من رحلة للهند | المصري اليوم

من رحلة للهند | المصري اليوم

منذ 7 سنوات

من رحلة للهند | المصري اليوم

أولى هونيس (63 عاما)، أحد أهم شخصيات كرة القدم فى أوروبا منذ 40 عاما كلاعب ورئيس نادى بايرن ميونخ، انضم لقائمة النجوم الرياضيين المدانين فى قضايا تهرب ضريبى. لهذا السبب تصدرت صورته الصفحات الأولى فى ألمانيا. الكلابشات فى يده. الصورة نشرت العام الماضى. أعادت الصحف نشرها هذا العام للتذكير بالواقعة. الأمر بالنسبة لهم يمثل جريمة كبرى.\n«هونيس» قدم استقالته بعد الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة بتهمة التهرب الضريبى. كما قرر عدم استئناف هذا الحكم وقضاء عقوبة السجن. لتهربه من دفع ضرائب قدرت بحوالى 27 مليون يورو وقيامه بسبع حالات خطيرة للتهرب من الضرائب.\nالمثير فى الأمر أنه اعترف بذنبه قائلا «لقد تهربت من دفع الضرائب. أريد أن أعرب عن أسفى لتصرفى المشبوه». مضيفا «لقد طلبت من محامىّ عدم التقدم بأى استئناف. التهرب من دفع الضرائب هو أكبر خطأ ارتكبته فى حياتى، وأستقيل من منصبى كرئيس للمجلس الاستشارى لنادى بايرن ميونخ، أريد تحاشى أى ضرر يمكن أن يلحق بالنادى».\nهذا يحدث فى دولة من الدول الثمانى الأغنى فى العالم. يحدث فى ألمانيا. مشهد يتكرر فى إنجلترا. فرنسا. الولايات المتحدة.\nحتى فى دولة مثل الهند. تتخذ التدابير اللازمة لحماية حقوق شعبها. لتقضى على التهرب الضريبى. ابتكرت أساليبها الخاصة. نجحت فى ذلك.\nالخيال نعمة كبيرة. انعدامه نقمة أكبر. لن ينعم به الكسالى. لا يأتى للنائم فى الليل هاتف يدعوه لإعمال الخيال. الإنسان يحتاج إلى محفز. يجعله ينبهر. يفكر. يتخيل. يحلم. يطور واقعه المعيش. بغير ذلك يكون الخيال معطلا. محض سراب. فما الذى يمكن أن يراه الإنسان فى صحراء جرداء؟!.\nمؤخرا قامت زوجتى برحلة إلى الهند. مع مجموعة من أصدقائها. قاموا بزيارة ثلاث مدن فيها. نيودلهى. أجرا. جايبور.\nعادت فى جعبتها الكثير من الحكايات. لكننى توقفت عند شىء محدد. حفزتنى على التفكير. على المقارنة. على الخيال. وسألت نفسى لم لا؟ لماذا نتأخر؟.\nحكت لى أن أى أجنبى أو سائح يقوم بزيارة للهند لا يسمح له إلا بمائة دولار فى الأسبوع. هناك حكمة من وراء ذلك. هى إفساح المجال للاعتماد على البطاقات الائتمانية. الهدف من ذلك هو مراقبة حركة التجارة. وليس مضايقة السائح على أى نحو.\nهذا مع الأجانب. فماذا عن المواطنين الهنود. قاموا بتغيير العملة بشكل مفاجئ. هرول الجميع إلى البنوك. من كان رصيده يتجاوز مبلغ 5 آلاف دولار فتحوا له حسابا مباشرا. أعطوه كارت ائتمان. أصبحت العملة المحلية شحيحة. كل التعاملات بكروت الائتمان.\nالشىء نفسه تم فى اليونان. يراقبون حسابات كل موظف. حكومى أو غير حكومى. أصبح يستخدم الجميع وينفق 80 فى المائة من راتبه من خلال كارت الائتمان. بهذا ضيقوا المجال على أى تهرب.\nأفكار يتم يتداولها. مصنعها الخيال. لذلك متى نوظف نحن خيالنا فى جعل بلدنا منضبطا؟.

الخبر من المصدر