (56 عاما) بشكل أكبر في مجال الاقتصاد أواخر فترة حكم والده، وارتبط شقيقه الأصغر جمال مبارك (53 عاما) بالسياسة منذ عام 2000 بالانضمام لحزب والده "الحزب الوطني"، وتولى أمانة السياسات فيه عام 2002، قبل أن يجمع في 2007 معه منصب الأمين المساعد للحزب، وطرح اسمه بعدها بقوة كمرشح للرئاسة ووريث لحكم والده في السنوات التي سبقت ثورة يناير/كانون الثاني 2011.\nعلاء وجمال، اللذان أوقفا في أبريل/نيسان 2011 على ذمة قضايا، أطلق سراحهما قبيل الذكرى الرابعة للثورة في يناير/كانون الثاني 2015، في سرية تامة بعيدا عن أعين الإعلام، غير أن هذه السرية تبدلت بشكل ملفت إلى علنية سافرة، عبر ظهور وسط الجماهير، قوبل للغرابة بحفاوة بالغة، والتقاط الصور معهما في أحيان كثيرة، وتنوع بين حضور عزاءات وأنشطة رياضية أو حفلات فنية.\nوأثارت تقارير صحفية متقاربة شكوكا حول إمكانية عودة نجلي مبارك للحياة السياسية، رغم نفي مستمر من محامي الأسرة فريد الديب، وأفرزت هذه الشكوك دعوى قضائية رفعها محام مصري مؤخرا لمنعهما من ممارسة الحياة السياسية لمدة ست سنوات.\nويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس إبراهيم البيومي، في حديث لوكالة الأناضول، أن الظهور المتكرر لنجلي مبارك "محاولات للتطبيع مع الشعب الذي ثار عليهم في 2011".\nويؤكد البيومي أن مظاهر الحفاوة التي يقابل بها البعض نجلي مبارك "لا يمكن أن تكون معبرة عن رأي عام جمعي"، لافتا إلى أن الأمر يحتاج لدراسة دقيقة للرأي العام المصري بشأن آل مبارك.\nويبرز طرحان لتفسير محاولة كسر الجليد من جانب نجلي مبارك: أولها طموح سياسي واقتصادي للعودة إلى المزاحمة في الحياة العامة والسياسية، والآخر ممارسات اجتماعية بحتة تمثل سلوكا معتادا لآل مبارك في فترة حكمه ويتكرر الآن.\nمن جانبه، يرجح أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف أحمد دراج أن نجلي مبارك يحاولان تقديم رسالة سياسية، ويطرحان نفسيهما بديلا للنظام السياسي الحالي المأزوم، خاصة في ظل تراجع الأداء السياسي والاقتصادي.\nويضيف دراج "ربما يلعبان على استقطاب بعض الأصوات التي تتردد من آن لآخر مترحمة على فترة حكم مبارك، وربما يتحينان الفرصة للمنافسة على السلطة مرة أخرى".\nويستدل دراج على طرحه بأن "من طالبوا بالتغيير صاروا الآن في السجن، ومن قامت عليهم الثورة تمت تبرئتهم، ويتمتعون بحياتهم"، في إشارة إلى تبرئة مبارك ورموز نظامه، في مقابل سجن كثيرين من المنتمين لثورة يناير/كانون الثاني.\nويدعم محمد رجب آخر أمين عام للحزب الوطني المنحل حق نجلي مبارك في أن يشاركا في الحياة السياسية، إلا أنه يستبعد قيامهما بذلك حاليا، ويرجع الحفاوة بهما كتعبير من قطاع من المصريين إلى أنهما ووالدهما "تعرضوا للظلم"، حسب رأيه.\nوواجه نجلا مبارك اتهامات في خمس قضايا؛ أربعة منها بالفساد المالي، وواحدة تخص قتل المتظاهرين: القصور الرئاسية (حكم نهائي بالحبس ثلاث سنوات) والتلاعب بالبورصة (مؤجلة إلى 15 أبريل/نيسان المقبل)، وهدايا الأهرام (الحكم في 23 مارس/آذار الجاري)، وتضخم الثروة (قيد التحقيق)، وقتل المتظاهرين (براءة).\nوبخصوص الموقف القانوني لنجلي مبارك، قال الخبير القانوني حسين حسن إن القانون لا يمنع علاء وجمال أو أي شخص صدر ضده حكم جنائي نهائي من ممارسة السياسية والتمتع بكافة حقوقهما السياسية بشرط رفع دعوى أمام القضاء لرد الاعتبار.\nويوضح أن قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية بمصر يمنع أي شخص صدرت ضده أحكام نهائية في قضايا جنائية من مباشرة حقوقه السياسية والترشح في الانتخابات لمدة خمس سنوات تحتسب منذ تاريخ صدور حكم إدانته، ولا تسري إذا رُد للشخص اعتباره، أو صدر حكم قضائي بوقف تنفيذ العقوبة الصادرة ضده.\nوعن الطموح الاقتصادي لنجل مبارك الأكبر علاء، الذي كان يتردد أنه يسعى لبناء إمبراطورية اقتصادية قبل الثورة، يقول الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب إن الظهور المتكرر يشير إلى أن علاء مبارك يبحث عن فرصة جديدة للعودة، ومن المتوقع أن يستكمل نشاطه الاقتصادي في المرحلة المقبلة، مستبعدا أن تكون للنظام الحالي تحفظات على عودة نشاط علاء.\nويضع الأكاديمي أحمد دراج احتمالا ثانيا لتكرار ظهور نجلي مبارك قائلا "ربما يكون اجتماعيا بحتا؛ فنجلا مبارك كانا يتمتعان بقاعدة معارف واسعة بين نجوم المجتمع والفنانين ولاعبي الكرة".\nويتفق معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان جهاد عودة، مؤكدا أن نجلي مبارك يمارسان حياتهما الطبيعية في إطار اجتماعي بحت، لافتا إلى أن الأمر حتى الآن لا تفهم منه أي رسائل سياسية، فلم تظهر منهما بعد رغبة في العودة للعمل السياسي.

الخبر من المصدر