عزيزي «فالنتين»

عزيزي «فالنتين»

منذ 7 سنوات

عزيزي «فالنتين»

يعي العالم أن 14 فبراير هو عيد الحب أو العشاق أو بيقولوا "عيدك" يا فالنتين.\nويختصرون هذا العيد في تبادل الورود والشيكولاتة وقول عبارات الحب مع أحبابهم مع إن قدامهم 365 يوم يقدروا يقولوا فيه كل اللي هما عاوزينه!\nباستغرب أوي يا فالنتين من الناس اللي بتخلى يوم واحد للحب مع إن حياتنا المفروض تبقى كل دقيقة وكل ثانية فيها حب.. حب لكل حاجة ولكل شخص ولكل شيء.. وحتى نحب نفسينا!\nألسنا جميعا نتشدق بتلك العبارة "الحب خالد وباق ولابد أن يكون مستمرا ودائما" لذا اتساءل لمَ نقصر هذا الحب علي يوم واحد فقط في العام ؟؟؟!! لمَ نطلق كل المشاعر والعواطف والأحاسيس في يوم واحد فقط مع أننا نمتلك 365 يوما؟!\nبس مشكلتنا يا فيفو "بادلعك يعني" إننا بنخاف نعبر عن مشاعرنا تجاه من يحب لأننا بنشوف التعبير عن المشاعر الحقيقية للأسف نوع من السذاجة أو التفاهة أو قلة الأدب مع إننا دلوقتي في أمس الحاجة إلى سماع كلمات الحب من جميع الناس خصوصا إننا كلنا محبطين وحاسين إن مفيش حد بقى يهتم بينا وبقى عندنا أزمة عدم اهتمام والكارثة إن الاهتمام حاجة لو اتطلبت بتفقد معناها ولو اتطلبت اللي قدامك هيقول لك: "هو أنت عيل صغير؟؟ هو أنت مش كبرت بقى على الحاجات دي ؟".\nبص يا فالنتين يا خويا الناس في زمني اختزلت الحب في مشاعر واهية جدا وتصرفات غبية معتقدين إن الحب هو إني يبقى عندي صديق boyfriend وخلاص والناس يا فالنتين في عصري فاهمين الحب غلط خالص.. فاكرينه شيكولاتة أو وردة أو هدية أو زجاجة عطر أو أكلة في مطعم شيك مع إن الموضوع أهم من كل المظاهر الزائفة دي والكام صورة اللي على الفيس بوك وتقول لك خطيبي أو حبيبي جاب لي الدبدوب.\nالهدية مش هى القيمة ولا المعنى.. الهدية هى الشخص نفسه... هى إننا يا فالنتين نفسنا في شخص يحبنا طول الوقت.. يستحمل الجنان اللي إحنا فيه.. يستوعب شخصيتنا بتناقضاتها بعيوبها بمميزاتها.. يحترم اختلافك وما يحاولش يخليك نسخة أخرى منه.. الهدية هي شخص لما نكون متضايقين يبسطنا..لما نحكي له ما يزهقش ويصدع.. لما نتعب يكون أول حد نفكر فيه علشان عارفين إن الكلام معاه بيسعد وبيخفف وطأة الأيام وسواد الليالي أحيانا..محتاجين يا فالنتاين الرجل الحقيقي الضهر السند مش الرجل بتاع الهدايا والكلمتين اللي جايبهم من كام أغنية ولا كام فيلم.. محتاجين رجل بعقلية صديق وأخ وأب.. رجل أفعال... محتاجين رجل بدرجة إنسان طول الوقت مش بدرجة دبدوب أحمر!\nحتى اللي فاهمين الحب صح يا فالنتاين مش بيحبوا يعبروا أو بيتكسفوا أو خايفين الناس تقول شوف قلة الأدب اللي هما فيها.\nيا فالنتين في بلدي الأحمر بقى لون الدم اللي مغرق شوارعنا.. كلنا بقينا بنكره بعض ومش طايقين بعض ولو طايلين نقتل بعض هنعملها ...الناس في بلدي كمان فاكرين الحب دباديب تخيل يا راجل الدباديب والكروت والورد والهدايا الحمرا بقت مالية الشوارع وطبعا المحلات عاملاها مورد رزق ومكسب وموسم بقى ، والدنيا بقت حمرا بأوفر والبنات بقوا يحطوا كمية دهانات على وشهم وماكياج كامل الدسم كأن وشها حيطة شقتها..\nكله أحمر زي عروسة المولد وكله بيلمع لدرجة تعميك لو بصيت على البنت وتحس إنك ضارب الناس وشوارع القاهرة في عصير طماطم..وباقي أيام السنة مفيش دباديب بس فيه تكشيرة يتبادلها كل مواطن مع الآخر أيا كان جنسه..\nالبنات يا فالنتين في بلدي بقت باين مقتنعة بالأسطورة الإغريقية التالية:\nإن البشَر كانوا فِي الأصل ب 4 أيادي و 4 أرجل ورأسَين لكِن (زيوس) رب الأرباب فصلهُم عن بعضِهم وإلى اليَوم كُل إنسَان يبحثُ عنْ نِصفه الآخر !\nوكل مرة باقول للناس لا تبحثوا عن نصفكم الآخر "هو هيجي لوحده" استمتعوا بس بالحياة لأن لو فضلتوا تدوروا على نصفكم الآخر يا إما هتيأسوا يا إما هتشغلوا نفسكم برحلة مش وقتها وهتضيعوا لحظات حلوة كان ممكن تتعاش.\nسيبوا نفسكم لحد لما الحب نفسه يجي ولذا يسمونه الوقوع في الحب.. أنت بتقع مش حد بيزقك ولا مثلا هتخطط إنك تقع النهارده.. عيش الحياة وكمل الرحلة ودع رحلة البحث عن النصف الآخر جانبا ؛ لأنك كلك على بعضك حلو لا ناقصك نص ولا ربع .. الحب ملوش سن ... بس ليه وقت ..وقت لما القلب يدق .. وقت لما تقول هو ده الشخص اللي يستحق نكمل معاه الحدوتة..\nالحب ليس شهوة جنسية أو نزوة أو رغبة بل هو مشاعر نبيلة طاهرة نقية ولذلك دعونا نطلق علي من يظن أن الحب شهوة أو نزوة اسم "القساة الجاحدين المتشدقين بالحب الزائف الحقير"، كما أن قصر الحب علي العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة فقط هو أمر واه، وقصر إظهار المشاعر علي القبلات والأحضان هو أمر عجيب وغريب يجعل الصغار- الذين فيما بعد يصبحون كبارا- يعتقدون أن الحب هو مجرد قُبلة مجردة من الأحاسيس تطبعها علي وجه من تحب فحسب مع أن الحب استمرارية ومشاعر أعمق بكثير.\nطولت عليك يا فالنتين سامحني.. ارقد في سلام يا عزيزي ودعنا نتعذب في حياتنا الدنيا ليس بسبب تلك الحياة ولكن بسبب أناسها. -

الخبر من المصدر