علاء القاضي يكتب : الاستهلاك سيد الموقف ! | قوص النهاردة

علاء القاضي يكتب : الاستهلاك سيد الموقف ! | قوص النهاردة

منذ 7 سنوات

علاء القاضي يكتب : الاستهلاك سيد الموقف ! | قوص النهاردة

الرئيسيه » اخر الأخبار » علاء القاضي يكتب : الاستهلاك سيد الموقف !\nماذا حدث للمصريين ؟ هذا السؤال أطلقه الأستاذ جلال امين، وهو يحاول يرصد ويحلل أهم التغيرات التي حصلت للمصريين خلال الخمسين سنة الماضية،  وأنا يمكننى أن أعيد صياغة السؤال ليكون : ماذا حدث لاستهلاك المصريين ؟\nوالموضوع هنا بيتكلم عن مشكلة مُرعبة وهى زيادة النزعة الاستهلاكية للشعب المصري .. أيوة يعني إيه ؟ يعنى ليه بقينا نشتري فوق احتياجاتنا .. يعني هل رجليك محتاجة أكتر من حذاء واحد ؟ طالما الإجابة لا يبقى إيه السر والسبب إننا ممكن نشتري ثلاث او أربع أحذية ؟ الأكل هو الشعار والطقس الاهم في التعبير عن كافة مناسباتنا الدينية والاجتماعية والثقافية المولد النبوي الشريف ارتبط بالحلويات والحصان والعروسة والمكسرات ودى طبعا أكلات دسمة ومتنوعة وكل الالوان والاختراعات.\nذكري عاشوراء : تحولت إلى طبق عاشوراء باللبن أحيانا بالقمح او بالرز علي حسب اختلاف العلماء،عيد الفطر المبارك : يعني الفول والحلاوة والمخبوزات واللانكشيه والكحك والبسكويت، عيد الأضحى : وفى رواية اخري عيد اللحمة هو عيد اللحوم بإختلاف تضاريسها من فشة وممبار ومخ وطحال وكبدة والذي منه، شهر رمضان : شهر رمضان يا جماعة .. شهر العبادات والبركة تحول لشهر الأصناف والمطابخ وتنوع الاصناف والاكلات قبل المغرب وبعدها.\nتمتلك الشركات والتوكيلات العالمية منظومة قوية ومسيطرة من الدعايا والتسويق من  خلال الإعلانات اللي هتلاقيها في كل مكان ؛ في الميادين العامة ؛ الكباري ، أشهر الفضائيات والبرامج علي التليفزيون ، الجرائد ،  والعروض التجارية بالتعاون مع شركات عالمية أخري زي التعاون ما بين فودافون وكنتاكي ..\nطبعا التسويق الإنتاجي يعتمد علي تنوع الإنتاج والإختيارات . تقريبا هو تنوع عبيط وزائف ؛ زي تنوع الألوان والنكهات والأحجام والمقاسات .عشان الزبون يحس إنه يتمتع بالحرية الكاملة في الاختيار بدون ضغوط أو توجيه .. وبصراحة هي حرية مقيدة وإختيار ما بين متعدد يعني هتجاوب هتجاوب وهتشتري يعني هتشتري.\n” بلاش نادية .. خد سوسو ” وهكذا يستمر التسويق والبيع وإحنا فاكرين نفسنا ناصحين وقادرين نختار ونقارن لكن في الناية وقعنا في فخ الشراء وعظمة الألوان والماركات والمقارنات والتجديد. وسط الزحمة دي تفتكر إحنا فعلا بنمتلك وعي ناضج ؟ طب تفتكر إحنا عندنا وعي أساسا ؟! أيوة عندنا وعي لكنه مصطنع ، تم تغييبه أو توجيهه بشكل مسبق نحو إختيارات محددة في النهاية هي بتخدم منظومة التسويق والبيع المرسومة والمخطط لها مسبقا والأمثلة علي دة كتيير جدا :\n* زي مثلا إختار نكهتك أو لونك المفضل .. يخلقوا تنافس بين المستهلكين وتصويت بالتليفون وعبر الانترنت عشان تختار نكهة التفاح .. فيقوم أنصار نكهة الكنتالوب يحسوا بالهزيمة فيكرسوا جهودهم ويحشدوا مواردهم لنصرة الكنتالوب .. وممكن تلاقي الفائز في النهاية نكهة البطيخ .. المهم إنه حصل منافسة وتصويت وأرباح هايلة للمنتجين وأصحاب الشركات والتوكيلات بملايين الجنيهات .. وطبعا كل شخص شارك في معركة النكهة المقدسة حصله رضاء ذاتي بالمشاركة والتنافس وميعرفش إن بسبب حماسه الزائد حبتين كان سبب فى حصول الشركة علي أرباح محترمة\nأنا مش عايزك تشعر بأني شيوعي حاقد علي الراسمالية والرأسماليين .. إطلاقا والله\nدة أنا حتي بحترم اللعبة والكورة الحلوة وتستهويني أفكار التسويق ومشاريع الريادة الإجتماعية ومبهور بيها وممكن تكتشف إني من أوائل الأشخاص المغفين اللي بيقوعوا فى شرك الإعلانات وبشتري بدل الصابونة صابونتين وتلاتة .. كلنا مغفلين يا عزيزي\nوبعدين الرأسمالية حلوة ومميزة ومبهرة مفيش كلام .. خد عندك مثال إعلانات تسويق لمنتج معجون أسنان .. هتلاقي محور الإعلان بيتركز في فكرة إن المعجون دة هو سبب نجاحك في إجتيازك للإنترفيو والحصول علي الوظيفة أو بيعزز فرصة إنك تكون رائد فضاء أو إنك هتجذب بيه حبيبتك السابقة والجديدة واللي في النص كمان .. واضح إن دة سحر مش مجرد معجون أسنان .. شئ أشبه بعطور الشيخة المغربية اللي بترجع الحبيب وتصنع الزبيب وتمنع الطلاق وتصلح وتخطب وتجوز وكل ما تتمناه !!\nالواضح إننا بنفقد الوعي وبالتالي بتنخفض مستوي الإرادة شيئا فشيئا .. كفاية مثلا لما تلاقي نجم كورة عالمي حالي أو سابق بيستخدم شامبو شعر معين بقصة شعر معينة\nبشكل لا إرادي هيلاقي دة قبول كبير وهتتحول دفة ومسار الموضة لهذا الشكل وهذه المواصفت .. الإعلانات قادرة تاثر في الوعي بشكل قوي ومؤثر فوق ما نتخيل .. إنت بتسمتع أكيد بالشوبنج والشراء والاختيار لكن في النهاية إنت لامؤاخذة فأر أو أرنب – لو فار دي حسستك بالتقزز والقرف  – بس جوا المتاهة ؛ يعني أي إجتهادات وإختيارات هي مرسومة ليك من قبل ما تفكر فيها وإنت بتحقق أهدافهم ومبيعاتهم.\nيعني في النهاية إحنا أسري للمعروض وأي مجهود تحليلي ونقدي عشان تختار هيبصب في إتجاه مزيد ومزيد من الشراء وتحقيق مصلحة الشركات وهو البيع وحصد الأرباح.\n“ولاد البلد” شركة إعلامية مصرية رائدة تستهدف تطوير الصحافة المحلية في بلادنا، مفهوما ومهارات وممارسة، تشمل شبكة واسعة وعالية التأهيل من الصحفيين المحليين تمتد من مرسى مطروح إلى الأقصر، تتمثل رسالتها في المساهمة في بناء صحافة عالية المهنية ملتزمة أقصى الالتزام بأخلاقيات المهنة وقيمها السامية، تخدم مجتمعاتها المحلية وترتبط بها بأوثق الروابط وتعبرعن صوتها وهمومها وتشكل وسيطا بين أبناءها وبين السلطات المعنية، صوت لمن لا صوت، وشعارها “أخبار بلدك من ولاد بلدك”. تضم “ولاد البلد” 10 غرف أخبار محلية، تصدر ستة اصدارات ورقية وتدير موقعا الكترونيا مخصص للمحليات عبر الجمهورية يقدم خدمة صحفية متكاملة ومتعددة الوسائط.

الخبر من المصدر