مستشفيات الدولة 'تعيش انت'.. أجهزة معطلة.. الأطباء غياب.. والأدوية 'الله يرحمها'

مستشفيات الدولة 'تعيش انت'.. أجهزة معطلة.. الأطباء غياب.. والأدوية 'الله يرحمها'

منذ 7 سنوات

مستشفيات الدولة 'تعيش انت'.. أجهزة معطلة.. الأطباء غياب.. والأدوية 'الله يرحمها'

تواصل هيئة النيابة الإدارية برئاسة المستشار على رزق، حربها على المستشفيات، للوقوف على مشكلات المرضي، ومحاسبة المسؤلين المقصرين في أداء عملهم، بالإضافة إلى ضبط التجاوزات التي يكون لها الأثر السلبي على حياة المواطنينن.\nوخلال شهر يناير الجاري، قامت النيابة الإدارية بمداهمة مستشفي المقطم، التابعة لهيئة التامين الصحي، ومستشفي الساحل التعليمين، وتم رصد العديد من السلبيات، بعد الاستماع لشكاوي المرضي، وحصر الأجهزة المعطلة، في ظل غياب الأطباء رغم توقيعهم في دفاتر الحضور والانصراف، وغيرها من المخالفات.\nوفي هذا التقرير نرصد ما قامت به النيابة الإدارية خلال جولتها داخل مستشفيات الساحل والمقطم.\nكشفت جولة النيابة الإدارية داخل مستشفى المقطم التابعة للتامين الصحي، عن وجود مخالفات جسيمة تمثلت فى انتشار القطط داخل فناء المستشفى، إضافة إلى الحشرات والأبراص.\nوتبين من خلال المعاينة، التى أجراها المستشار أحمد الدجوى، وكيل النيابة، أن الدور الأول بالمستشفى، يضم غرفة، تجمع فيها النفايات الخطيرة، فى صناديق غير محكمة الغلق، ما يعرض المواطنين للأمراض.\nكما تبين من خلال فحص دفاتر المستشفى، عدم وجود أرقام السيارات التى تنقل تلك النفايات، أو أسماء المسئوليين عن المهمة، إضافة إلى تعطل الجهار الخاص بتهوية الغرفة.\nويشتكى المرضى داخل قسم الاستقبال، من سوء التعامل، حيث قال إن محمد فاروق، مريض، إنه توجه للمستشفى لإجراء عملية جراحية، لفتح "خراج"، متبعًا: "فوجئت، بالأطباء، يخبروننى بأن المستشفى، اتخذ قرارًا بوقف العمليات الجراحية، بسبب نفاد المخدر، وطالبت الأطباء بإجراء جراحة، دون تخدير نظرًا لسوء حالتى ما حدث بالفعل".\nوأثبت فريق المعاينة، الذى ترأسه، أحمد الهادى، رئيس النيابة، وجود أجهزة داخل غرفه مغلقة غير مستخدمة، تتخطى قيمتها ملايين الجنيهات، بالإضافة إلى أن مدير المستشفى لا يعلم عنها شيئًا، مع وجود كراسى متحركة عير مستغلة داخل إحدى الغرف، وأن المتهالك من الأسرَّة، والكراسى، ملقى بجوار السور الخاص بالمستشفى.\nكما تبين من خلال المعاينة، وجود جهاز خاص بوحدة قسطرة القلب يقدر ثمنه بملايين الجنيهات غير مستخدم، إضافة إلى وجود حضانات خاصه بالأطفال المبتسرين غير معقمة، وأن الأطفال يوضعون داخل حجرة كلها نوافذ، وأن الممرضات لا يتبعن القواعد والأصول المعمول بها لصيانة الأجهزة الطبية.\nوأكدت المعاينة تخزين أمبولات تحوى مواد مخدرة ممنوع صرفها إلا بإجراءات طبية داخل ثلاجة وحدة القلب، والقسطره وبالكشف عن مصدرها من قبل طبيبة التفتيش والمتابعة بوزارة الصحة، تبين أن التذكرة الخاصة بالمريض غير موجودة إضافة إلى صرف كمية المخدر دون إثبات ذلك فى محضر رسمى ما يؤكد وجود تلاعب فى صرف الأدوية.\nوأوضحت المعاينة التى شارك فيها المستشار عمرو كمال، ومحمد أبو طه، وأحمد عيد وكلاء النيابة أجهزة بالمستشفى تحتاج إلى صيانة، وتبين أن قسم العظام والرعاية يؤجل الحالات التى تحتاج إلى تدخل جراحى نظرًا لتعطل الأجهزة.\nوأكد أحد العاملين بالمستشفى لـ«لجنة التحقيق» فى مخالفات مستشفى المقطم، أن تجديد سلم الطوارئ، تكلف مليونًا و300 ألف جنيه، على الرغم من أن السلم القديم لم يكن يحتاج لتجديد، ما يعد إهدارا للمال العام\nكشفت المعاينة التي أشرف عليها المستشار أحمد عبد الهادي، عن وجود نقص كبير في الأدوية التي يحتاج لها المرضى في المستشفى، وبالأخص مرضى "العمليات" وحالات الطوارئ، مما يجعلهم في متاهة؛ لعجزهم في بعض الأحيان عن العثور على بعض الأدوية، المطلوبة.\nأثناء تفقد فريق المعاينة، لطوابق المستشفى؛ لوحظ أن بعضها- مثل الثالث والسابع- يوجد تهالك في الجدران والأسقف بهما، وتبين أنها غير مناسبة لاحتواء المرضى بداخلها؛ نظرًا لعدم توافر الشروط الطبية المتعارف عليها.\nوكشفت معاينة النيابة الإدارية عن كارثة كبري، وهي غياب بعض الأطباء، رغم ثبوت حضورهم في دفاتر الحضور والانصراف، منهم 6 "علميين" أساتذة حاصلين على دكتوراه، وكذلك غياب "مدير العمليات" في الوقت الذي يحتاج فيه المرضى إلى خبراتهم؛ نظرًا لوجود حالات خطرة داخل غرف العمليات.\nمع غياب الأطباء ونقص الأدوية، ينتج الإهمال والتدهور في حالة المرضي، ويقف ذويهم مكتوفي الأيدي، لا يستطيعون أن يُحرِّكُوا ساكنًا.\nوقالت والدة إحدى المرضي: "ابنتي دخلت المستشفى على قدميها منذ 13 يوما، ومكثت في العناية المركزة إلى هذا الوقت، ولا نعلم ما بها، وماهو تشخيص حالتها، ولا نجد من يجيب"، وذلك وسط ودموع الأم التي لم يسعها سوى الجلوس على "بلاط" المستشفى أمام باب العناية المركزة، منتظرة لإجابة تُريح بالها، وتُطَمْئِن قلبها، على ابنتها التي لا تعلم ما أصابها.\nوفي سياق متصل.. قالت امراة عجوز أن نجلها تعرض لحادث أليم، وتم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة، ومن ثم إلى مستشفي الساحل، وظلت تندب حالها، وتقول: "من ينقذ ابني؟.. لا أعلم مدى خطورة حالته".\nوبلهجة يشوبها اليأس؛ قال أُسَر المرضى:"نقول إيه ونتكلم عن إيه، لن يتغير شيء، هذا هو الحال، لنا الله، إن يرحمنا أو يخلصنا مما نحن فيه".\nواستمعت النيابة الإدارية، إلى شكوى المرضى واستغاثاتهم، بكل عناية، وتم فتح تحقيق واسع في كل تلك المخالفات؛ للوقوف على الأسباب وتحديد المسئوليات، ومساعدة المرضى وتيسير الأمور على ذويهم.\nلا يمكن أن يخلو مستشفى من جهاز أشعة مقطعية، إلا أن الجهاز الموجود في مستشفى الساحل "عطلان"؛ الأمر الذي يترتب عليه قيام المرضى بإجرائها في مراكز خاصة، ويتكبدون العناء جراء ذلك إلى جانب الأموال.. وفي ظل ما يمرون به من آلام وضيق المعيشة؛ لا يجدون أبسط الخدمات في مستشفى بمثل هذ الحجم.\nوفي قسم الأمراض المستوطنة، بالطابق السابع، سأل رئيس النيابة، المرضى من كبار السن عن أحوالهم، فردت إحداهم: "لا توجد كراسي متحركة نتنقل عليها إلى دورات المياه"\nأضافت: سقطّتُ صباح اليوم نظرًا لعدم قدرتي على الوقوف، لتقدمي في العمر، وقلة حيلتي.\nلاحظ فريق المعاينة، أن هناك تقصيرًا في نظافة دورات المياه بشكل دوري؛ مما يترتب عليه انتشار التلوث بشكل دائم، وانتقال العدوى إلى المرضى.

الخبر من المصدر