شاهد.. "سيدة الرصيف" تحارب قسوة الحياة ومتاعبها ببيع الكُتب

شاهد.. "سيدة الرصيف" تحارب قسوة الحياة ومتاعبها ببيع الكُتب

منذ 7 سنوات

شاهد.. "سيدة الرصيف" تحارب قسوة الحياة ومتاعبها ببيع الكُتب

سيدة كادحة ترتسم ملامح الرضا بما قسمه الله على وجهها البشوش.. تذكرنا بصفات المرأة المصرية من  إصرار وعزيمة فى الشقاء والعمل بكل طاقة لديها لإعالة أسرتها دون أن يتخلل لنفسها اى كلل أوملل، لتتخذ من أحد الأرصفة الصغيرة أسفل كوبرى ثروت عالماً خاصًا بها ليكون هو مسكنها ومأكلها ومشربها، علاوة على كونه  مصدر رزقها الوحيد فى بيع الكتب الدينية للشيخ الشعراوى.\n لاتتذوق طعماً لراحة البال.. تعمل 16 ساعة لتوفير الطعام والشراب وسد الحاجة لأحفادها الصغار الذين أصبحوا عاتقاً فى رقبتها بعد وفاة ابنها الكبير، بالإضافة لعلاج ابنها الثانى رقيد الفراش بمرض بالفشل الكلوى.\nنتحدث عن سيدة الرصيف الحاجة ألهام البالغة من العمر 73 عاماً، التي تقول: "أنا بقالى 7 سنيين على الرصيف فالشارع"، لافته إلى أنها تعمل منذ بزوغ الشمس حتى حلول المساء لكسب رزقها من عرقها الشخصى وليس مد يدها والتسول كما يفعل الأخرون.\nوأضافت:"طول ما الواحد فيه صحه هيفضل يشتغل انا بصحا من 6 الصبح لغاية 11 بليل".\nوبسؤالها عن مخاطر النوم بالشارع لكبر سنها، أكدت العجوز أنها لا تخشى شيئًا طالما أمانها بالله قوي فهي مسالمة لا تحاول الاحتكاك بأى شخص تجلس على الرصيف او تذهب للصلاة ببيت من بيوت الله بالقرب من مصدر رزقها، أما بخصوص عملها بينت أنها لا تشعر بالملل من بيعها للكتب.\nواكدت ان حياتها لم تقتصر على بيع الكتب فقط، بل أنها تقرأ يوميًا بتلك الكتب وتزداد علماً ودراية بأمور الحياة حتى لا تشعر أنها منفصلة عن العالم.\nوأعربت سيدة الرصيف، عن حزنها الشديد لفقدانها ابنها الأكبر لحاجته لإجراء عملية تبرع بالكلى ولضيق الحال اضطر أبنها الأصغر بالتبرع لأخيه، لكن مشيئة الله فوق كل الأقدار فلم يكتب له النجاة ومن هنا حملت على عاتقها مسئولية ابنها الأصغر الذى لا يستطيع العمل بعد خسارة احدى كليته، قائلة: "انا فيا صحة وبشتغل اللى احق منى بالمساعدة اللى مش قادر يدوس على رجلية فى غيرى مش قادر يجيب لقمه العيش انا مش محتاجة حاجة".\nوتابعت أن حلمها الوحيد أن ترى أحفادها ذو مناصب عالية حتى تجنى ثمار جهدها وتعبها عليهم: "أحفادى بيتعلموا فى أحسن مدارس وبيدربوا فى نوادى انا اتبهدل واشوف احفادى ذي البهوات بتوع العربيات".\nوبنبره شقاء تتخللها نظرة أنهمار الدموع الغزيرة، طالبت بكل خجل وعزة نفس عن أمنياتها فى توفير الدولة لكشك صغير تبيع من خلاله الكتب بدلاً من الجلوس على أرصفة الشوارع لتقدمها فى السن.

الخبر من المصدر