بعد تهديد داعش للأقباط.. محللون: محاولة جديدة فاشلة لاختراق مصر

بعد تهديد داعش للأقباط.. محللون: محاولة جديدة فاشلة لاختراق مصر

منذ 7 سنوات

بعد تهديد داعش للأقباط.. محللون: محاولة جديدة فاشلة لاختراق مصر

بعد أكثر من شهرين على تفجير كنيسة البطرسية الذي راح ضحيته أكثر من 29 شخصًا، عاد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مجددًا للظهور على مسرح الأحداث في مصر بعدما نشر تسجيلًا مصورًا الأحد الماضي هدد فيه المواطنين الأقباط، فضلًا عن عرضه للرسالة الأخيرة للانتحاري "أبو عبد الله المصري" منفذ التفجير.\nالتسجيل مدته 20 دقيقة، ظهر فيه رجل ملثم قِيل إنه أبو يحيى المصري وهو يدعو المسلحين في أنحاء العالم لتحرير "الإسلاميين المعتقلين في مصر" وشن مزيد من الهجمات، فيما اعتبره محللون دعاية ونوع من "البروباجندا" في وقت يعاني التنظيم المسلح من تراجع في الشعبية، ويعاني على الأرض جراء الضربات الأمنية المتلاحقة التي تسددها له قوات الأمن.\nوقال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، في بيان أمس الاثنين، إن الإصدار المرئي الجديد يعد التسجيل الأبرز من التنظيم فيما يتعلق بتفجير الكنيسة البطرسية ويستهدف "الوقيعة بين مسلمي الوطن ومسيحييه"، داعياً إلى "التمسك بالوحدة الوطنية وعدم السماح للدعاية الخبيثة والهدامة من الدخول إلى هذا الوطن"\nويرى أشرف الشريف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن "تزامن نشر الفيديو مع تراجع نشاط التنظيم المسلح في معقله بسوريا والعراق وندرة عمليات الذئاب المنفردة حول العالم يؤكد أن التسجيل لا يخرج عن كونه نوع من الدعاية أو البروباجندا والمزايدة التي اعتادها التنظيم منذ ظهوره على الساحة."\nوأضاف الشريف أن التنظيم يحاول تصدير أزمة بين المسيحيين والمصريين من جديد، وإثبات تواجد أنصاره ومتابعيه من خلال بث مقطع تحريضي جديد في ظل التراجع الملحوظ.\nكان التنظيم أعلن مسؤوليته عن تفجير الكنيسة بعد التفجير بأسبوع ونشر صورة للانتحاري مُنفذ العملية والمكنى بأبي عبد الله المصري، وذلك بعدما أعلن الرئيس السيسي في اليوم التالي للحادث أن المنفذ يُدعي محمود شفيق محمد مصطفي، 22 عاما وفجر نفسه داخل الكنسية بحزام ناسف.\nالباحث في شأن الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، علي بكر، شكك في هوية الملثم الذي أظهره الفيديو منفذًا لهجوم البطرسية، موضحًا أن الذئاب المنفردة ومنفذي العمليات الانتحارية التابعين لداعش، طالما ظهروا في رسالتهم الأخيرة غير ملثمين، مثلما حدث مع منفذ هجوم الدهس في ألمانيا أنيس العامري، وعبد القادر ماشاريبوف منفذ الهجوم في تركيا.\nوبعد نشر الفيديو، نفت أسرة محمود شفيق محمد مصطفى - طالب العلوم بجامعة الفيوم والذى أعلنت السلطات أنه مفجر الكنيسة البطرسية بالعباسية، معرفتهم بأي معلومات تؤكد بقائه على قيد الحياة.\nوتأكيدا على ما قاله الأستاذ بالجامعة الأمريكية، قال بكر إن التسجيل مجرد دعاية يستقطب خلالها التنظيم مزيدا من المجندين وفي نفس الوقت رفع معنويات مقاتليه في سيناء وسوريا ويدل على ضعف التنظيم وعدم قدرته على تنفيذ عمليات مثلما كان يفعل في السابق.\nوزاد بكر أن عاملين رئيسيين وراء تراجع نشاط الذئاب المنفردة التابعة للتنظيم والفرع التابع له في سيناء، أولهما الضربات الاستباقية التي تجريها قوات الأمن داخل القاهرة وخارجها للمشتبه بانتمائهم للتنظيم، وثانيها تراجع عدد المنضمين إليه بالتزامن مع هروب عدد من مقاتليه وعودتهم إلى بلادهم، بحسب الباحث في شؤون الحركات الإسلامية.\nويخوض التنظيم حربا شرسة على جانبين في مدينة الباب السورية حيث يواجه القوات الحكومية السورية تدعمها روسيا وفصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا. في العراق، تحاصر القوات الحكومية مدعومة بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات البيشمركة الكردية، التنظيم في مدينة الموصل بعد سلسلة من الهزائم والانسحابات من المدينة التي سيطر عليها إبان ذيوع صيته عام 2014.\nذهب أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، بأن التنظيم انتقل من مرحلة الهجوم والانتشار إلى مرحلة الدفاع والانحسار، مضيفا أن أي وعيد يخرج منه ليس سوى رسالة "صمود" لعناصره التي ملت طول الحرب وتضييق الخناق عليها.\nوأوضح بان أن قيادات التنظيم المتطرف ومروجي أفكاره وجدت بيئة خصبة من البلدان التي تضم عرقيات وطوائف دينية مختلفة مثل العراق وسوريا لذلك انتشرت بسرعة، لكن المجتمع المصري متجانس ومتوحد وأصحاب الديانات المختلفة منصهرين في الدولة لذلك فشلت محاولات كثيرة للإيقاع بين المسيحيين والمسلمين.\nوتشير تقديرات غير رسمية إلى أن المسيحيين يشكلون أكثر عشرة في المئة من إجمالي سكان مصر الذين يتجاوز عددهم 92 مليون نسمة.\nوأضاف بان "ذلك التسجيل محاولة جديدة لداعش لاختراق مصر لكن مصيرها الفشل مثلما حدث بعد حادث البطرسية وتضامن المسلمين مع الأقباط في ضحاياهم".

الخبر من المصدر