في مواجهة "الذئب المنفرد"

في مواجهة "الذئب المنفرد"

منذ 7 سنوات

في مواجهة "الذئب المنفرد"

تنظيم "داعش" الإرهابي ينهار ويتفكك.. هذه العبارة تتردد كثيراً في اجتماعات وندوات عربية وغربية حول مستقبل الإرهاب.\nوفي مناقشة عوامل انهيار التنظيم الإرهابي الذي خرج من عباءة "القاعدة"، يسرد الباحثون والمتخصصون تأكل خريطة نفوذ "داعش" في العراق وسوريا وتحول التنظيم من الهجوم إلى الدفاع وتراجع قدراته على تنفيذ هجمات كبرى وتقلص نفوذه الأيديولوجي في العالم الإسلامي.\nهذا التفاؤل لا يظهر في حديث بروس هوفمان مدير مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة والذي شارك في مراجعة التدابير الأمنية بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عقب هجمات 11 سبتمبر.\nهوفمان تحدث صراحة عن أن الحديث عن تراجع "داعش" يشبه ما قيل قبل 5 سنوات مع مقتل زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، حيث توقع الباحثون انهياراً استراتيجياً لـ"القاعدة" والتنظيمات الإرهابية، ليظهر بعد ذلك تنظيم "داعش" الذي حقق الكثير من "أحلام" بن لادن بتجنيد المئات في أوروبا وجذب الالاف من العرب للقتال في سوريا والعراق تحت رايات التنظيمات الإرهابية والوحشية.\nويقول هوفمان إنه في حال سقوط "الخلافة الداعشية المزعومة" في سوريا والعراق فإن العالم سيواجه سيلاً من الإرهابيين الذين سيحاولون العودة إلى أماكنهم لبث السموم وشن المزيد من العمليات. بل أن هوفمان يزيد من نبرته التشاؤمية بقوله إن "الإرهاب هو حرب استنزاف، والغرب يخسر فيها. فالمجتمعات الغربية مليئة بالأوهام حول الصراع الذي يبدو أنّه لن ينتهي، مما يغذّي التصدعات السياسية وكراهية الأجانب".\nنحن أمام دائرة مقطوعة طرفاها إرهابيون تجندهم تنظيمات وحشية تبث سمومها يومياَ عبر الإنترنت والإعلام المرئي تحت مرأي ومسمع العالم وسياسات غربية تعزز الكراهية للأخر وتساهم في نفس الوقت في تقوية هذه التنظيمات الوحشية.\nفي هذا السياق، يظل علينا بين حين وأخر ما يعرف بـ"الذئب المنفرد"، هذا الإرهابي الذي تحدثنا عنه من قبل هذا الشخص الذي يتبنى الفكر الشيطاني القائم على اختزال للعالم في شخص واحد واختزال الدين في نفس الشخص بل واختزال رسالة الإسلام في شخصه.\nهذا "الذئب الوحيد"، خرج علينا كثيراً في العام المنصرم وشاهدناه في عمليات الدهس في فرنسا وألمانيا والهجوم في فلوريدا. هذا "الذئب" الذي يتبدل البحث عن الآمل في الحياة بقتل الأخرين بحثاً عن البطولة الزائفة.\nويبقى السؤال هل لنا أن نقبل النغمة التشاؤمية لبروس هوفمان؟ الإجابة هي لا. فإن التعامل مع الإرهاب على أنه واقع لا فرار منه أو قدر عالمي يخرجه من نطاق السياسة والاجتماع والامن إلى نطاق "الميتافيزيقا". وهو المنطق الذي يسعى الإرهابيون أنفسهم إلى ترويجه بالقول إنهم خارج التاريخ وخارج الحسابات.\nقد نتفق مع هوفمان في أنه لا يمكن التعامل بتبسيط وبكثير من التفاؤل مع تراجع قدرات تنظيم "داعش" الإرهابي ولكن في المقابل فإن مواجهة "الذئب الوحيد" ممكنة. وعلينا أن نتعلم من التجارب الناجحة في منع الإرهاب من الجذور وفي قلبها تجربة دولة الإمارات.\nإن الإدراك المبكر للخطر قادر على تجفيف منابع الإرهاب وتحصين الشباب من الفكر الإرهابي البغيض قادر على أن يحول دون ظهور "الذئب الوحيد". إن الانتصار في المعركة ممكن بشرط القدرة على مواجهة منابع الفكر المتطرف وعدم التسامح مع أي محاولة لزرعه بين الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى إلى جانب مواجهة الفكر الإرهابي والتكفيري بحزم دون مواربة وأيضاً اليقظة الأمنية والعيون الساهرة التي لاتنام.\nهذه المنظومة التي نجحت فيها الإمارات كان لابد لها من قيادة لديها بصيرة وقادرة على استشراف المستقبل والقدرة على مواجهة التحديات دون مواربة أو تردد. وقد كانت رسالة سمو الشيخ محمد بن زايد الدائمة للجميع هي أن نواجه ونقاوم الفكر المتطرف والهدام من المنبع. \nمقالات مختارة تُنشر بالتزامن مع عدد الصحف العربية والأجنبية.\nجميع الحقوق محفوظة لشركة المجال للإعلام © 2017

الخبر من المصدر