طارق شوقى وزيراً للمستقبل

طارق شوقى وزيراً للمستقبل

منذ 7 سنوات

طارق شوقى وزيراً للمستقبل

ما يهمنى فى التعديل الوزارى هو اختيار د. طارق شوقى وزيراً للتعليم والتعليم الفنى. الإطاحة بوزيرة الاستثمار لا تختلف كثيراً عن الإبقاء على وزير الصحة، لا فارق بين زيد وعبيد.\nوزراء يأتون ويغادرون دون أن نشعر بهم، وآخرون يعملون فى جزر منعزلة، تكتشف إنجازاتهم بالصدفة.. والحقيقة أننى لم أهتم طوال حياتى فى أى تعديل وزارى سوى بمن يجلس على مقعد التعليم.\nوحده التعليم الذى يمثل بارقة أمل فى المستقبل.\nكل الدول التى تقدمت بدأت بالتعليم، وكل الدول التى انهارت نسيته وأهملته وجعلته فى أدنى اهتماماتها، ولذلك شكَّل اختيار شخص بالكتير ينفع أمين مخازن فى تشكيل سابق، صدمة كبرى، فالرجل وقد انتهت فترته بمرها ومرها أيضاً، تحتاج إلى خط إنتاج كامل للقلل القناوى لنكسره عليها وعليه، لكن بعيداً عن الفترات التى انتهت بهلاليها وشربينيها، فاختيار د. طارق شوقى هو رهان على المستقبل.\nالرجل وقد عرفته وتناقشت معه واستمعت إليه يملك مشروعاً حقيقياً للمستقبل.. مشروعاً يقضى على دولة الحفظ فى المدارس.. مشروعاً يقوم على بناء شاب قادر على مواجهة المستقبل، بعيداً عن المنظومة الحالية التى اعترف بنفسه خلال مؤتمر الحوار المجتمعى لإصلاح منظومة التعليم، فى شهر نوفمبر الماضى أنها «تستنزف الطلاب وعقولهم»، و«أن ما يحدث نزيف للأطفال، إحنا اللى خلقنا البعبع وإحنا اللى خلقنا الدروس الخصوصية ونسينا أن التعليم متعة».\nالدكتور طارق شوقى خلال المؤتمر شدد على أن يكون هناك حلم هدفه بناء الشخصية المصرية، ووضع نظام تعليمى يحقق طموح الدولة والشعب. ما يدفع للأمل أن لدينا وزير تعليم يمتلك الرؤية ليعلن على الملأ أن: «الطرق وقناة السويس شىء مهم ولكن التعليم هو الأهم».. وزير أنشأ بنك المعرفة ليدفع بعجلة البحث العلمى للأمام ويوفر مئات الآلاف من أمهات الكتب بلغاتها الأصلية فى كل مجالات العلم مجاناً للطلاب والباحثين المصريين وهو أمر لو تعلمون عظيم.\nالأزمة الحقيقية أن الرجل سيواجه حرباً لا قبل له بها، بداية من دهاليز الوزارة التى تمتلك القدرة على تحويل طه حسين نفسه إلى هلالى شربينى، ومافيا للمصالح والبزنس، وأصحاب المدارس الخاصة، وتجارة رائجة اسمها المطابع، ودولاب عمل حكومى وموظفين يتعاملون بمنطق الحضور والانصراف دون إنجاز، ومدارس تهالكت عقول من يديرها قبل مبانيها، فضلاً عن مراكز قوى تحرك نواباً فى البرلمان -تخيل أن نواباً فى البرلمان كان لديهم إصرار على الإبقاء على الهلالى الشربينى- وكسالى سيحشدون ضد القرارات التى سيتخذها.\nالحرب بدأت بالفعل ضد الرجل بالترويج أنه ضد مجانية التعليم، أى مجانية التى يتخرج منها شاب فى الجامعة لا يجيد القراءة ولا الكتابة، أساتذة الجامعة الذين يهاجمون الرجل ويتحدثون عن موقفه من المجانية هم أنفسهم من يشكون من الأخطاء الإملائية ولا يعرفون أن قرار مجانية التعليم لا يملكه «شوقى» ولا غيره.\nما سيحدث غداً هو حرب بين رجل يريد إعلان ثورة على نظام التعليم، ونظام تعليم أصابه تصلب شرايين وينتظر رفعه من على أجهزة التنفس.\nعموماً.. الانحياز للمستقبل فرض عين.

الخبر من المصدر