المحتوى الرئيسى

«إسطبل عنتر».. خارج الحياة

02/22 19:20

ضحايا الحكومة: نستخدم دورة مياه مشتركة.. ونستر أجسادنا بالستارة

أكوام القمامة تحاصر السكان.. والعقارب والفئران تطاردهم

فى اسطبل عنتر بيوت من صفيح.. جدرانها متصدعة.. أسقفها من خشب.. مفتوحة من جميع الاتجاهات، إن زرت أرضها تهتز من تحتك لأنها كما قالوا لنا «مدغدغة» على الآخر.

وبصراحة الناس هنا تعيش فى بيوت لا تمت للسكن الآدمى بصلة.. تخلو من دورات مياه إلا واحدة على السلم مشتركة لسكان البيت كلهم، دون باب.. فقط ستارة خفيفة تستر عورات من يقضى حاجته.. لا مكان للمطبخ فهذه الأسرة وهى بتلك الحال أفضلهم يمتلك حجرتين فقط والبقية حجرة واحدة.

هناك لا فرق بين الحياة والموت الكل ينتظر «طلوع الروح» فهم أشبه بأصوات على قيد الحياة لا توجد بداخلهم أى روح.. ما شاهدناه عيون ذابلة وشفاه جافة بيضاء ووجوه شاحبة عابسة وبطون خاوية.. ونظرات تحمل فى طياتها كراهية ونقمة على حالهم.

يعجز القلم عن نقل حالة الحرمان والذل والهلاك التى يعيشها سكان المنطقة، يستنشقون رائحة الزبالة ويطاردون العقارب والفئران و«العِرَس». أما المجارى فهى طافحة طول الوقت ولا نية فى الذهاب لسوق الخضار ليس لغلاء الأسعار ولكن لانعدام القرش.

النساء وهن عظمهن وسكن المرض أجسادهن وعجزن عن الكشف الذى يفوق ثمنه ما يدخل جيوبهم فى الشهر أو كما قالت إحداهن العلاج «عاوز فلوس».

شباب اسطبل عنتر على باب الله، لا شغل ولا مشغلة، رجالها «أرزقية» أو على معاش لا يتعدى 400 جنيه.

أقرب مستشفى يبعد عنهم عشرة كيلومترات مع استحالة دخول عربة الإسعاف لضيق الشارع الذى لا يسع سوى فردين.

الأطفال عواجيز فى عمر الزهور فى الحركة والتفكير وكل شىء لا يلعبون.. ولا يمرحون.. لا يأكلون إلا نادراً.

هنا أوضاع لا يمكن الصمت عليها والمنطقة بكاملها تحتاج زيارة ليس من رئيس الوزراء وإنما من عبدالفتاح السيسى الإنسان، لأن هؤلاء لا أمل لهم فى الحكومة الحالية، وقذ تذهب ويأتى غيرها ويبقى إسطبل عنتر بانتظار الرئيس.

فى هذا الإسطبل العجيب، استمعنا لقصص مؤلمة، وحكايات موجعة، لبشر تسكنهم كل هموم الدنيا، ولا يطلبون سوى الستر.. احتبست دموعى «وحبيبة» تخبرنى أن نفسها تستحمى وتنظف والأنبوبة بـ30 جنيهاً، أما فوزى محمد فيتمنى أن يقابل الرئيس، نفسه يقول له حاجة مهمة، وعندما طلبت منه أن يكشف عنها قال: «عايز أقول احذر ثورة الجياع يا ريس وأن نواب الشعب انتخبناهم ومانعرفش عنهم حاجة، ولا بنشوف وشهم من ساعة ما اشتروا صوت كل واحد بـ25 جنيه علشان الانتخابات».

وبينما كنت أستمع لهم، آلمنى مشهد دورة المياه المشتركة بين السكان، «وكله كاشف كله» إذا ما تحركت الستارة يميناً أو يساراً، أما العقارب فحدث ولا حرج فهى على كل حجم ولون رايحة جاى فى حالة من الألفة والصداقة بين الأطفال والشباب الذين لا يبالون برائحة القمامة التي تزكم الأنوف.

أمام جبل قمامة ممتلئ بالثعابين والعقارب و«العِرَس» والفئران والكلاب، وقفت أتأمل المشهد المقزز، لبضع دقائق انسدت أنفى وارتعشت قدمى، فكل ما حولى وأمامى وخلفى من حشرات وحيوانات وزواحف تقفز هنا وهناك، تظهر وتختفى بشكل هيستيرى، فقدت تركيزى من الخوف ولم أسمع ما يقوله عم محمد، أحد سكان المنطقة، عن أهوال وأضرار ذلك المشهد الكئيب والرائحة العفنة النفاذة، ولم أنتبه إلا على صوت سيدة عجوز يأتى من شباك البيت الذى يقع أمام جبل الموت، كما يسميه السكان «انتوا حتهدوا الجبل، حتهدوا البيوت، والنبى العيال تعبانة، ومش قادرين نتنفس.. يا رب.. يا كريم».

كلمات سريعة قالتها العجوز من الدور الثالث والأخير لبيت قديم متهالك عفى عليه الزمن، وقبل أن أرفع رأسى لأرد عليها، سبقنى عم محمد وقال «لا مش جايين للهد يا أم هويدا دول صحفيين».

وقبل أن ينتهى عم محمد من كلامه، وجدت العجوز أمامى فى الشارع، نحيفة قصيرة، الابتسامة لا تفارق وجهها، ترتدى جلباباً مشجراً بسيطاً وشبشباً قديماً طلبت منها أن تستضيفنى عندها ربع ساعة فرحبت بسعادة، سبقتنى الحاجة أم كلثوم عبدالحميد صاحبة الخمسين عاماً، أو كما يناديها أهل المنطقة «أم هويدا» ووراءها عم محمد، مدخل البيت ضيق جداً، ظلمة كحل، خال من أى رقم عليه حتى السكان لا يعرفون له رقماً سوى أنهم يسكنون فى حارة «أبو شوقى»، السلم لا يحتمل أكثر من شخص وزنه 60 كيلو وطوله 165 سنتيمتراً، فأكثر من ذلك وزناً وطولاً، فعليه أن يصعد السلم وهو منحنى الرأس «ملووح القامة»، أخيراً وصلت باب الشقة دخلنا ورائحة الزبالة والحيوانات تطغى على المكان كله، الشقة عبارة عن حجرتين فقط لا غير، الأولى استقبلتنا فيها، تحتوى على كنبتين واحدة منهما مكسورة رفضت جلوسنا عليها لتسقط بنا، والثانية مسنودة بالعافية جلسنا عليها بتحفظ، وترابيزة قديمة عليها براد شاى وكراكيب وكرسى صغير بلاستيك دون مسند، وثلاجة.

سقف الشقة من أعمدة خشبية مفتوح من جميع الاتجاهات تتسرب منه الحشرات والعقارب والثعابين، بطيبة ونفس راضية بدأت تحكى أم هويدا عن حالها: فهى أم لابنتين، الكبرى ماتت منذ 6 سنوات وتركت لها ثلاثة أبناء: محمد 14 سنة، وهاجر 13 سنة، وأصغرهم حبيبة 5 سنوات، تزوج والدهم عقب وفاة ابنتها وحصلت على أحفادها منه بحكم محكمة.

والابنة الصغرى لأم هويدا متزوجة ولديها ثلاثة أبناء وطلقت منذ يومين وجاءت لتقيم معها هى وأولادها.

كل ما تملكه أم هويدا من حطام الدنيا 400 جنيه معاش والدها، ورفضت الشئون الاجتماعية صرف معاش زوجها فلا يحق لها أن تحصل على معاشين فى وقت واحد، الـ400 جنيه تدفع منهم إيجار البيت بخلاف المياه والكهرباء، ومجاميع أحفادها، وعندما سألتها عن مصدر دخل آخر أو مساعدة، قالت: «ساعات أخويا اللى فى سوهاج بيرسل لى إعانة، أما والد أحفادى فلا يسأل عنهم إلا كل فين وفين ولما بيشوفهم بيديهم 20 أو 30 جنيه».

وأضافت: «بصراحة أنا لسه مقابلة الأبلة بتاعت هاجر وحيكت لها ظروفى فوافقت الحمد لله على إعطائها درس مجاناً».

سكنت ثانية وسألتنى والابتسامة تعلو وجهها وهى تستعد للنهوض: أعملك شاى؟ مستورة والحمد لله.

مسكت يدها لتجلس وبادرتها بابتسامة من القلب وقلت: دايماً مستورة.. ممكن يا حاجة تفتحى قلبك بصراحة وتجاوبينى على شوية أسئلة؟!

فأجابت بنفس الابتسامة وهى تربت على كتفى: اسألى زى ما انتى عاوزة.

- اشتريت بـ2 جنيه فول و2 جنيه طعمية، والعيش من التموين، أصل بتاع الفول بطل يدينى بجنيه؟!

- ولأول مرة تضحك فى خجل وتقول شوية مكرونة مسلوقة من بتاعة التموين، فقلت لها: وعدتينى أنك تتكلمى معايا بصراحة.. ألقت نظرة عاجلة على الأرض ثم قالت: «أصل التموين نقص إحنا 4 أفراد وبنحصل على 3 زجاجات زيت و3 أكياس رز و3 أكياس سكر، ومش بيكفوا خالص، والسكر بيخلص ومش بعرف أشترى لأن الكيس بـ15 جنيه».

- كنت حاشية إمبارح شوية محشى وحطاهم فى التلاجة حسويهم بشوية ميه ونتغدى بيهم.

- لا الحمد لله، لما يكون فى غدا لا يمكن يسألون عن العشاء والعكس.

- كان الأول بيطلبوا بسكويت، أكل.. لكن دلوقتى عرفوا الظروف وأخدوا على كده وامتنعوا عن أى طلبات، ولو مفيش عندى بنشترى «حتة جبنة بـ5 جنيه أد كده» وأشارت إلى  عرض أصابع يديها الأربعة، وكل واحدة لحسة فى لقمة وخلاص.

- ضحكت بصوت عال، وقالت: لا انسي دى خالص، منين يا بنتى، العيال بيتفرجوا على علاء الشربينى أقول لهم والنبى اقفلوا لأن أكله حلو وريقنا بيجرى.

- برضه نفس الحال، أنزل السوق مرة أو اثنين بالكتير فى الأسبوع الخضار غالى.. ثم قبلت يديها حمداً وشكراً لله وأكملت: أهم حاجة عندى دول، مشيرة إلى  أحفادها.

وأضافت فى يأس: أنا عندى مياه زرقا على عينى ومش بشوف خالص، وعشان أعمل العملية محتاجة 5 آلاف جنيه، قلت مش مشكلة طالما عندى واحدة لسه بشوف بيها وخلاص.

وقبل أن أسألها: نفسك فى إيه؟ قالت كل اللى نفسى فيه أفتح الشباك أشم هوا نظيف، وأرى أرضاً خالية من الزبالة والحشرات والعقارب التى تدخل بيوتنا أكثر من الصراصير.

قاطعها عم محمد الذى كان يجلس معنا قائلاً: أعضاء مجلس الشعب لم نسمع لهم صوتاً ولا فعلاً، وقت الانتخابات أعطونا على الصوت 25 جنيها، ليصلوا إلى  مرادهم، بعد ذلك الحال هو الحال، النائبان دكتور محمد العقاد وعصام فاروق، لم يفكرا مرة واحدة فى زيارة الإسطبل «ويشوفوا اللى انت شوفتيه».

مرة ثانية ألحت علىَّ «أم هويدا» فى إعداد كوب شاى، شكرتها ووعدتها بأن أصل شكواها وحالها وحال كل الاسطبل إلى  المسئولين، وقبل أن أغادر البيت طلبت منها أدخل حجرتها الثانية فوافقت على الفور، الحجرة تحتوى على سرير واحد مكسور «نص عمر» وفوقه بطانية وشبه دولاب تتدلى منه العناكب والأتربة وبوتاجاز 4 عيون أبيض يبدو عليه مهجوراً لعدم استعماله إلا نادراً وفوقه عدد بسيط من الأوانى «الحلل» وتليفزيون أبيض وأسود وبينما كنت فى حالة حزن ورثاء وتركيز فى محتويات وشكل الحجرة غير الآدمية، أشارت لى إلى  عدد من البطاطين وقالت: «دى بطاطين ابنتى المطلقة لسه جيباهم معاها إمبارح».

- فأشارت إلى بطانية خفيفة رثة قديمة بها ثقوب بعدد شعر الرأس.

ورحت أسألها مرة ثانية: كيف تنامون كلكم على سرير واحد؟ فقالت ببساطة والسعادة تبدو على ملامحها، لدينا برد ولكننا بندفى بعض؟!

لاحظت عدم وجود دورة مياه فسألتها فقالت: «ماعنديش الحمام على السلم مشترك بين السكان» وأثناء كلامى مع أم هويدا كانت حبيبة ذات الخمس سنوات تهز حقيبتى بشدة وكأنها تريد شيئا، فاعتقدت أنها تحتاج أي فلوس أو حلوى، إلا أننى فوجئت بطلب غريب.. حبيبة تريد أن «تستحم»!! فاستغربت وقبل أن أسأل جدتها عن موانع استحمامها بادرتنى قائلة: «الشتاء بيحتاج مياه سخنة والمياه السخنة تحتاج للبوتاجاز والبوتاجاز عاوز أنبوبة والأنبوبة بـ30 و40 جنيه.. ومفيش فلوس».

وأثناء خروجى من شقة أم هويدا استوقفتنى ثلاجتها.. فقلت لها ممكن أطلب منك آخر طلب قبل ما أمشى.. هو طلب «رخم» فقالت براحتك حبيبتى البيت بيتك.. ممكن أفتح الثلاجة، فأسرعت هى بفتحها وهى تبتسم قائلة: أهى.. وأخرجت «حلة المحشى» وقالت إيه رأيك.. فقلت لها بالهنا والشفا، وعندما تفحصت حلة المحشى ذات الدور الواحد لا تكفى إلا فرداً أو اثنين بالكثير، اكتشفت أنها محشى ورق الخس ذات اللون الأخضر الداكن، سألتها دا محشى إيه: ردت فى خجل ورق خس على ورق كرنب.

ثلاجة «أم هويدا» خاوية على عروشها إلا من «حلة المحشى» وزجاجات المياه المعبأة من أماكن بعيدة لعدم وجود صنبور مياه فى الشقة، الحجرتان خاليتان من أى مظاهر للحياة والمعيشة، لا لعبة ولا طعام ولا شراب، ولا فرشاة شعر، ولا صابونة، ولا سكر ولا زيت، ولا أى نوع من أنواع البقالة والتموين، لكن الإيمان بالقدر وعزة النفس والرضا هي سبب استمرار حياتها مع أحفادها.

بظهر منحنى من هموم الزمن، ووجه شاحب بائس، وجسد مريض ثقيل لا يستطيع الحركة من على الأرض، جلست آمال رمضان 65 عاماً فى حجرتها الوحيدة التى تملكها من الدنيا بشارع المحطة، وبجوارها بوتاجاز من أيام الستينيات وهو الأقرب شكلاً ووصفاً لـ«الوابور»، وفوقه «حلة» متوسطة، دخلت عليها أمازحها قائلة: حنتغدى معاكى النهاردة.. موافقة؟

فتحت «الحلة» وقالت: اتفضلى.. رز بالبصل بايت وغدانا، جلست بجانبها أرضاً وقبل أن أسألها حكت فى شجن وغم: عندى 3 بنات وولد، تزوجوا جميعاً، عدا بنت واحدة 14 سنة مقيمة معى، حال أولادى أسوأ من حالى.. ليس لى معاش لأن زوجى كان أرزقى ومساعدة أولادى لى لا تزيد على 20 أو 30 جنيهاً و«معدش حد بيدى حاجة».

وتضيف بحرقة المحتاج: «الأوضة كده زى ما انتى شايفة.. سرير واحد وتليفزيون عطلان.. لا ثلاجة ولا بوتاجاز ولا حمام ولا مطبخ ولا حتى ملعقة شاى ومعنديش تموين.. وعندى الغضروف ومش عارفة أكشف.. أقول إيه تانى؟!

كانت تمسك فى يديها كيساً أبيض بلاستيك، سألتها: الكيس ده فيه علاجك؟ فأسرعت بفتحه دون أن تنطق بكلمة واحدة، فوجدت به عيش مكسر، ثم قالت: مفيش غيره يسد جوعى، علاج إيه بس؟!

أنا مريضة وعندى غضاريف فى ظهرى ومش عارفة أكشف، لا أملك بطاقة تموين ولا عندى تأمين صحى، ولا معى ثمن الكشف، وكل يوم بيمر أشعر فيه بألم شديد فى جسدى كله، أنا على طول قاعدة كده، مش بعرف أقوم من مكانى.. رجلى وظهرى وحجم جسمى الثقيل منعنى من الحركة إلا نادراً، وبصعوبة بالغة أشعر بها عندما أذهب لدورة المياه المشتركة الموجودة على سلم البيت لأقضى حاجتى.

وألحت عليّ قائلة: نفسى أكشف.. نفسى أتعالج.. نفسى فى بطاقة تموين.. نفسى فى لقمة حلوة «ترم عضمى».. نفسى أعيش كويس.. والنبى والنبى..

الحاجة آمال ليست الوحيدة فى إسطبل عنتر تشتكى وتتألم وتئن مرضاً وجوعاً، فكل نساء الإسطبل بلا مبالغة نفس الحال أو أشد قسوة.

كاد أن «يشق هدومه» بمجرد أن لمح الكاميرا وتعرف علينا. وقال فى صراخ وعويل دون توقف: «كفاية.. حرام عليكم مش عاوز أشوف حد تانى.. مش عاوز أشوف حد شايل كاميرا يصورنا ويلف بيها على البيوت والناس.

ويضيف: عاوز أقابل الرئيس وأقابل المسئولين، إحنا جعانين.. إحنا تعبانين ويواصل باكياً: والله تعبانين، معاشى 360 جنيهاً، البيضة بجنيه ونصف، والفرخة بـ50 جنيهاً، أوزعها على مين والا على مين؟!

يا ناس اللحمة بـ120 و140 جنيهاً، كيلو البصل بـ8 جنيهات، والعدس بـ30 جنيهاً، حتى المكرونة وصلت 8 جنيهات، والتموين مش بيكفى.. تعالوا اطلعوا بيتى لو وجدتم كيس سكر خدوه، بخاف أمشى جنب الجزار والفرارجى، لو تدخلوا بيوتنا من جوه.. الكلاب ترفض السكن فيها، وأتحداكم لو قدرتم تقفوا فيها 5 دقائق.

بح صوت الرجل الستينى فوزى محمد وبدأ عشرات الناس يلتفون حوله خوفاً عليه من أن يحدث له مكروه، جاهدين فى تهدئته دون جدوى، وأكمل بصوته المبحوح ووجه المحتقن ويديه تكاد تصل لعنان السماء من شدة التلويح بها: «يعنى الوزير ياكل لحمة وفراح، اللى خلقها ربنا للأكل وإحنا ناكل عظمها وأرجلها.

هما يناموا فى سرايات وإحنا بنام فى خرابات، هما ياكلوا بط ووز وإحنا ناكل طوب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل