روما تعيد لسوريا تمثالين مرممين دمرهما "داعش"

روما تعيد لسوريا تمثالين مرممين دمرهما "داعش"

منذ 7 سنوات

روما تعيد لسوريا تمثالين مرممين دمرهما "داعش"

تعيد إيطاليا لسوريا تمثالين نصفيين رممتهما بعدما دمرهما تنظيم "داعش" في مدينة تدمر، واصفة القطعتين بأنهما "التحفتان الوحيدتان اللتان خرجتا من سوريا" بصورة قانونية.\nوقال وزير الثقافة الإيطالي داريو فرانشيسكيني الخميس 16 فبراير/شباط، إنه " أمر نتمسك به، هو موضوع الدبلوماسية الثقافية، حيث يمكن للثقافة أن تكون وسيلة حوار بين الشعوب، حتى عندما تكون الظروف صعبة".\nوأضاف، عارضاً التمثالين النصفيين القديمين على الصحافة في مختبرات المعهد الأعلى للحفاظ على الآثار في روما، "في الوقت ذاته، الأمر يسلط الضوء على مهارات إيطاليا في ترميم الأعمال الفنية".\nوبعد العمل أربعة أسابيع على ترميمهما، ستتسلم السلطات السورية في نهاية الشهر الجاري، التمثالين اللذين يعودان إلى القرنين الثاني والثالث.\nوقال رئيس بلدية روما السابق فرانشيسكو روتيلي إن العملية هي "وسيلة لتكريم ذكرى" مدير الأثار السابق للمتاحف في تدمر خالد الأسعد، الذي قطع المسلحون الإرهابيون رأسه في آب/أغسطس عام 2015 وكان عمره 82 عاما.\nولفت روتيلي الذي أشرف على عملية الترميم، من خلال جمعية "إينكونترو دي سيفيلتا" (لقاء الحضارات)، إلى أن "الأسعد، وقبل مصرعه، تمكن من إخفاء مئات التحف الفنية، عدا هذين التمثالين النصفيين اللذين وقعا في أيدي عناصر داعش".\nوسقطت مدينة تدمر عام 2015،  بأيدي المسلحين، ما أثار قلقا في العالم على المدينة التي يعود تاريخها إلى ألفي سنة، لا سيما وأن للتنظيم سوابق في تدمير وتحطيم آثار مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، في مواقع أخرى سيطر عليها لا سيما في العراق.\nوخلال فترة سيطرته على المدينة التاريخية ارتكب التنظيم أعمالا وحشية، ودمر آثارا عدة من بينها معبدا بعل شمسين وبل وقوس النصر وقطع أثرية في متحف المدينة، حيث يستمد التنظيم الإرهابي جزءا من تمويله من نهب قطع أثرية لا يدمرها كما يفعل عادة في عملية يصورها في أشرطة فيديو.\nأوضح روتيلي أن التمثالين النصفيين اللذين حطم المسلحون وجهيهما بالمطارق، نقلا إلى روما عبر لبنان بعد تأمينهما في دمشق . وقال: "إن المبادرة ليس لها أي بعد سياسي من جانبنا لجهة دعم أحد، إيطاليا قامت بذلك وستقوم به أيا كان البلد الذي يقدم الطلب".\nوتطلبت عملية الترميم شهرا كاملا عمل خلاله فريق من خمسة أشخاص على ترميم وجهي التمثالين، أحدهما لرجل والآخر لامرأة.\nوأوضح فريق الترميم للصحافيين أنه أصلح وجه أحد التمثالين وكان الجزء الأعلى منه محطما بالكامل، فأعاد تشكيل القسم المدمر بواسطة آلة طابعة ثلاثية الأبعاد، وفق تقنية لم يسبق أن استخدمت حتى الآن في الترميم.\nوثبت العلماء الجزء الجديد المصنوع من مسحوق النايلون الاصطناعي على الوجه بواسطة عدة قطع مغناطيسية، وأوضح أنطونيو ياتشارينو، أحد المرممين، أن "ذلك يجعل من الممكن تماما إزالته، طبقا للمبدأ القاضي بأن يكون من الممكن على الدوام العودة عن أي عملية ترميم".\nوأضاف، "ما دمره داعش، قمنا بإعادة بنائه. إننا نخوض أيضا معركة إيديولوجية من خلال الحضارة".

الخبر من المصدر