بعد حكم «تيران وصنافير».. البرلمان في متاهة

بعد حكم «تيران وصنافير».. البرلمان في متاهة

منذ 7 سنوات

بعد حكم «تيران وصنافير».. البرلمان في متاهة

بعد حكم المحكمة الإدارية العليا، اليوم الإثنين، برفض طعن هيئة قضايا الدولة "ممثلة الحكومة" لبطلان حكم محكمة القضاء الإداري "أول درجة"، الصادر في شهر يونيو الماضي، الذي قضى ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي تمَّ بمقتضاها إعلان تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للمملكة، تساءلت "التحرير" هل سيكون للبرلمان حق مناقشة الاتفاقية بعد حكم المحكمة اليوم؟، وهل للحكومة أبواب أخرى لإثبات تبعية "تيران وصنافير" للسعودية، وهل من الممكن أن يحدث الحكم أزمة مع السعودية؟.\nلن يؤثر على علاقتنا مع السعودية\nيقول اللواء حمدي بخيت، عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب، إن حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ورفض طعن الحكومة بإجماع الآراء، لن يؤثر على علاقتنا مع السعودية بأي شكل، وشأن داخلي ليس لأحد لا يؤثر على أحد.\nوأضاف بخيت، في تصريح لـ"التحرير" أن الملف تم إدارته بشكل خاطئ من الأساس وبه مغالطات كثيرة وعوار كبير، لافتًا إلى أن مجلس النواب سيناقشه باللجان المتخصصة ويتم عمل حوار مجتمعي عنه من جديد للوصول للحقيقة.\nوأوضح عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب، أن محكمة القضاء الإداري ليست متخصصة في هذا الشأن، واتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية تشبه اتفاقية كامب ديفيد، لأنها شأن سيادي تنظرها المحكمة الدستورية.\nبينما قال النائب خالد شعبان، عضو مجلس النواب وتكتل "25- 30"، إن الحكم ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، يعتبر عنوان الحقيقة والمحكمة أعدمت الاتفاقية وأصبحت ليس لها وجود.\nوأضاف شعبان، في تصريح لـ"التحرير" أن علاقتنا بالمملكة العربية السعودية لن تتغير، ويجب احترام حكم القضاء المصري من قبل الدولة الشقيقة، لافتًا إلى أن مجلس النواب لا يجب أن ينظر لقضية أصبحت هي والعدم سواء.\nوعلق النائب محمد سليم، عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، على حكم المحكمة الإدارية العليا، برفض طعن هيئة قضايا الدولة ممثلة الحكومة لبطلان حكم محكمة القضاء الإداري، الصادر في شهر يونيو الماضي، قائلًا: "تقريبا دخلنا في حارة سد لا يعلم نتائج الدخول فيها إلا الله".\nوأضاف سليم، في تصريح لـ"التحرير" أن مجلس النواب صار في أزمة والوضع حرج بعد فصل القضاء في اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية وبموجبها تؤول الجزيرتين للمملكة.\nوأوضح عضو اللجنة التشريعية، أن الحكم تسبب في وضع البرلمان في حرج كبير، خاصة في ظل مبدأ الفصل ما بين السلطات، مضيفًا "كنواب أصبحنا مغلولين اليد بعد الحكم".\nفى حين قال الدكتور فؤاد عبد النبي، أستاذ القانون الدستوري بجامعة المنوفية، إن حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ورفض طعن الحكومة بإجماع الآراء، ملزم تطبيقه وفقًا للمادة 50  و52 و54 من قانون مجلس الدولة.\nوأضاف عبد النبي، في تصريح لـ"التحرير" أن الحكم أصبح ملزمًا على جهة الإدارة متمثلة في رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وضع هذا الحكم محل التنفيذ، مشيرًا إلى أن جهة الإدارة استنفذت كافة طرق الطعن على هذا الحكم، لذلك أصبح الحكم باتًا ونهائيًا.\nوتابع: "عدم تنفيذ هذا الحكم يقع رئيس الجمهورية تحت المسائلة وفقًا لقانون العقوبات 123 من الدستور فقرة «ب»، إضافة إلى أن التقاعس عن تنفيذ الحكم سيجعل من النظام "إرهابي" وفقًا لقانون الإرهاب الذي صدر عام 2015، لأن تعطيل أي نص من نصوص الدستور يعد عملًا إرهابيًا وفقًا للمادة 2 فقرة «أ»".\nوأشار أستاذ القانون الدستوري بجامعة المنوفية، إلى ضرورة احترام الحكم من جهة الإدارة السياسية وأن يخرجوا علانية ويعتذروا لشعب مصر، لكي يصفح عنهم من تطبيق عقوبة الإعدام، باعتبارهم خائنين، لأن من يفرط في الأرض يعتبر خائنًا وفقًا للمادة 77 من قانون العقوبات.\nوأكد عبد النبي، أن مجلس النواب ليس له الحق في مناقشة الاتفاقية بعد حكم المحكمة، لأن تحويل الملف لمجلس النواب خاطئ من البداية، ولا يحق للبرلمان مناقشة مسألة تم البت فيها من القضاء، لافتًا إلى أن مخالفته لذلك يعد مخالفة للمادة 184 من الدستور لأنه تدخل في شئون العدالة والقضاء.\nوتنص على أن "السلطة القضائية مستقلة، تتولاها المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها، وتصدر أحكامها وفقاً للقانون، ويبين القانون صلاحياتها، والتدخل في شئون العدالة أو القضايا، جريمة لا تسقط بالتقادم".\nومن جانبه، قال الدكتور محمود كبيش عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة سابقًا إنَّ حكم محكمة الإدارية العليا بـ"مصرية جزيرتي تيران وصنافير" نهائي وغير قابل للطعن.\nوأضاف كبيش، في تصريحاتٍ لـ"التحرير"، الإثنين: "العابثون الذين يتحدثون ويناقشون ويجادلون يجب أن يصمتوا، لأنَّ ذلك أصبح أمرًا عبثيًّا، والحكومة لم تقدم أي مستند للمحكمة يدل على سعودية الجزيرتين". \nوتابع: "العلاقة بين لسعودية ومصر علاقة وطيدة وعميقة، ولن تتأثر بهذا الحكم القضائي الذي يحترمه الجميع، وتغير في علاقتنا بالسعودية يعني أنَّ العلاقات هشة".\n وفي حكمٍ نهائي قضت المحكمة الإدارية العليا، اليوم، برفض طعن هيئة قضايا الدولة "ممثلة الحكومة" لبطلان حكم محكمة القضاء الإداري "أول درجة"، الصادر في شهر يونيو الماضي، الذي قضى ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي تمَّ بمقتضاها إعلان تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للمملكة. \nوأوصت هيئة المفوضين بالمحكمة الإدارية العليا، برفض إعلان تبعية الجزيرتين الواقعتين بالبحر الأحمر للسعودية. \nوقالت الهيئة إنها رفضت حيثيات طعنين مقدمين من الجهات الرسمية، بينهما الرئاسة المصرية، على حكم صادر في يونيو الماضي يقر بـ"مصرية الجزيرتين". \nوأوضحت الهيئة في تقريرها الاستشاري المقدَّم للمحكمة، أنَّ هيئة قضايا الدولة لم تقدم أي أسانيد جديدة أو أدلة توحي للمحكمة بوقف تنفيذ الحكم الصادر.  \nوشهدت مصر مظاهرات يومي 15، 25 إبريل الماضي، عرفت باسم "مظاهرات الأرض"؛ احتجاجًا على قرار الحكومة المصرية في الشهر ذاته بـ"أحقية" السعودية في الجزيرتين بموجب اتفاقية لإعادة ترسيم الحدود.\nوردت الحكومة المصرية على الانتقادات التي وجهت لها بعد توقيع الاتفاقية، بأنَّ الجزيرتين تتبعان السعودية وخضعتا للإدارة المصرية عام 1967 بعد اتفاق ثنائي بين القاهرة والرياض بغرض حمايتهما لضعف القوات البحرية السعودية آنذاك، وكذلك لتستخدمهما مصر في حربها ضد إسرائيل.\nوجاء توقيع هذه الاتفاقية خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة، في إبريل الماضي.

الخبر من المصدر