بالصور: ''جريمة العسال''.. حكاية عصابة هددت أهالي في شبرا بـ 11 كلبا شرسا

بالصور: ''جريمة العسال''.. حكاية عصابة هددت أهالي في شبرا بـ 11 كلبا شرسا

منذ 7 سنوات

بالصور: ''جريمة العسال''.. حكاية عصابة هددت أهالي في شبرا بـ 11 كلبا شرسا

في حارة ضيقة، تكتظ عشرات البيوت المتراصة على جانبي الطريق، تقطن مئات الأسر في غرف تخنقها رائحة حمامات ملحقة، متهالكة الحيطان والأساس، لا تتعدى مساحة الواحدة منها 30 متراً، تعيش الحاجه ثناء فتحي، برفقة أبنائها الثلاثة داخل غرفة بالدور الثاني، في حارة الشيخ إدريس المتفرع من شارع العسال بمنطقة شبرا وسط القاهرة.\nالتحفت السيدة الخمسينية بطانية تحميها من برد الشتاء القارس، وجلست فوق كرسي وسط غرفتها تتوسط أبنتها هناء 31 سنة وأحفادها، تحكي كيف هددتها عصابة، واستولت على كل أموالها لدرجة أنها باعت كل أساس المنزل، ومنعت أبنها من استكمال دراسته بسبب عدم قدرتها على دفع مصاريف المدرسة وتسديد ديون الأسرة.\nالحاجة وضيق اليد يدفعان الإنسان إلى البحث عن مخرج، تحكي سناء عبدالحميد، 52 سنة، ما حدث معها: "كنت بجهز بنتي عشان أزفها لعريسها ومش معايا فلوس أكمل جهازها، ودورت استلف فلوس من الجيران لكنهم أبلغوني أنهم استدانوا من سعاد جارتنا، وإنها بتدي قروض للمحتاجين"، روحت لها وطلبت منها 5 ألاف جنيه ومن هنا بدأت حكايتي مع مافيا القروض".\nتتذكر البداية:" في 2014 استلفت 13 ألف جنيه على 3 مراحل من سعاد، أول مرة كانت 5 ألاف جنيه، وعرفت من أسر كتير محتاجه انهم استلفوا مبالغ كبيرة من 2011، حتى عرفت أنها تجبر الناس تدفع فوايد 60 % على كل قرض يعني الـ10 ألاف نسددهم 16 ألف، عبر التهديد "يا الدفع يا الحبس" بإيصالات أمانة وشيكات حررناها، ولما روحنا نتكلم معاها فوجئت إن جوزها (محمد عبدالرحمن) كان محبوس وخرج من السجن وهددنا بسلاح آلي وكلاب مدربة قائلاً: لو جيتوا هنا تاني من غير فلوس هخلي الكلاب دي تاكلكم".\nابني مش بيروح المدرسة وحالنا واقف مش عارفين ناكل ولا نشرب، بنشتغل بس عشان نسدد القرض، كلنا خايفين منهم والأهالي مرعوبين دي عصابة كبيرة ومربيين 11 كلب مدرب.\nالتقط رجل ثمانيني به انحنائه ظاهرة متكئاً على عكاز ¬- دخل فجأة إلى الغرفة أخبرتنا فيما بعد أنه والدها - طرف الحديث، قائلاً "نص الناس هنا خايفة، الجوع والخوف موت الناس والقانون مش بيحمي الضعيف لانهم اتحبسوا أكتر من مرة وكل مرة يطلعوا من السجن أشرس من اللي قبلها".\nيضيف عم فتحي عبدالحميد: "دول كانوا يخلوني نايم في السرير ويطلعوا يسرقوني رغم إننا جيران من 15 سنة ومحدش يجرؤ إنه يقولهم ده عيب أو غلط، عملوا فلوس كتير من القروض، واشتروا سلاح وكلاب، وأصبحوا مافيا تخطط وتنفذ كل ما تريد، دون مسائلة".\nالناس خايفة تتكلم، قالها الرجل المسن منفعلاً واستشهد بواقعتين حدثتا منذ عدة شهور: مرة اتخانقوا مع واحد خلوه جاب خروف، ولبسوا الخروف قميص نوم وكتبوا عليه اسمه، ثم ذبحوا الخروف، وطردوا صاحبه من المنطقة بسبب إنه تجرأ وأبلغ الحي عن الكلاب المفترسة اللي مربيينها وسط الأهالي".\nوفي مشهد أخر شبيه بما يفعله الفتوات في أفلام السينما "طردت العصابة أحد الأهالي من منزل والدته، واشترطوا عليه عدم المجيء مرة أخرى إلى المنطقة، بسبب أنه أبلغ قسم شرطة شبرا بأن الأهالي يعيشون في رعب وأن المنطقة تحولت كأنا شيكاغوا بسبب تهديدات العصابة بالسلاح والكلاب".\nوألقت مباحث الأموال العامة بالقاهرة القبض على (نادية.ا ، 55 عامًا ، ربة منزل)، تُقيم بمنطقة العسال في شبرا، وتتزعم عصابة برفقة زوج ابنتها (محمد.ع ، 48 سنة، عاطل،) سبق اتهامه في 48 قضية، وزوجته (سعاد.ع"، 28 عامًا)، لاستغلالهم حاجة البسطاء، وإقراضهم أموال بفائدة كبيرة تخطت 60%، وأمرت النيابة العامة بحبسهم جميعاً وحرزت 162 إيصال أمانة، و54 صور لبطاقات رقم قومي خاصة بأسماء ضحاياهم.\nتقول امتثال سيد على 55 سنة أحد الضحايا: "اقترضت منهم 2500 جنيه عشان أسدد قرض اخدته من شركة تمويل، من 2011 وللآن بسدد فيهم كل شهر لدرجة إني دفعت 9 ألاف جنيه، وبتهددني بشيكات على بياض وإيصالات أمانة ورفعت قضية على بنتي لأنها مضت معايا على إيصالات ساعة القرض".\nناس كتير واقعين زينا في الموضوع ده ومش لاقيين حد ينقذهم، وهددونا بعد الشرطة ما قبضت عليهم، إننا لو اتكلمنا في النيابة هيرفعوا قضايا بالشيكات في محاكم كتير ويبهدلونا، وقالت لنا نادية واحنا بنشهد في النيابة: أوعوا تفتكروا إن الحكومة أنقذتكم، احنا هنخرج ونحبسكم".\n"محدش يشهد وخافوا على عيالكم".. في وسط الطريق المؤدي إلى غرفة التحقيق داخل النيابة، بمحكمة الجلاء، وقف المتهمون يلقنون الضحايا فاصلاً من التهديد والوعيد، لدرجة أنهم أخبروهم بأن أبنائهم سيكونون الضحايا إذا تحدثوا في الأمر أمام النيابة.\nتجمع عدد غير قليل من الأهالي والضحايا، وقفت إحداهن تدعى هناء 31 سنة، حاصلة على دبلوم تجارة، تحكي بصوت تخنقه الحسرة: "جوزي كان شغال في شركة ثم طردوه، لأنه أُصيب بفيرس سي، استلفت 4 ألاف جنيه من سعاد، عشان أدفع الإيجار واصرف على البيت، ثم فوجئت إني لازم أدفعهم 16 ألف جنيه غصب عني، بعت كل أساس الشقة وغرفة النوم، والمعيشة، وانتقلنا في شقة أصغر ثم سكنت في غرفة أنا وأولادي (روان 7 سنوات)، و(ياسين 3 سنوات)، وزوجي المريض"، ثم اشتغلت في صيدلية عشان أوفر مصاريف البيت واعرف أسدد الديون.\nمصدر أمني روى قصة سقوط أفراد العصابة، قائلاً إن أحد الأهالي تجرأ وقام بتقديم بلاغ رسمي بمكتب اللواء أيمن لقيه مدير مباحث الأموال العامة بمديرية أمن القاهرة، وفحص رجال الشرطة التحريات التي أكدت صحة بلاغه فتم إعداد كمين أمني، وتم القبض على المتهمين.\nيؤكد المصدر أن المتهمين كونوا عصابة تخصصت في القيام بعمل من أعمال البنوك، ودلت التحريات أنهم كانوا يحصلون على فائدة تمثل 2% يوميًا من أصل المبلغ تمثل 60% شهريًا.\nوكشف مصدر أمني أن ضحايا العصابة وصل لـ 42 ضحية، وأحدهما يعمل سروجي سيارات وزوجته باعا كليتهما مقابل مبلغ 25 ألف جنيه مصري لكل منهما حتى يتمكنا من سداد فوائد الدين التي تراكمت عليهما خشية ملاحقتهم قضائياً بموجب إيصالات الأمانة التي قاموا بالتوقيع عليها.

الخبر من المصدر