«باي بولر» لعلي حسن.. ما تيسر من «كلام المراهقين»

«باي بولر» لعلي حسن.. ما تيسر من «كلام المراهقين»

منذ 7 سنوات

«باي بولر» لعلي حسن.. ما تيسر من «كلام المراهقين»

"أنا شُفت الكون بيكون ..\nعلى هيئة يوم الدين ..\nكل التفاصيل خايف منها ..\nعايشين أجساد من غير أرواح\nأصبحت الآية .. توهان مفروض\nمن كتر الخوف م الغيب .. بتغيب \nتبعد هتلاقي الكل يقرب ..\nوإن قربت .. الكل يسيب".\nليست هذه كلمات من أجواء مسلسل عربي يحاول تقليد مسلسل تركي، وليس كلام يتداوله شبان على مقهى، بل نثر من رواية جديدة بعنوان "باي بولر" للشاعر علي حسن، ورغم الشعبية "غير المفهومة" للرواية على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن البرومو الذي نشره "الشاعر" على صفحته يحتوي على نثر غير متناسق بتعابير “شبابية” مستهلكة تداعب مشاعر المراهقين وتناسب جيل "السوشيال ميديا"، لكن استضافة معرض القاهرة "الدولي” في حفل توقيع لروايته، الجمعة الماضية بجناح دار "مقام" للنشر والتوزيع، جعل الأمر يخرج من إطار "السويشال مديا" إلى ساحة النقاش العام.\nجاءت الرواية كتنوعية على الكتابات التي لا جدية فيه، محض محاكاة واستهلاك لـلقوالب "الشعرية" الدارجة في الشعر العامي في سياق رواية، وعلى الرغم من ضحالة الأسلوب والفكرة وسطحيته أصبح هذا النوع من الكتابات فإنه يـستوعب جيلًا جديدًا من الشباب الطامحين إلى شهرةٍ ما باسم الإبداع.\nفي المعرض الحالي بات أدب "السوشيال ميديا" يزاحم الأدب الجاد حتى توارى في زاوية مهملة، في منافسة لا تحسمها المفاهيم النقدية ولا مناهج التناول بل: "السوشيال ميديا" و"البيست سيلر" وجيل جديد من الشباب غيرالمؤهلين للقراءة الجادة.\n حصدت رواية "باي بولر" رواجًا غير عادي، تمامًا كما حدث مع مغني الراب الشهير زاب ثروت بكتابه "حبيبتي" العام الماضي، ورغم الرفض النقدي لهذا النوع من الأدب من قبل المهتمين بعالم الأدب، فإن جمهورًا كبيرًا يصر على الإقبال عليه.\nمن جهة أخرى، تعرضت الرواية لسيل من الهجوم المضاد، وتعرض الكاتب الشاب علي حسن، لهجوم مماثل، الغريب في ذلك أن المقتطفات التي يتم تداولها عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ساخر ليست من آخر كتاب له "باي بولر"، الذي يشارك به في الدورة الـ 48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي انطلق فعالياته الخميس 26 يناير ويستمر حتى 10 فبراير 2017، ولكن من ديوانه "خمسة خصوصي"، الذي صدر منذ عامين تقريبًا، ويحتوي في آخر فصل فيه على أسماء الفتيات اللاتي عرفهن والذي يدعى "بناتي جدًا".. وكتب فيه الشاعر أكثر من 50 قصيدة بأسماء مختلفة.\nالكاتب علي حسن، صاحب الـ 24 عامًا، يدرس في السنة السادسة من كلية "الطب"، ويشارك متابعيه على مواقع التواصل بـمنشورات بعضها من وحي ارتجالاته وبعضها مقتطفات من كتاب "خمسة خصوصي" أو من كتب ينوي إصدارها، وتحصد تلك المنشورات آلاف الإعجابات والانتقادات أيضًا.\nوعن أسباب تغير مساره من طالب في "كلية الطب"، إلى شاعر عامية، قال علي حسن لـ"التحرير" إن السبب في ذلك "فتاة"، غيرت حياته، ولكنه رفض الحديث عن تلك الفتاة وعن دورها في حياته.\nحاول حسن الهروب من الهجوم الذي تعرض له بتبرير هذا النوع من الكتابة بقوله  "خمسة خصوصي كتاب خفيف بهدف الضحك والحب وفرحة الناس"، وعلى الرغم من أنه تم إصداره منذ عامين، إلا أنه قام بتوزيعه مرة أخرى خلال حفل توقيع كتاب "باي بولر".\nوعن كتاب "باي بولر" والذي يطلق عليه "الاضطراب ذو الاتجاهين" أو "الاضطراب الوجداني ثنائي القطب" أو "الهوس الاكتئابي"، يقول حسن إنها تجربة جديدة متجردة من كل شيء، وأنه بسببها دخل في حالة من العزلة لمدة خمسة أشهر، وتسبب هذا الأمر في إصابته بالاكتئاب والرغبة في الانتحار، مضيفًا: "باي بولر فكرته جاتلي من حالتي واللي هي أقرب كتير للمرض، كل كلمة اتكتبت فيه حصلت وعشتها بالفعل".\nتقبل علي حسن انتقادات بعض المتابعين الذين وصفوه بأنه بـ"ليس شاعرًا في الأساس"، قائلًا: "كل واحد حر في رأيه طالما بيحترم نفسه".

الخبر من المصدر