العنف ضد الأطفال .. تربية أم تدمير جيل؟

العنف ضد الأطفال .. تربية أم تدمير جيل؟

منذ 7 سنوات

العنف ضد الأطفال .. تربية أم تدمير جيل؟

العنف ضد الأطفال ظاهرة كارثية في مصر تزداد بنسب مخيفة سنويًا، مما يسبب خطورة على المجتمع المصري، لأنه يتسبب في تكوين أطفال يعانون من أمراض نفسية مثل القلق، والاكتئاب، والإحباط، والمخاوف المرضية والانحراف والممارسات الجنسية في مرحلة المراهقة والسلوكيات الخطرة مثل التدخين أو تعاطي المخدرات.\nوعلى الرغم من أن ظاهرة العنف ضد اﻷطفال ليست بجدية، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي تسبب في تزايدها بشكل ملحوظ في الفترة اﻷخيرة، وقابلها العديد من أولياء اﻷمور بالتعليق أنه لا توجد تربية بدون ضرب.\nوقال ياسر حمودة أخصائي التربية ورئيس وحدة صعوبات التعلم بمركز رعاية ذوي اﻹعاقة بجامعة عين شمس، : "إن ظاهرة العنف ضد الاطفال تزايد خلال الفترة الماضية في مجتمعنا، وللأسف أصبح الطفل ذلك الكائن الضعيف هو وسيلة لتفريغ كل الضغوط على الأسرة والمجتمع من خلال العنف مع الطفل سواء كان عنف بدني أو نفسي."\nوأضاف حمودة لـ"مصر العربية"، : "أن الطفل أصبح يتعرض للإيذاء من قبل الأب واﻷم والأخوات، ومن قبل زوجة الاب وزوج الأم ومن الأخوات، ومن المدرسين بالمدرسة، وكذلك من قبل مسئولي الرعاية بدور الايتام للأسف الشديد"، موضحاً  أن العنف هو كل ما يمارس تجاه الطفل بغرض إيذائه نفسيًا أو جسديًا.\nوأشار حمودة إلى أن هناك عدد من الأسباب الذي تسبب ظاهرة العنف ضد الاطفال يأتي على رأسها : المشكلات الأسرية؛ حيث يكون الطفل هو الوسيلة الاضعف لتفريغ كل المشكلات التي تتعرض لها الأسرة، وعدم قدرة الأسرة علي التربية الصحيحة للطفل، وعدم وجود عقاب سواء للأسرة أو للمدرس، وكذلك إدمان اﻷب أو اﻷم للمواد المخدرة.\nوأكد أن العنف ضد الطفل يؤدي إلى كثير من المشكلات النفسية الأخرى ومنها، "فقدان الثقة بالنفس لدى الطفل، وبالتالي يتكون لديه شعور بالخوف والتردد في القيام بأي عمل، كذلك زيادة شعور الطفل بالإحباط، وضعف في شخصيته، وبالتالي يؤثر سلبا على إنجازاته وحياته المستقبلية وجميع مناحي الحياة، وكذلك يؤدي إلى التأخر الدراسي.\nوأضاف أنه يؤدي كذلك إلى ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الاطفال المعرضين للعنف مثل التبول اللاإرادي، وقضم الأظافر، واضطرابات تناول الطعام، وبعض حالات الانزواء والانطوائية عن المجتمع والناس "، بالإضافة إلى " زيادة عنف الاطفال نفسهم، وقد يُصاحب ذلك نوبات كبيرة من الغضب لديهم، وغالبا ما يتجه معظمهم إلى عالم الإجرام بسبب سوء التعامل الذي حصلوا عليه أثناء طفولتهم، والذي انعكس على نفسيتهم وأفكارهم وتصرفاتهم عند الكبر.\nوأكد حمودة أن العنف الذي يتعرض له الطفل في داخل المنزل، يؤثر على سلوكياته وتصرفاته خارج المنزل، وخصوصا في المدرسة أو الشارع، حيث يقوم بتفريغ هذا العنف من خلال سلوكيات سيئة مثل تخريب الممتلكات العامة أو غيرها، مشيراً إلى أنه قد يؤدي إلى تعرضهم لأضرار جسدية خطيرة، أو عاهة مستديمة.\nوكان المركز القومي للأمومة والطفولة قد أعلن العام الماضي أن نسبة العنف ضد اﻷطفال وصلت في مصر عام 2016 إلى 2284حالة، وبلغت نسبة العنف البدني منها نحو 68%، مقابل 22% للعنف النفسي، و10% للعنف الجنسي.

الخبر من المصدر