خطبة الجمعة: فرض الكفاية يتمثل في إنفاق المال ودفع الضرر عن الفقراء | أسايطة

خطبة الجمعة: فرض الكفاية يتمثل في إنفاق المال ودفع الضرر عن الفقراء | أسايطة

منذ 7 سنوات

خطبة الجمعة: فرض الكفاية يتمثل في إنفاق المال ودفع الضرر عن الفقراء | أسايطة

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » خطبة الجمعة: فرض الكفاية يتمثل في إنفاق المال ودفع الضرر عن الفقراء\nشرحت خطبة الجمعة، الفرق بين فرض العين وفرض الكفاية ودورهما في تحقيق التوازن المجتمعي، فيما نوه الخطباء  بمساجد أسيوط بأن تطبيق الفرض الكفاية يغطى كافة مجالات الحياة ويسد حاجات الوطن الأساسية والضرورية.\nوقال الخطباء إن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقق مصالح العباد، والسمو بالنفس البشرية إلى أعلى درجات الرقي والتحضر وحسن التعامل مع الآخرين، عن طريق الالتزام بمنهج الله عزوجل وسنة رسوله، ومن ثم يتمكن الإنسان من القيام بالمهمة التي خلقه الله عزوجل من أجلها، ألا وهي عبادة الله وحدة لا شريك له وعمارة الأرض.\nوأشاروا إلى أنه من جملة الأحكام الشرعية التي جاء بها الإسلام لتحقيق الخير للإنسان ما يعرف بفرض العين، وفرض الكفاية، أما فرض العين فهو ما يجب وجوبا عينيا لازما على شخص معين بذاته بحسب قدرته واستطاعته، لا يقوم غيره فيه مقامه، ويمثل له علماء الشريعة بالصلاة والصيام والزكاة والحج، فلا يجزئ صيام الأمة كلها عن إفطار من أفطر، ولا يغني عنه صيامها من الله شيئا، وكذلك الصلاة والزكاة، ففرض العين إذا أقامه المسلك نال ثوابه وحده، وإذا تكاسل عنه تحمل إثمه وحده.\nوأما فرض الكفاية فهو لا يتعلق بشخص بعينه، بل يتعلق بجميع أفراد المجتمع، لكن إذا قام به بعض الناس سقط الإثم عن الباقين، وإن لم يقم به أحد أثموا جميعا، ومن ثم ففرض الكفاية هو ما يجب على المجتمع أن يقوم به من إنفاق المال، أو بذل الجهد لدفع الضرر عن الفقراء والمساكين وغير القادرين.\nوإن كان بعض الفقهاء القدامى قد مثلوا لفروض الكفاية ببعض الأمور، كرد السلام، وتشميت العاطس، وإتباع الجنائز، وتغسيل الميت، وتجهيزه، وتكفينه، والصلاة عليه، ونحو ذلك، فإنما ذكروا ذلك كله على سبيل المثال لا الحصر، حيث إن مفهوم فروض الكفاية يتسع لكل ما فيه صلاح البلاد والعباد، فهي لا تتوقف عند مجرد الشعائر فحسب، بل تتناول كل ما تقوم به حياه الفرد والمجتمع، أو ما يهدف إلى المصلحة العامة.\nوأوضحوا أن كثيرا من الناس يعتقدون أنهم أدوا ما عليهم بدفع زكاة أموالهم، وغاب عنهم ما في المجتمع من أيتام وأرامل، وفقراء ومساكين، ومرضى ومنكوبين، فليعلم الجميع أنه إذا أصيب أحد بكرب، أو احتاج شيئا وجب عليهم أن يدفعوا عنه ذلك الكرب، أو يقضوا له تلك الحاجة، متضامنين، فإذا قام به واحد منهم سقط الحرج عن الباقين، وإذا تخلف الجميع أثموا جميعا.\nومن أمثلة فروض الكفاية التي تحقق التوازن المجتمعي، التكافل الاجتماعي، فالإسلام لا يعرف الفردية أو الأنانية أو السلبية، وإنما يعرف الإخاء الصادق والعطاء الكريم والتعاون على البر والتقوى، وهذا ما دعا إليه نبينا، ومن فروض الكفاية، قضاء حوائج الناس، فقضاء حوائجهم والقيام بمتطلبات حياتهم من الواجبات الشرعية والوطنية، والمتأمل في واقع الناس اليوم يجد منهم الفقير الذي لا يجد ما يسد جوعه، والمريض الذي لا يجد دواءه والأرامل واليتامى والضعفاء ومن لا عائل لهم، هؤلاء وغيرهم أحق بقضاء مصالحهم وحوائجهم، وكان النبي يحرص على متابعة أصحابه في قضاء حوائج الناس والسعي في مصالحهم.\nكذلك من فروض الكفاية التي تسهم في سد حاجات المجتمع العمل على تخريج المتميزين من الأطباء والمهندسين والعلماء المتخصصين بما يحقق كفايته في شتى المجالات العلمية والإنتاجية، يقول الإمام الغزالي في الإحياء:”أما فرض الكفاية فهو عليم لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا، كالطب إذ هو ضروري في حاجة بقاء الأبدان، وكالحساب فإنه ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا والمواريث وغيرهما، وهذه هي  التي لو خلا البلد عمن يقوم بها حرج أهل البلد، وإذا قام بها واحد كفى وسقط الفرض عن الآخرين”.\nفلو خلا بلد من هذه العلوم والصناعات تعرض أهل البلد للهلاك، فغن الذي أنزل الداء أنزل الدواء، ومن لا يملك قوته وسلاحه وعتاده ودواءه لا يملك إرادته، ومن ثمة وجب عليما جميعا وجوبا دينيا ووطنيا ان نعمل وبمنتهى الهمة والجد على تحقيق الكفاية لوطننا في جميع المجالات حتى نصبح أمة منتجة، أمة مصدرة، أمة ناجحة ونافعة لنفسها وللإنسانية وليست عالة على غيرها لا في طعامها ولا في شرابها ولا في كسائها ولا في علاجها.\nوأوضح الخطباء أنه من أمثلة فروض الكفاية تلبية حاجات المجتمع الضرورية، بمراعاة فقه الواقع وتقديم فقه الأولويات، فإن كانت حاجة المجتمع إلى بناء المستشفيات وتجهيزها لعلاج الفقراء ورعايتهم فلابد من القيام بذلك، وإن كانت حاجة المجتمع لبناء المدارس والمعاهد وصيانتها وتجهيزها والإنفاق على طلاب العلم ورعايتهم فلابد من القيام بها، وإن كانت الحاجة ماسة لتسير زواج المعسرين وسد الدين عن المدينين وتفريج كروب الغارمين والغارمات فلابد من القيام بذلك.\nومن ثم فإن فروض الكفاية تتعلق بكل حاجات المجتمع وتغطي كل مجالات الحياة ولنعلم أن إحياء الواجب الكفائي يسهم في تحقيق التكافل والتوازن المجتمعي من جهة، وسد حاجات الوطن الأساسية والضرورية من جهة أخرى، فما أعظم ديننا لو فهمناه فهما صحيحا وطبقناه تطبيقا واعيا.\n“ولاد البلد” شركة إعلامية مصرية رائدة تستهدف تطوير الصحافة المحلية في بلادنا، مفهوما ومهارات وممارسة، تشمل شبكة واسعة وعالية التأهيل من الصحفيين المحليين تمتد من مرسى مطروح إلى الأقصر، تتمثل رسالتها في المساهمة في بناء صحافة عالية المهنية ملتزمة أقصى الالتزام بأخلاقيات المهنة وقيمها السامية، تخدم مجتمعاتها المحلية وترتبط بها بأوثق الروابط وتعبرعن صوتها وهمومها وتشكل وسيطا بين أبناءها وبين السلطات المعنية، صوت لمن لا صوت، وشعارها “أخبار بلدك من ولاد بلدك”. تضم “ولاد البلد” 10 غرف أخبار محلية، تصدر ستة اصدارات ورقية وتدير موقعا الكترونيا مخصص للمحليات عبر الجمهورية يقدم خدمة صحفية متكاملة ومتعددة الوسائط.

الخبر من المصدر