أقباط سيناء يواصلون كشف تفاصيل يوم النزوح

أقباط سيناء يواصلون كشف تفاصيل يوم النزوح

منذ 7 سنوات

أقباط سيناء يواصلون كشف تفاصيل يوم النزوح

«عجوز نسيت دواء الضغط، ومغترب ترك متعلقاته هو وزوجته وخرج بـ200 جنيه، وآخرون فروا حافين الأقدام»، هذا هو الوضع الذى فرَّ به أقباط العريش هرباً من بطش يد الإرهاب التى لا تعرف الرحمة والإنسانية، «يخبئ بعضهم بعضاً ويشعرون بدفء جدران الكنيسة الإنجيلية التى آوتهم وفتحت لهم أبوابها عقب نزوحهم من منازلهم التى شهدت مقتل 9 من أقاربهم.\nقسوة الأيام والإرهاب التى عانى منها أقباط العريش زاد عليها قسوة المسئولين الذين تركوا الأسر دون أن يسأل عليهم أحد، باستثناء محافظة الإسماعيلية وكنائس المحافظة.\nوأكد مصدر كنسى أن أعداد الأسر القبطية النازحة من العريش إلى الإسماعيلية تزداد يوماً بعد آخر.\nوأشار إلى أن الهلال الأحمر يتواجد مع الأسر النازحة لرعاية المرضى منهم وتوفير احتياجاتهم.\nقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الكنيسة قامت بتوفير شقق لإسكان الأقباط النازحين من العريش كفترة مؤقتة لحين عودتهم إلى مساكنهم الأصلية بعد هدوء الأوضاع فى العريش، موضحاً أنها بالفعل قامت بتأجير سكن بإسكان المستقبل فى الإسماعيلية وتقوم بفرش الشقق وإضافة كافة محتويات ومستلزمات المعيشة استعداداً لإسكان الأسر بها.\nوأكد «حليم» فى تصريح خاص لـ«الوفد» أن الكنيسة قامت بتعيين القمص يوسف شكرى، كاهن مطرانية الإسماعيلية للأقباط الأرثوذكس، مسئولاً عن رعاية الأسر النازحة، كما تم تكليف الأب يوسف بتولى مسئولية الحساب البنكى الذى تم فتحه لاستقبال التبرعات عليه وتوحيد جهة صرف المساعدات.\nوأضاف: حتى الآن الدولة لم تقدم أى مساعدات للأسر ولم توفر لهم شققاً سكنية لفترة مؤقتة لحين عودتهم إلى منازلهم بالعريش بعد هدوء الأوضاع، باستثناء قيام وزارة الشباب والرياضة باستضافة عدد من الأسر فى نُزل شباب الإسماعيلية.\nوفيما يخص أحوال الأقباط الموجودين بالعريش حالياً، قال المتحدث باسم الكنيسة، من يرغب منهم فى النزوح إلى الإسماعيلية تقوم جهات الأمن بتوفير مخرج آمن لهم، ومن لم يرغب فى ترك منزله يكون فى حماية الجيش والشرطة.\nوأكدت مطرانية الإسماعيلية أنها قامت باستقبال كل الأسر التى جاءت إليها وتواصل جهدها بالتنسيق مع أجهزة الدولة، لافتة إلى أنها قامت بفتح حساب بنكى باسم الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية، لاستقبال التبرعات ممن يرغب فى المساعدة.\nوأوضح القس رفعت فتحى أمين عام مجلس كنائس مصر وممثل الكنيسة الإنجيلية بالمجلس أن الكنيسة الإنجيلية تقوم بدور مع العائلات النازحة وتحاول أن تساعد الأسر بقدر المستطاع، مشيراً إلى أن محافظة الإسماعيلية فتحت بيتاً للشباب وسخرت كافة إمكانيات المحافظة لمساعدة أهالى الأسر النازحة.\nواعتبر فتحى فى تصريح خاص إلى «الوفد» أنه لا يليق بمصر كدولة أن يتم تهجير أهلها من مساكنهم، وأن يقتلوا على أساس دينى أو عرقى، لافتاً إلى أن الهدف الأهم الذى يجب أن يسعى له الجميع هو عودة هذه الأسر إلى أماكنهم الأصلية بالعريش فى أمان كامل. وتابع: نقدر الجهود التى تبذلها القوات المسلحة والشرطة ودماء الجنود الطاهرة التى سالت فى حربها ضد الإرهاب.\nوأشار إلى أنه من الصعب أن يتم عمل حصر لكل الأسر النازحة نظراً لتفرقها على كنائس بالإسماعيلية، بالإضافة إلى أن هناك أسراً لها أقارب فى محافظات أخرى لم تلجأ لكنائس الإسماعيلية وإنما سافرت مباشرة إلى أهاليهم بتلك المحافظات.\nونوه أمين عام مجلس كنائس مصر إلى أن محافظة الإسماعيلية تعمل منفردة، بالإضافة للكنائس التى تحاول أن تقدم المساعدات وفقاً للإمكانيات المتاحة لديها، مضيفاً أن هناك تواصلاً دائماً بين المحافظة وجميع كنائس الإسماعيلية.\nويتوقع القس سامح موريس، راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، زيادة أعداد الأسر المسيحية النازحة من العريش خلال الأيام المقبلة.\nومن جهته، سرد سمير صبحى، أحد أقارب الشهيد سعد الحكيم ونجله اللذين لقيا مصرعهما منذ أربعة أيام فى الأحداث الأخيرة بالعريش، لـ«الوفد» الأوضاع التى مروا بها منذ مقتل أقاربهم وحتى نزوحهم إلى الكنيسة الإنجيلية.\nوقال «صبحى» جئنا إلى الإسماعيلية الخميس الماضى عقب مقتل زوج خالتى ونجله بيوم واحد، وما زلنا متواجدين بالكنيسة الإنجيلية التى أوتنا عقب نزوحنا، وننتظر لنرى ما الذى سيتم فعله معنا بعد رميتنا هكذا تاركين منازلنا وأعمالنا.\nوأضاف صبحى: الكنيسة الإنجيلية تساعدنا بأفضل الطرق، وكنا نأمل من الدولة تحركاً أقوى، خاصة أننا كنا نواجه الموت فى العريش، مشيراً إلى جهد نواب مجلس الشعب عن سيناء وأسقف الإسماعيلية.\nوأرجع صبحى سبب معرفة الإرهابيين لهم بأن العريش مدينة صغيرة، نافياً أن يكون أحد جيرانهم قد أوشى بهم، قائلاً: «العريش بلد صغيره جداً والناس كلها عارفة بعض، عددنا كمسيحيين لا يتجاوز الألف وجميعنا معروف فى كل المدينة، كل من لديه وظيفة أو أعمال حرة مشهور بها».\n«تقوم الجماعات الإرهابية يومياً بالطواف على المنازل ويقتلون من يجدونه مسيحياً» وفقاً لما استكمله سمير صبحى، لافتاً إلى أن الإرهابيين ينطقون اللهجة البدوية ببراعة.\nواستكمل: «كان الإرهابيون يتحدثون اللهجة البدوية معاً عندما دخلوا على زوج خالتى وقتلوه هو ونجله»، مطالباً بضرورة غلق معبر رفح نهائياً حتى تنقطع استمرارية تصدير الإرهابيين لنا من حماس والفلسطينيين.\nويشكو صبحى حاله قائلاً: تركنا حالنا وكل ما نملك وبعضنا هرب حافى القدمين خوفاً على حياته وعلى أسرته، وسيدة عجوز مريضة بالضغط لم تستطع أن تجلب معها دواءها، وشاب آخر يأتى للعريش زيارة لعدة أيام فقط لأنه يعمل بالخارج ترك كل ما يملك ولم يخرج إلا بـ200 جنيه بعد تهديد مسلحين ملثمين له وانتظارهم تحت منزلهم لعدة ساعات.\nواستطرد: تركنا رفح والشيخ زويد والآن يطالبوننا بترك وسط العريش، هل سيجبروننا فى الفترات المقبلة على ترك مصر كلها، موضحاً أن طلبه يقتصر على عودته لمنزله مرة أخرى» لا نرغب سوى فى العودة لمنازلنا ومحلاتنا وعملنا، ونتابع مع إخواننا من المسلمين جيراننا بكل جديد وإذا هدأت الأوضاع سنعود لا محالة».\nوذكر سمير صبحى أنه تتردد شائعات بأن الرئيس السيسى سيزورهم فى الكنيسة الإنجيلية بعد أربعة أيام للاطمئنان عليهم ولكنه لا يعلم ما إذا كان ما يتردد صحيحاً أم لا، لافتاً إلى أن الأنبا سارافيم، أسقف الإسماعيلية، كلف عدداً من أحبار الكنيسة بجمع بيانات الأسر وأرقام هواتفهم، دون أن يخبرهم أحد لماذا يتم جمع هذه البيانات.

الخبر من المصدر