في الذكرى السنوية لذبح المصريين الأقباط في ليبيا... ماذا يقول أهالي الضحايا؟

في الذكرى السنوية لذبح المصريين الأقباط في ليبيا... ماذا يقول أهالي الضحايا؟

منذ 7 سنوات

في الذكرى السنوية لذبح المصريين الأقباط في ليبيا... ماذا يقول أهالي الضحايا؟

عامان مضيا، ودموع العائلة لم تجف. رحل عائل الأسرة والأب الوحيد في أبشع صور الفراق في العصر الحديث. 15 شباط 2015 تاريخ يحمل ذكرى سوداء على الشعب المصري، ففيه ذبح عناصر تنظيم داعش 21 مصرياً قبطياً على شاطئ البحر المتوسط في ليبيا.\nلم يكتف عناصر التنظيم بتنفيذ الجريمة، بل نشروا فيديوهات عنها، وظهر فيها المواطنون المصريون وهم يساقون واحداً تلو الآخر إلى مثواهم الأخير، ليختلط في نهايته الماء بالدماء.\nفي فجر اليوم التالي، شن الجيش المصري ضربات جوية مفاجئة ضد معسكرات ومخازن أسلحة وذخائر تابعة لداعش في ليبيا، ونجح في تكبيد التنظيم خسائر مادية وبشرية، بحسب القوات المسلحة المصرية.\nبعد سنتين من هذه الحادثة، ما زال أهالي الضحايا يتشحون بالسواد، وما زالت ملامح الحزن تكسو وجوههم. وعلى مدار الأسبوع الجاري يقام يومياً قداس قبطي وترانيم في كنيسة البشيرين التابعة لمطرانية سمالوط، في مركز سمالوط بمحافظة المنيا في صعيد مصر.\nيتحدث بيداوي يوسف، شقيق إحدى ضحايا الجريمة تواضرس يوسف، 46 عاماً لرصيف22 عن أخيه: "أخي كان يسافر إلى ليبيا من أجل كسب لقمة العيش، بعد أن ضاقت عليه الحياة في مصر. هو أب لثلاثة أبناء كان يريد لهم أن ينعموا برخاء العيش".\nيستذكر يوسف آخر مكالمة جمعت الأسرة بفقيدها: "تواضرس حدثنا ليلة رأس السنة وتحدث إلى جميع أفراد الأسرة وهنأنا بالعيد وأكد لنا أنهم يسمعون بخبر خطف المصريين السبعة الذين خطفوا قبلهم من الأخبار فقط، وأن منطقتهم بعيدة عن هذه الأحداث".\nشارك غردمشهد مرعب من مشاهد القتل على يد داعش... مذا يقول أهالي الضحايا الأقباط الذين أعدموا في ليبيا قبل عاميين\nويتابع: "لكن بعد المكالمة بساعات علمنا أنه خُطف ثم شاهدنا الفيديو اللعين".\nلا يستطيع يوسف أن يذكر داعش بدون أن يرفق اسم التنظيم المتطرف برشق من الدعوات ويقول: "ليس لهم ملة، وسوف تكون نهايتهم بشعة كأفعالهم مهما مر الزمن، ستلاحقهم تلك الدماء البريئة".\nوأضاف أنه بالرغم من أن الضربات التي قامت بها القوات المسلحة المصرية، عقب إذاعة فيديو داعش، خففت كثيراً عن الأسرة، إلا أن شدّة الألم لا تزول.\nأما صموئيل، شقيق الضحية جرجس ميلاد سنيوت، 24 عاماً، فروى أن شقيقه كان يسافر للمرة الأولى خارج مصر ولم يكن قد مر على سفره شهران.\nواستذكر أخاه: "كان محبوباً من الجميع. حين جاء الخبر سيطرت الصدمة ليس فقط علينا كأسرته بل حلت أيضاً على أهالي مركز العور، وأصيب الكثير من الأهالي بالإغماء من هول المنظر الذي شاهدناه". وأضاف: "بشاعة ذبح أشخاص مسالمين لا ذنب لهم في شيء تعبّر عن همجية داعش".\nيشير صموئيل في حديثه بشكل متكرر إلى علاقة الأقباط بالمسلمين في مصر، معتبراً أن هذه الحادثة لم تؤثر عليها، ويقول: "تنظيم داعش كان هدفه من هذا الحادث تفتيت وحدة المصريين، وأن يشتبك المسلمون والمسيحيون معاً، لكنهم فشلوا وسيفشلون، فتنظيمهم شريعته القتل والذبح وتهديد الآمنين، وهم لا ينتمون لأي دين أو شريعة".\nيقول عياد، شقيق هاني عبد المسيح، 29 عاماً: "داعش قتلت أغلى الناس لدينا، ولو أعلم كيف أصل إليهم أو أين هم لأخذت بثأر شقيقي والعشرين مصرياً الذين قُتلوا بدون سبب. لكن لا حيلة لنا وسيظل ثأرنا قائماً للأبد معهم ومع من يدعمهم ويمولهم ويهلل لقتل الأبرياء".\nويؤكد عياد أن والده ووالدته المسنين لم يحصلا على أي تعويض من الدولة أو حتى مساعدة من الكنيسة، باستثناء المساعدات الشخصية من بعض أقاربهم.\nمن جانب آخر، تقول والدة الضحية أبانوب عياد: "لا شيء يخفف عني فراق ابني ولو كنت قادرة لأخذت بثأر أبنائنا من عصابة داعش المجرمة وقتلتهم واحداً واحداً، لأنتقم لقلوب جميع الأمهات التي احترقت برحيل أبنائهن".\nتضيف أن ضربات الجيش المصري أشعرتها بأن حق ابنها عاد، ولكنها تستطرد: "بعد رحيل ابني أعيش فقط لكي أدعو الله حتى يخلّص العالم من وحشيتهم".\nأما نجلها إبراهيم عياد فقال: "شقيقي كان عمره 24 عاماً، وكان رجلاً يعتمد عليه، فكان يعمل من أجل أن نعيش حياة كريمة، فما الذي يؤذي داعش أو غيرهم في ذلك؟ هو تنظيم لا يعرف الإنسانية، مجرد مجموعة قتلة لا أكثر".

الخبر من المصدر