يحتمل زلزال 9 ريختر وطائرة 500 طن.. كيف تؤمن مصر مفاعلها النووي؟

يحتمل زلزال 9 ريختر وطائرة 500 طن.. كيف تؤمن مصر مفاعلها النووي؟

منذ 7 سنوات

يحتمل زلزال 9 ريختر وطائرة 500 طن.. كيف تؤمن مصر مفاعلها النووي؟

بعد أكثر من 60 عاما من الانتظار لدخول مصر العصر النووى لإنتاج الكهرباء، تعاقدت مصر مع شركة روزاتوم الروسية في شهر نوفمبر من العام قبل الماضي، في أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر، لتنفيذ 4 مفاعلات نووية بمنطقة الضبعة لإنتاج 4800 ميجاوات بقدرة 1200 ميجاوات من كل مفاعل، ومن حينها تجري المفاوضات على قدم وساق بين المسؤوليين المصريين والروس لتوقيع العقود النهائية.\nالكهرباء: توقيع العقود النهائية لمشروع الضبعة في الأشهر الأولى من العام الجاري\nقال المتحدث الإعلامى لوزارة الكهرباء، الدكتور أيمن حمزة ، إن المفاوضات التى تتم مع شركة روزاتوم اوفرسيز الروسية بشأن تنفيذ مشروع المحطة النووية لتوليد الكهرباء بالضبعة تسير بشكل جيد فى جو من التفاهم.\nوأضاف حمزة، أنه تم الانتهاء من إعداد مسودة العقد الرئيسى وجار الانتهاء من مسودات باقي العقود ليتم توقيعها جميعا في غضون الشهور الأولى من هذا العام، نافيا وجود عراقيل أو أي نقاط خلاف بين الجانبين.\nحوار مجتمعي لطمأنة أهالي الضبعة\nومع اقتراب توقيع العقود النهائية للمشروع، تعقد وزارة الكهرباء بالتنسيق مع محافظة مطروح، جلسة حوار مجتمعي، بغد غد السبت، بموقع محطة الضبعة النووية بهدف التعرف على مزايا وأهمية المشروع النووي، وسيحضر الجلسة الدكتور محمد هشام زين العابدين وزير التنمية المحلية والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي وكبار علماء الطاقة النووية.\nوأكد محافظ مطروح، علاء أبوزيد، أن جلسات الحوار المجتمعي سيحضرها شيوخ القبائل وأعضاء الهيئة البرلمانية لمطروح بمجلس النواب للتعرف عن قرب عن مزايا المشروع النووي وفوائده وطمأنة أهالي مطروح والضبعة عن أمان المفاعل.\nوزير الكهرباء: العقود ستستمر لمدة تزيد عن 60 سنة\nوكانت البداية مع وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، والذي قال، إن عقود المشروع صعبة جداً والعقود ستستمر في العمل لمدة تزيد عن 60 سنة، وكل نقطة بالعقود الخاصة بالمفاعلات الأربعة لإنتاج 4800 ميجاوات، تتطلب الدقة، قائلا: "الفصلة في مكان غلط.. بتبوظ الدنيا”، وجميع التفاصيل تناقش وتدون في العقود لنكون متفقين على كل شيء، وأفاد بأنه تم الاستعانة بمكاتب عالمية ودولية متخصصة في إبرام العقود النووية مع روزاتوم.\nوأكد شاكر، أنه سيتم توقيع 4 عقود مع الجانب الروسي لمشروع الضبعة، متمثلة في عقد الإنشاء والتصميم، والعقد الثاني الخاص بالوقود، والعقد الثالث الخاص بالوقود بعد استخدامه وكيفية تخزينه، والعقد الرابع والأخير والذي تضمن التشغيل والصيانة، ويخص الدعم الفني للتشغيل والصيانة.\nوعن رفض عدد من الخبراء والمتخصصين للقيمة المالية للقرض الروسي لتنفيذ المشروع والمقدرة بـ 25 مليار دولار، أوضح وزير الكهرباء أنه يوجد ما يسمى بالقيمة المسوقة لأي محطة سواء كنت محطة حرارية أو شمسية أوغيره، ولإنهاء الجدل فيما يخص قيمة القرض، فمصر حصلت على المحطات النووية "بأقل قيمة مسوقة وتكلفة على مستوى العالم، والسعر اللي اخدناه من الروس محصلش قبل كده لمفاعلات الجيل الثالث المتطورة".\nوفيما يخص الأمان، طرحت "التحرير"، سؤالا بشأن كيفية تأمين المشروع النووي؟\nوأفاد وزير الكهرباء في حديثه، بأن الخبراء الروس متواجدون في أرض المشروع النووي بالضبعة حالياً لعمل مجسات للأرض وأبحاث التربة، والمحطة أوالمفاعل الواحد سيحتاج إلى 8 سنوات للبناء فقط، واصفاً العملية بالمعقدة وبها محازير تتعلق بالأمان، والروس هم أفضل تكنولوجيا نووية حالياً، و «أحسن ناس بيعملوا الكلام ده»، وعن البنية التحتحية، فأكد أن الهيئة الهندسية انتهت من البنية التحتية للمشروع.\nيحتمل اصطدام طائرة تزن 400 طن\nوأضاف شاكر أن الوعاء الخارجى للمفاعل يقدر على احتمال اصطدام طائرة وزنها 400 طن، وليس هذا فقط وبسرعة 150 متر فى الثانية وهى أعلى سرعة لأى من الطائرات على مستوى العالم، والمحطات القائمة حاليا غير مصممة على هذا الأمان فى التصميم.\nوقال "أمام هذه المطالب هندفع فلوس أكثر"، فهذا يعنى أننا نتوخى أقصى درجات الأمان فى ما يخص الأمان النووى والأمان من حيث الإنشاءات.\nبدوره، قال الدكتور مهندس يسرى أبو شادى، كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، إن المشروع النووي، هو مشروع تجاري مربح وبه كم كبير من التسهيلات الفريدة التي حصلت عليها القاهرة بموجب الاتفاق، لافتًا إلى أن المفاعلات تعمل بالماء الخفيف المضغوط الأكثر انتشارا وخبرة وأمانا فى العالم كون درجة الأمان به عاليه جدا.\nاستيراد وقود اليورانيوم من روسيا بمبدأ الإيجار\nوكشف أبوشادي عن أنه قدم رسالة لرئيس الجمهورية سلمها لرئيس الوزراء بتاريخ 10 سبتمبر 2014 مطالبا بضرورة البدء فى الخطوات العملية لإقامة برنامج نووى فى مصر، مقترحا إلغاء المناقصة والتعاقد بالأمر المباشر مع روسيا لبناء أول محطة طاقة نووية فى الضبعه على أن يتم استيراد وقود اليورانيوم المخصب من روسيا بمبدأ القرض أو الإيجار طوال فترة استخدامه فى المفاعلات مع إرجاعه لروسيا ثانية بعد الاستخدام مما يخلص مصر من أخطر الفضلات الإشعاعية ( الوقود المستهلك ) وكذا نضمن خروج اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم الناتج إلى خارج البلاد وهما العنصران المثيران للقلق الدولى عامة.\n مصر اختارت مفاعلات الماء الخفيف المضغوط والأكثر انتشارا في العالم\nوأشار  " أبو شادي" إلى أن مصر اختارت أن تكون مفاعلاتها من مفاعلات الماء الخفيف المضغوط، وهي الأكثر انتشارا في العالم حاليا وتمثل 64% من المفاعلات في العالم، وهذه المفاعلات يوجد منها  4 أجيال تضم الجيل الأول الذي ظهر في الخمسينات ثم الجيل الثاني الذي انتشر بشكل كبير في السبعينات والثمانينات، وفي التسعينات ظهر الجيل الثالث المطور، وأخيرا ظهر الجيل الرابع الذي لن يدخل المجال التجاري قبل عام 2030.\nوقال "مصر فضلت أن يكون مفاعل الضبعة من الجيل الثالث المطور وهو أنسب الأنواع لمصر لأنه الأعلى أمانا".\nالمفاعل النووى المصري يتحمل زلزال بقوة 9 ريختر.. و"تسونامي" ضخم\n وأكد أن المفاعل المصري سيتحمل زلازل حتى 9 ريختر، ويتحمل تسونامي ضخم لمياه البحر، ويقاوم القصف بالطيران والصواريخ، ولا يمكن اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة به، وفي حالة انقطاع الكهرباء عنه لأي سبب فكل ما سيحدث هو أنه سيتوقف عن التشغيل لحين عودة الكهرباء، وحوائطه تمنع خروج الإشعاع إلى الخارج ، ولو وصل الأمر إلى أن إرهابي فجر قنبلة داخل المفاعل فإن كل ما سيحدث هو حدوث خدش بسيط جدا في حجرة "الكنترول روم".\nالضبعة أفضل مكان لإقامة المفاعلات النووية\nوشدد أبو شادي على أن موقع الضبعة هو أفضل مكان لإقامة المفاعلات الأربعة، لافتا إلى أن المكان خضع لدراسات استمرت 33 عاما انتهت  جميعها إلى أنه أفضل مكان لإقامة المشروع النووي المصري.\nالمفاعل المصري غير قابل للاحتراق\nوعقب الدكتور عزت عبدالعزيز، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، والملقب بـ"أبو البرنامج النووى المصري"، بأن أي محطة كهرباء يتم تشغيلها بالبترول، تكون المنطقة التى يتم بها الحرق وتوليد الطاقة من ناحية، وتوجد منطقة أخرى تستخدم بها غلايات المياه وتحويلها إلى بخار، وهذا البخار يشغل التوربينة، والتوربينة تشغل الماتور الذي يولد الكهرباء، والمفاعل النووى كما هو الحال فى المحطات الغازية.\nوأضاف عبدالعزيز لـ"التحرير"، أن المفاعل النووى ينقسم إلى قسمين، وهم قسم غير نووى، وهو الجزء المكون من التوربينات والغلايات ورفع وتخزين المياه، وهو الجزء الذى تم الاتفاق عليه مع الجانب الروسى لتدخل نسبة التصنيع المحلى به، بنسبة مشاركة محلية فى تشغيل المفاعل النووى الأول 20%، والمفاعل الثانى35 % والثالث 50%، والرابع 65%، وفيما يخص القسم الثانى وهو الأكثر خطورة ، والذى يخص غرفة الاحتراق للوقود النووى.\nالمفاعلات تتوقف تلقائياً في حالة اندلاع شرارة\nوشدد رئيس هيئة الطاقة الذرية  الأسبق، على أن احتراق مفاعل نووي بمحطة كهرباء تيهانج ببلجيكا، على سبيل المثال، في ديسمبر من عام 2015 الماضي، غير وارد حدوثه فى المفاعلات المصرية، منوها بأن المفاعلات النووية المصرية التى تم التعاقد عليها من الجيل الثالث، والأكثر أماننا ومتأصلة الأمان، وفى حالة حدوث أى "مشكلة" فى المفاعل النووى المصرى، سيفصل نفسه تلقائيا دون الانتظار إلى تدخل المشغلين على الإطلاق.\nوأوضح أن المفاعل النووى المصرى غير قابل للاحتراق، وغرقة الاحتراق النووى مصمة فى المفاعلات المصرية على أنه فى حالة اندلاع شرارة، يتوقف المفاعل النووى بالكامل.\nوأشار إلى أن حادث انفجار تشيرنوبل، كان بسبب أن مادة التهدئة فى غرقة الاحتراق للوقود النووى من اليورانيوم  بعد انشطاره، كانت مادة الكربون، فضلا عن كون المفاعل من الجيل الثانى، بينما جميع مفاعلات الجيل الثالث مواد التهدئة فيها هي الماء، مما يجعلها أكثر أمنا.\n"تشرنوبل".. أسوأ كارثة للتسرب الإشعاعى في تاريخ البشرية\nرغم مرور أكثر من ربع قرن على وقوع حادث تشيرنوبيل، فإنها ما زالت تصنف عالميا كأسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن، ووقعت الكارثة في السادس من أبريل من عام 1986 في القسم الرابع من مفاعل محطة تشرنوبل بالقرب من مدينة بريبيات في أوكرانيا التي كانت حينذاك واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.\nوحدثت الكارثة عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عليها، وأدى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.\nوتسبب هذا في انصهار قلب المفاعل الرابع وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل، وحملت الحرارة والدخان الناتجان من النيران المشتعلة المواد المشعة إلى السماء لمسافة كيلومتر واحد بالمنطقة، وخلفت الانفجارات والحرائق سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسيا البيضاء وروسيا.\nوتجزأت سحابة الإشعاعات النووية إلى ثلاث سحابات أخرى ساعدت الرياح في حمل أولاهن إلى بولندا والدول الإسكندنافية والثانية إلى التشيك ومنها إلى ألمانيا والثالثة إلى رومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا.\nوتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه في مصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص.\nوأشارت إحصائية رسمية لوزارة الصحة الأوكرانية إلى إن 2.3 مليون من سكان البلاد ما زالوا يعانون حتى الآن بأشكال متفاوتة من الكارثة.\nكما تسببت حادثة مفاعل تشرنوبل في تلوث 1.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا وروسيا البيضاء بالإشعاعات الملوثة.\nفي ديسمبر عام 2105، أعلنت وكالة الأنباء البلجيكية "بيلجا"، نقلاً عن شركة "إليكترابيل"، تعرض مفاعل بمحطة لتوليد الكهرباء في تيهانج في بلجيكا لحريق تم على إثره إغلاق "وحدة المفاعل1"، تلقائيًا أثناء الحريق، الذي وقع في قطاع غير نووي بالمحطة.\nوكانت أخر الوقائع المتعلقة بالانفجارات في المحطات النووية، وقوع انفجار في 9 من شهر فبراير الجاري، في مفاعل فلامانفيل النووي شمالي فرنسا، واحتمال سقوط مصابين.\nوذكرت صحيفة "Ouest France" أنه من المحتمل وقوع إصابات جراء الانفجار، لكنها أكدت عدم وجود خطر تلوث نووي.

الخبر من المصدر