فنان سعودي يلفت الانتباه لمبنى تراثي بتغليفه بالقصدير

فنان سعودي يلفت الانتباه لمبنى تراثي بتغليفه بالقصدير

منذ 7 سنوات

فنان سعودي يلفت الانتباه لمبنى تراثي بتغليفه بالقصدير

الفنان عبدالله العثمان بجانب مبنى القصدير\nمعرض استعادي تأملي للفنان التشكيلي رافع جاسم\nأحمد العياد من جدة: "في «معلّق» قمت بعمل تدخلي في الخنجي الكبير في البلد القديم في جدة من أجل غرس فكرة متجددة عن ملامحه وأسلوبه المعماري الرائع، لقد قمت بتغطية المبنى بأكمله بورققصديرية كرمز لحالته التي تجمدت عبر الوقت. المباني والمدن، مثل الناس لهم تاريخهم الخاص ويمرون برحلاتهم الخاصة. من خلال تغطية المبنى بأكمله سعيت في أن أدليببيان عن العبثية في التفكير أن يمكن لدورة وعجلة التغير في أن تقف. وكما يقول المثل القديم، التغيير هو الشيء الوحيد الثابت في الحياة.\nعندما تشرق الشمس على المبنى وستنعكس أشعتها في كل الاتجاهات من ورق القصدير سوف تُلهم الناس بأفكار ومشاعر جديدة".\nبهذه الكلمات كتب الفنان عبدالله العثمان في التعريف عن عمله الجديد وهو عبارة عن تغليف مبنى "الخنجي" كاملا في جدة القديمة بورق القصدير ليسلط الضوء على أهمية المحافظة على التراث العمراني في المملكة وخلق شعور مختلف في المكان.\nوالخنجي هذا هو صاحب هذا المنزل القديم لأكثر من 200 سنة وبه 19 غرفة فهو مكان لإستقبال الحجاج وبيت للأرامل والمطلقات وكل من لايملك منزلا يأوى إليه كخدمة اجتماعة وكثقافة أصيلة موجودة ذلك الوقت.\nيصف عبدالله العثمان في حديثه مع "إيلاف" عمله بأنه أشبه بعملية قسطرة القلب لإحياء وإنعاش هذا المكان  من جديد واستدعاء الذاكرة مع المجتمع والناس، وعملية اكتشاف هذا المكان فرصة للرجوع للتراث والثقافة التي كنا نعيشها سابقا ًكي نعيشها حاليا.\nكيف لهذا المكان أن يغير الشعور اليومي للناس؟ وكيف أصبح هذا المبنى كشكل جديد، يترك أسئلة وحوارات جديده، حتى أنه سمّي في الحي ببيت القصدير.\nاحدى شركات التنقل اليومي نشت اعلانا تشير فيه إلى  التوصيل بخصم 50% لمن يرغب بزيارة بيت القصدير، وهذه بلا لاشك مبادرة مميزة من الشركة لدعم الفن والفناين وذائقة الناس بشكل عام.\nوللفنان عبدالله رؤية حول منزل الإنسان وبيته فهو يرى أن "هذا المنزل جزء منك وجزء من ثقافتك وللأسف نحن تركنا هذا الشكل الهندسي والطراز المعماري القديم".\nيقول: "من أهم أهدافي من هذا العمل هو لفت الإنتباه للتصاميم القديمة للمنازل والدعوة للعودة إليها من جديد، لأنه للأسف المنازل حاليا ًلها تصاميم مستعارة ومخططاتها مستعارة وأفكارنا كذلك مستعارة، ودعوة للانطلاق من الشكل الهندسي القديم و تقديمه بشكل عصري جديد يتناسب مع تطور الحضاري للمدن ، والخطة القادمة هو عمل أعمال مماثلة لهذا المبنى في مدن سعودية سعودية وعربية، وهناك أفكار كثيرة لتطوير هذا العمل ومشاركة الساكنين هذا المنزل والحي هو أهم نقطة بالنسبة لي وهو ما أرتكز عليه".\nعمل عبدالله العثمان أثار بهجة وأعاد الحياة لذلك الحي القديم لينعشه من جديد ويبث الروح فيه وأصبح المبنى مزارا في الحي يتوافد عليه الصغير والكبير ما بين معجب ومستغرب ومتسائل عن ماهية هذا العمل وماهية هذا التغليف.\nاستغرق انهاء هذا العمل شهرين من الجهد المتواصل  للبحث وعمل الإختبارات ليتمكن من تغليف مبنى كامل داخل حي شعبي.\nويتوقع أن تتكرر هذه التجربة مرة أخلى في الرياض والأحساء وجنوب السعودية وكذلك خارج المملكة.\nوالفنان عبدالله العثمان من ضمن 6 فنانين مشاركين ومختارين من المجلس الفني السعودي للمشاركة في المعرض الفني "سـفـر" والمقام في مدينة جدة والمستمر لمدة 3 أشهر.

الخبر من المصدر