أثرياء الصين قلقون من ملاحقات قضائية تطالهم

أثرياء الصين قلقون من ملاحقات قضائية تطالهم

منذ 7 سنوات

أثرياء الصين قلقون من ملاحقات قضائية تطالهم

الصين تستعد لافتتاح "أعلى وأطول" جسر زجاجي في العالم\nبكين: يعاني أرباب العمل الاثرياء في الصين من ملاحقات قضائية واعتقالات بتهم فساد تطالهم، وهم يسعون إلى الحصول على دعم مسؤولين في الحزب الشيوعي، الامر الذي يشكل سيفا ذا حدين، كما يقول خبراء.\nوتضم الصين اكبر عدد من اصحاب المليارات في العالم الذين يبلغ عددهم 594 كما جاء في التصنيف الاخير لمجلة "هورون" المتخصصة. ومنهم عدد كبير من رؤساء المؤسسات، الذين جمعوا ثرواتهم مستفيدين من التطور الاقتصادي. لكنهم استفادوا ايضا من الدعم السياسي الذي تفاوتت مدة استمراره، على غرار تشياو جيانهوا، الملياردير الذي "اختفى" في هونغ كونغ الاسبوع الماضي عندما خطفه عناصر من استخبارات بكين، خلافا للقوانين المرعية الاجراء، كما ذكرت الصحافة المحلية.\nوقال جان-بيار كابيستان، الاستاذ في الجامعة المعمدانية في هونغ كونغ، ان "رجال الاعمال الصينيين يعرفون بلادهم. يعرفون جميعا ان من الضروري تأمين دعم" من السلطات. واضاف "يتسلم مسؤولون محليون من الحزب الشيوعي يوميا هدايا من ارباب العمل... الذين يحتاجون الى حماية".\nواذا لم يحصل رجل الاعمال على هذا الدعم، فقد يضطر على سبيل المثال الى دفع مزيد من الضرائب "لأن النظام الضريبي متعسف جدا في الصين"، كما قال ويلي لام، استاذ العلوم السياسية في جامعة هونغ كونغ الصينية. واكد ان المؤسسة نفسها يمكن ان "تختفي". وقال ان "السلطات يمكنها ان تهدد باغلاق مصنعك لاسباب عدة، كمكافحة التلوث، او ما سواه".\nومنذ وصوله الى السلطة اواخر 2012، يشرف الرئيس الصيني تشي جينبينغ على حملة واسعة لمكافحة الفساد، تستهدف مسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم وارباب عمل. وتفيد الارقام الرسمية ان 1،2 مليون شخص بالاجمال قد عوقبوا خلال اربع سنوات.\nوقال جان-بيار كابيستان ان "خطر التعرض للملاحقة اثر سقوط رجل سياسي يحاكم بتهمة الفساد يبقى قائما"، واضاف لام "اذا كانت كل الامور على ما يرام للشخص الذي يتولى حمايتك، فانك تربح اموالا طائلة. لكن اذا ما اوقف... سرعان ما ينقلب دعمه الى مصيبة. هذا سلاح ذو حدين".\nوالأمثلة كثيرة في الوقائع اليومية الراهنة.\nفبالاضافة الى تشياو جيانهوا، المعروف بقربه من عائلة الرئيس تشي جينبينغ، يسود الاعتقاد بأن قطب العقارات السابق، غيو وينغيو الذي كشفت علاقاته السياسية القوية في 2015، قد بات في المنفى في الخارج. ومنذ ذلك الحين، سقط عدد كبير من داعميه على مستوى قمة الدولة بتهمة الفساد.\nوتوفي الملياردير تشو مينغ، المقرب من المسؤول السابق المخلوع الرفيع المستوى بو تشيلاي (المنافس السياسي الكبير لتشي جينبينغ)، في السجن اواخر 2015.\nوقد عاود آخرون الظهور بعد اختفائهم، مؤكدين انهم "تعاونوا مع التحقيقات" التي اجرتها السلطات.\nوذكر ويلي لام "تقول الطرفة في الصين انه اذا ما ظهر اسمك في لائحة اغنى 100 شخص في البلاد، فمن مصلحتك ان تتنبه وتأخذ تدابير الحيطة والحذر. لان كثيرين من هؤلاء الاشخاص قد اعتقلوا بتهمة التهرب الضريبي او جرائم اقتصادية. فمن الخطورة بمكان ان تكون ثريا في الصين".\n واذا كانت هذه السلسلة من الرؤوس المتدحرجة قد اسفرت عن قليل من العواقب الاقتصادية الكلية، فهي تؤدي بالمقابل الى مزيد من التنبه في اوساط الاعمال، كما يقول احد المحللين.\nوقال كلاوس بادر، كبير الخبراء الاقتصاديين للشؤون الاسيوية في مصرف سوسييتيه جنرال، ان "حملة واسعة لمكافحة الفساد، غالبا ما تحمل اصحاب القرار على التردد... في اتخاذ قرارات". واضاف "يتخوفون من ان يكون احد قراراتهم مرتبطا برشاوى او بالفساد بطريقة او بأخرى".\nواشار ويلي لام الى ان الاقتصاد والسياسة والسلطة القضائية في الصين "متصل بعضها بالبعض الآخر". وقال "اذا ما اوقفتك الشرطة، فلا تتوافر لك اي ضمانة للاستفادة من حكم عادل".\nوالنتيجة، هي ان كثيرين من كبار ارباب العمل قد عادوا الى منازلهم في هونغ كونغ، مطمئنين الى استقلال القضاء الذي  تتمتع به المستعمرة البريطانية السابقة.\nوقال لام "كانوا يعتقدون ان هونغ كونغ آمنة. لكنها لم تعد آمنة من جراء ما يحصل لتشياو جيانهوا".

الخبر من المصدر